أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

توقعت الوكالة الدولية للطاقة تراجعا اضافيا لأسعار النفط هذه السنة، بسبب عودة ايران الى السوق النفطية بعد رفع العقوبات الدولية عنها، خاصة وانها ستعوض عن اي خفض في الانتاج قد تقرره دول اخرى.

في أول خطوة تقوم بها طهران للاستفادة دون  تأخير من دخول الاتفاق النووي حيز التطبيق ورفع العقوبات الغربية عنها،  قررت حكومة الرئيس حسن روحاني زيادة إنتاجها النفطي بمعدل نصف مليون برميل يوميا، وهو ما يعني نية طهران تعويض خسارتها المتراكمة منذ سنوات.

 ايران التي تملك رابع احتياطي نفطي في العالم وثاني احتياط عالمي من الغاز الطبيعي،  تنتج حالياً مليونين وثمانمئة الف برميل يومياً، وتصدر أكثر من مليون برميل، وهو ما يجعلها وفق المراقبين قادرة على ان تلعب دورا حاسما في سوق الطاقة في الفترة الراهنة والمستقبلية خاصة أنها  تعتزم الاسراع في زيادة انتاجها بهدف التوصل الى انتاج أربعة ملايين ومئتي الف برميل اواخر العام 2016.

هواجس دولية داخل منظمة اوبك تشير الى احتمال كبير بأن يؤدي الانتاج النفطي الايراني الى تراجع جديد لاسعار الخام المتدهورة اصلا في سوق يتوافر فيه فائض في العرض مقابل تراجع في الطلب.

طهران التي تنتج ايضا 600 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، للاستهلاك الداخلي باكملها تقريبا، تطمح الى جذب 25 مليار دولار من الاستثمارات النفطية والغازية بفضل نمط من العقود سبق وكشفت عنه في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اثناء اجتماع ضم كل فعاليات القطاع في طهران .

تصريحات حكومية اشارت الى أن قطاع الطاقة الإيراني يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة بعد عودة البلد إلى الاقتصاد الدولي وان اسبانيا قادرة على تقديم يد العون، فبعد يوم فقط من رفع العقوبات الاقتصادية، بحثت  إيران مع اسبانيا  بناء مصفاة نفط عند مضيق جبل طارق ضمن صفقات عديدة بين البلدين سيسمح العقد من خلالها للشركات الاجنبية بان تكون مشاركة في مرحلة الانتاج وليس فقط في مرحلة التنقيب، لكن في اطار شركات مختلطة يعود 51% من حصصها لشريك ايراني.

كل هذه التطورات في قطاع النفط الايراني تتزامن مع توقعات أوبك أن تسجل إمدادات المعروض من الدول غير الأعضاء هبوطا أكبر من المتوقع هذا العام جراء انهيار أسعار الخام ما سيعزز الطلب على نفط المنظمة.

وقالت أوبك في تقرير إن المعروض من خارجها سينخفض بواقع 660 ألف برميل يوميا في 2016 بقيادة الولايات المتحدة. وتوقعت المنظمة الشهر الماضي انخفاض المعروض من خارجها بواقع 380 ألف برميل يوميا.

غير أن تقرير أوبك لم يتناول أثر الإمدادات الناتجة عن رفع العقوبات الغربية عن إيران التي قالت إنها ستزيد إنتاجها 500 ألف برميل يوميا وهو ما سيسد معظم الفراغ الذي ستتركه الدول غير الأعضاء في أوبك.