انهيار البيتكوين يضع اقتصاد السلفادور في أزمة كبرى
تعرّضت عملة بيتكوين المشفرة لخسائر فادحة طوال الأسابيع الماضية، وسجّلت معدلات انخفاض كبرى يوم الإثنين الماضي، بعدما جمّدت منصة سيلزيوس، وهي شركة أمريكية لإقراض العملات المشفرة، عمليات السحب والتحويلات مرجعة ذلك إلى ما أطلقت عليه ”الظروف الصعبة“.
وجاء الانخفاض الكبير للعملة المشفرة كعلامة جديدة على اضطراب سوق المال الذي ضرب عالم العملات الرقمية مؤخرًا.
ووفقًا لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي“، تسبب إجراء ”سيليزيوس“ في انخفاض قيمة العملات الرقمية، وأدى إلى تراجع بمقدار 14 في المئة من قيمة البيتكوين، أكبر العملات الرقمية.
ومع هذا الانهيار الملحوظ، يبرز السؤال حول مستقبل اقتصاد السلفادور، حيث ضخت الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى ملايين الدولارات في عملة البيتكوين وجعلتها قانونية قبل 9 أشهر، وهو ما شجّع الناس على استخدامها في معاملاتهم اليومية.
وكانت السلفادور أول من شرع في تداول العملة المشفرة خلال شهر سبتمبر الماضي، ما سمح للمستهلكين باستخدامها في جميع تعاملاتهم، حيث يمكنك في السلفادور شراء أي شئ بواسطة البيتكوين.
كيف سيؤثر انهيار البيتكوين على السلفادور؟
وكان صندوق النقد الدولي قد حض سلطات السلفادور على تضييق نطاق قانون بيتكوين وإلغاء اعتبار العملة المشفرة وسيلة دفع رسمية. وشدد المسؤولون في البنك على أن هناك مخاطر كبيرة لاستخدام البيتكوين على الاستقرار المالي والنزاهة المالية وحماية المستهلك. وحذّر الصندوق من المستويات العالية لتقلبات سعر صرف العملة المشفرة.
ووفقًا للخبراء الاقتصاديين، فإن الهبوط الحاد الذي ضرب قيمة البيتكوين، أدى إلى تفاقم أزمة الديون في السلفادور، حيث خسرت الدولة ما يقرب من 56 مليون دولار من خلال المراهنة على الأصول الرقمية، وفقًا لتقارير ”بلومبرغ“.
وبالنسبة لبلد مضطرب ماليًا مثل السلفادور، فإن مثل هذه الخسارة تُعد مؤثرة للغاية على الاقتصاد.
ووفقًا لشبكة ”سي إن إن“ الأمريكية، فإن السلفادور اشترت 2301 عملة بيتكوين بقيمة 103 ملايين دولار منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، والآن، تبلغ قيمتها حوالي 51 مليون دولار، وهو ما يوضح حجم الخسارة التي تكبدها اقتصاد بلاد بعد الرهان على العملة المشفرة.