انخفاض غير مسبوق لمنسوب حقينة سد مولاي يوسف بالمغرب
- يشهد نهر تسوات انخفاض منسوب المياه بشكل غير مسبوق بسبب آثار التغيرات المناخية التي يعاني منها المغرب
- وأصبح السد يعاني من ارتفاع نسبة التوحل (تراكم الأوحال في قعر السد)، والتي أثرت على إجمالي نسبة تخزين الماء بالسد
يعرف نهر تساوت الواقع بمنطقة آيت عفان إقليم الحوز في المغرب، انخفاض منسوب المياه بشكل خطير وغير مسبوق، وذلك جراء آثار أزمة المناخ التي يعاني منها المغرب.
نهر تساوت، والذي يبعد عن مدينة سيدي رحال ب27 كلم وحوالي 77 كلم عن مدينة مراكش، يعد أحد أكبر الأنهار في المغرب، ينبع من أعالي جبال الأطلس الكبير ويبنى عليه سد مولاي يوسف، وتتموقع أسفل سهله، جماعة أنزو ومدينة قلعة السراغنة، ويصب في نهر أم الربيع.
انخفاض منسوب المياه إلى مستويات خطيرة، أضحت معه أجزاء من هيكل السد وحوضه بادية للعيان للمرة الأولى منذ بناء السد وبداية استغلاله سبعينات القرن الماضي.
وأصبح السد يعاني من ارتفاع نسبة التوحل (تراكم الأوحال في قعر السد)، والتي أثرت على إجمالي نسبة تخزين الماء بالسد، كما ساهم تراجع التساقطات المطرية بشكل كبير خلال السنة الحالية في تعميق أزمة الماء بإقليم قلعة السراغنة.
زار مراسل عيش الآن في المغرب السد، ووقف عند الوضعية المقلقة التي أصبح عليها، حيث أنه بعد أن كان وجهة سياحية يقصدها السياح المغاربة والأجانب، لأجل الإستمتاع بجمال الطبيعة وممارسة أنواع من الرياضات المائية، أضحت المنطقة قاحلة وغارقة في التوحل.
عبر محمد، وهو من سكان منطقة آيت عفان المجاورة للسد، عن استيائه من الوضعية التي آلت إليها المنطقة، والتراجع الكبير الذي عرفته خصوصاً على المستوى الإقتصادي، نظراً لتراجع أعداد السياح.
وحول انخفاض مستويات الماء، قال محمد إنه لم يشهد هذه الحالة طيلة ال 41 سنة من حياته، مضيفاً أن تراجع الماء سوف يؤثر على إقليم قلعة السراغنة بجميع حالاته، وذلك نظراً لكونها تعتمد على سد مولاي يوسف كمصدر استراتيجي وأساسي.
وحسب وزارة التجهيز والماء، فقد بلغت نسبة الملئ 16٪ أي ما يعادل 22 مليون متر مكعب فقط من أصل حصة عادية تبلغ 142 مليون متر مكعب، بنسبة ملئ بلغت 24.2٪.
وأضافت الوزارة أن معدل التساقطات قد بلغ خلال هذه السنة 120 ملمتر، وهو ما شكل عجزاً بنسبة 50 في المائة مقارنة مع المعدل السنوي 239 ملمتر.
وأوضحت الوزارة أن هذا الوضع أثر سلباً على المخزون المائي بالسدود الكبرى، حيث بلغ حجم المخزون المائي حوالي 127.1 مليون متر معكب، أي ما يعادل 55.9 في المائة كنسبة ملء إجمالي، مقابل 61.3 في المائة سجلت في اليوم نفسه من السنة الماضية.
هذه الوضعية المائية أثرت بشكل كبير على حصة الفرد من الماء الصالح للشرب خصوصاً في المراكز الصغرى والتجمعات القروية. وهو ما سبق وأكدته عدد من الدراسات، التي نبهت إلى أن المغرب في الأعوام الأخيرة يعد من بين البلدان المهددة بشحّ المياه بسبب التقلبات المناخية. حيث تراجعت حصة الفرد من المياه من حوالى 2600 متر مكعب خلال الستينات إلى قرابة 606 أمتار حالياً، وهو المستوى القريب من معدل شحّ المياه المحدّد ب500 متر مكعب للفرد.
الجدير بالذكر أن المديرية الإقليمية للتجهيز والماء بقلعة السراغنة، كانت قد أعلنت عن برمجة دورة واحدة للسقي محدودة للحفاظ على الأشجار المتمرة خلال سنتي 2021 و2022، كما تم توقيف الإمدادات المائية للسقي مند شهر أكتوبر المنصرم، والإحتفاظ بالمخزون المائي للشرب، كإجراء احتياطي لتدبير أزمة الماء.
ويعتبر سد مولاي يوسف، أول السدود الكبرى المنصوص عليها في التصميم الخماسي 1968 – 1972، وشرع في تشييده سنة 1966، وتم افتتاحه رسميا سنة 1970.