أخبار الان | دبي – الإمارات العربية المتحدة (منى عواد)
بالرغم من علم الجميع بالمخاطر والأمراض التي يمكن أن تنقلها لهم الثياب المستعملة، إلا أن السوريين يصرون على شرائها والاقبال عليها لأنها المخرج الوحيد امامهم لكساء العائلة، في ظل ازدياد أسعار الملابس الجديدة التي باتت بعيدة المنال للكثيرين منهم، في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
حيثُما تسيرُ في أسواقها اليوم تجدِ الناسَ يتزاحمون في دمشقَ لشراءِ ملابسِهم من أسواق الثيابِ المستعملة لقلة مواردِهم أو انعدامِها في كثيرٍ من الأحيان.
وقبلَ الثورةِ السورية كانت أسواقُ الملابسِ المستعملةِ تتركزُ في المناطق الشعبية ومنها دمشقُ القديمةُ، لكنَّ الإقبالَ عليها كان قليلا، ومعظمَ بضاعتِها كانت من البضاعة الفاخرةِ التي يتجاوزُ سعرُ بعضها ضِعفي سعرِ القِطعِ الجديدة.
ولا يخفي السوريون أن سببَ إقبالِهم على الشراء من سوق الثيابِ المستعملة حاليا يعودُ إلى رُخص الألبسةِ والمستلزمات التي تعرضها للبيع خلافًا البضائع ِالسورية وتلك التي تباعُ في الأسواق المختصةِ التي لايعرفُ كثيرٌ من السوريين شكلَها منذ سنتن أو ثلاثٍ بسببِ إغلاقِها أمنيًا وزيادةِ الأسعارِ فيها كثيرًا.
انهيارُ سعرِ صرف الليرة وزيادةُ الاسعار أدَّيَا الى تغييرٍ جذريٍ في حياة السوريين ممن بقُوا في بلدهم، منها انتشارُ هذه الأسواقِ التي تؤمنُ للناس لباسَهم بسعرٍ باهظ لكنَّه مقبولٌ مقارنةً بأسعار الأسواقِ التجاريةِ ولا عزاءَ للناس فيما وصلوا إليه إلا في أن هذه البسطاتِ والأسواقَ الصغيرةَ أمَّنت عملًا للعشراتِ ممن يُعيلون عائلاتِهم في ظل البِطالة المستشرية.