أخبار الآن | الولايات المتحدة الأمريكية – (وكالات)

كثيرون يتحدثون أحياناً عن خوفهم من نشر صور أطفالهم أو ممتلكاتهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خشية أن يكونوا عرضة للحسد.

دراسة علمية أمريكية جديدة، نشرتها صحيفة “أيريش تايمز”، كشفت عن أن الحسد زاد بعد ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بشكل يدعو إلى القلق.

وأوضح أستاذ علم النفس فى جامعة ميتشيجان الأمريكية، إيثان كروس، أن الهواتف المحمولة هي نوافذ الحاقدين إلى أسرار الناس، وهي أجهزة سيطرت على البشر بشكل كامل، وأصبحت تغريهم على مدار اليوم ، سيما في عصر الحسد.. الذي بات يشمل حسد الوظيفة، والأطفال، وحتى الحسد على العطلة، والحسد لمجرد الحسد.

وحاول الباحث شرح كيف يمكن تفادى الشعور بالحسد؟، قائلًا إنه يمكن حاولة تغيير الطريقة المعتادة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لأن معظم الأوقات يستخدم الناس تلك المواقع بشكل سلبي وغير نشط ، مشددا على ضرورة المساهمة في تنظيم شخصياتنا عبر الإنترنت فى عصر الحسد.

وتحدث الأستاذ الجامعى تجربة شخصية مر بها، ونقلتها الصحيفة، قائلًا: “فى إحدى الليالى، قبل نحو خمس سنوات، فى بيتى وقبل أن أخلد للنوم، شاهدت تغريدة من صديق، أعلن فيها عن مدى سروره لكونه قد تم اختياره لجائزة صحفية، وشعرت بألم فى معدتى ورأسى وأسنانى، ولم أنم حتى الصباح”. وأكمل: “قبل ذلك بخمس سنوات، عندما كنت فى الجامعة، كنت أطالع صور أشخاص على موقع فيسبوك، ورأيت شخصًا أعرفه، ووجدته مع الأصدقاء فى الصور يضحك، فشعرت بأن مزاجى يسوء بسرعة كبيرة، واضطررت إلى الجلوس على كرسى.. وبدا لى أننى أتوقف عن التنفس”.

ومن خلال تلك القصة والقصص المشابهة، قال كروس، الذى تخصص فى دراسة تأثير فيسبوك على الصحة النفسية: “يصل الحسد فى نفوسنا إلى أقصى الحدود، وهذا يمارس ضغوطًا علينا، بشكل لم نشهد قبله فى تاريخ البشر، وهى ليست أشياء ممتعة بالطبع”.

من جانبها، قالت عالمة النفس الإكلينيكية راشيل أندرو، إنها ترى المزيد والمزيد من حالات الحسد فى غرفة الاستشارات التى تلتقى بها المرضى، وأكدت أن: “استخدامنا المنصات الاجتماعية، بما فى ذلك فيسبوك وتويتر وإنستجرام وسناب شات، يزيد من هذه الحالة النفسية المزعجة”.

وأضافت: “أعتقد أن ما فعلته وسائل التواصل الاجتماعى جعل الجميع متاحين للمقارنة، فكل شخص يقارن نفسه بالآخرين، فى كل أنحاء العالم، على مدار الساعة، وهو ما يجعلنا فى حالة حسد دائمة، وهذه المقارنات أصبحت الآن أقل واقعية بكثير، فنحن نعلم جميعًا أنه يمكن التغيير فى الصور وتحسينها من خلال التكنولوجيا والفوتوشوب، ونعلم أيضًا أن الناس يقدمون أفضل أداء فى حياتهم على تلك المواقع ورغم ذلك نُحسد”.

وتابعت: “ما ألاحظه أن معظمنا يمكن أن يدرك ما يراه على منصات وسائل التواصل الاجتماعية، فنحن نعلم أن هذه الصور والروايات المقدمة من قبل الأشخاص ليست حقيقية، ولكن على المستوى العاطفى قد تكون تلك الصور أو الروايات تشبه من ما نطمح إليه، ولكن لا نملكه، فيصبح تأثيرها قويًا للغاية، وتؤدى إلى ظهور الحقد فى نفوسنا.. رغمًا عنّا”.

فيما قالت عالمة النفس الاجتماعية الشهيرة شيرى توركلى: “نحن ننظر إلى الحياة التى أنشأناها على الإنترنت، والتى نعرض فيها فقط أفضل ما لدينا، ونشعر بالخوف من فقدانها.. نحن لا نرقى إلى مستوى الحياة التى نحكى بها للآخرين، وننظر إلى الذات كما لو كنا آخرين، ونشعر بالغيرة منها، وهذا يخلق إحساسًا غاضبًا بالحسد الذاتى داخلنا”.

هناك تعريف مختلف، ربما أكثر ظلمة لمفهوم الحسد، وذلك بالنسبة إلى “باتريشيا بوليدرى”، التى تعمل طبيبة نفسية ومؤلفة كتاب “الحسد فى الحياة اليومية”، التى قالت: “تشير الكلمة إلى شىء خطير للغاية، يمكن أن يتخذ شكل الإساءة العاطفية وأفعال الإجرام العنيفة، فالحسد يريد تدمير ما لدى شخص آخر، وإنها قضية عميقة الجذور، إذ يكون الشخص مستاءً للغاية من رفاهية شخص آخر، سواء بسبب مظهره أو موقعه أو سيارته.. إنها مشاعر صامتة ومدمرة ومخادعة وبها كراهية خالصة”.

تابعوا حوار مباشر على الفيسبوك حول الموضوع مع رشا خميس

هل تؤمن بوجود الحسد على مواقع التواصل الاجتماعي؟ كثيرون يتحدثون أحياناً عن خوفهم من نشر صور أطفالهم أو ممتلكاتهم عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خشية أن يكونوا عرضة للحسد.. شاركونا تجاربكم مباشرة مع رشا سليمان https://bit.ly/2RGauVc

Posted by ‎
أخبار الآن – Akhbar Al Aan‎ on Thursday, October 11, 2018

هل ضاعفت مواقع التواصل الحقد بين البشر؟

من دبي عبر الهاتف الدكتور دكتور أحمد عيد اختصاصي نفسي اكلينيكي

 

اقرأ المزيد: 

بدء العد التنازلي لأطول رحلة طيران في العالم بلا توقف