محمد السيد علي
“أخبار الآن” جاء في مقدمة المصادر التي استند إليها الروبوت Bing
- الروبوت وضع روابط تقارير “أخبار الآن” عن تنظيم القاعدة وقياداته
- مستقبل محركات البحث مرهون باستغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي
يمثل روبوت الدردشة Bing Al الذي طورته شركة مايكروسوفت أحد أبرز المنافسين لـChatGPT؛ بل ويمكن أن يتفوق عليه فيما يتعلق بالوصول إلى شبكة الإنترنت، وما تحويه من معلومات، وهذا يتيح للمستخدمين نتائجًا مُحدّثة باستمرار.
ويحتوي هذا الروبوت Bing لذي يعمل بالذكاء الاصطناعي على العديد من المميزات، أبرزها ميزة الدردشة التي تسمح للمستخدم بإجراء محادثات نصيّة، يحصل المستخدم بموجبها على إجابات مُحدّدة للسؤال المطروح، كما أنه يقترح على المستخدم أسئلة إضافية مرتبطة بموضوع المحادثة، لمنح المستخدم المزيد من المعلومات حول الموضوع محل النقاش.
لكن في المقابل، لا يزال الروبوت Bing في نسخته التجريبية، وأثار ضجة واسعة، مطلع فبراير الماضي، بعدما جرّبه عدد من المستخدمين وكانت نتيجة المحادثات “مخيفة وغريبة”، لأنه يمكن أن يخرج عن السيطرة أحيانًا، وينكر الحقائق الواضحة، وفقا لنتائج محادثات شاركها مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تحدث آخرون عن أن Bing Al يقدم نصائحًا حول اختراق حساب فيسبوك وإلقاء نكات عنصرية.
وللسيطرة على الموقف، والحد من حدوث بعض السيناريوهات غير المرغوب فيها، حدّدت مايكروسوفت عدد المحادثات والتفاعلات التي يجريها الروبوت Bing Al مع المستخدمين، وهي المحادثات التي يجيب فيها الروبوت على أسئلة من المستخدم، بواقع 50 جلسة يوميًا و5 أسئلة وأجوبة لكل جلسة، لأن جلسات الدردشة الطويلة “تُربك” Bing Al، وعلى ذلك يُطلب من المستخدمين بدء موضوع جديد بمجرد الوصول إلى الحد الأقصى للأسئلة في المحادثة الواحدة، وفي نهاية كل جلسة محادثة، يجب مسح المحادثة حتى لا يتم الخلط بينها وبين المحادثات الأخرى، ويتم ذلك عبر النقر على أيقونة “المكنسة” الموجودة على يسار مربع البحث للبدء من جديد”.
مستقبل القاعدة وداعش
يعد الحديث عن مستقبل التنظيمات الإرهابية وقياداتها أحد أبرز الموضوعات التي يكتنفها كثير من الغموض، وتحتاج إلى إجابات محددة من مصادر موثوقة.
وفي حوار لـ”أخبار الآن” مع الروبوت Bing ، باللغة العربية، أجاب روبوت الدردشة على العديد من الأسئلة عن مستقبل القاعدة وأبرز قياداتها، وكان من اللافت للنظر أن الروبوت اعتمد في معظم أجوبته على ما ينشره موقع “أخبار الآن” كمصدر رئيسي للمعلومات المتعلقة بتنظيم القاعدة الإرهابي وقياداته، مع وضع روابط للمواقع التي استقى منها معلوماته.
وإلى نص الحوار:
– بداية حدثنا عن مستقبل تنظيم القاعدة؟
تنظيم القاعدة هو تنظيم إرهابي جهادي، ولكنه لم يعد يمتلك النفوذ الذي كان يمتلكه في السابق. ومنذ مقتل زعيمه أسامة بن لادن في عام 2011، تعرض التنظيم لضربات قوية من قبل القوات الأمريكية والحكومات العربية والأجهزة الأمنية في العديد من الدول. ومع ذلك، لا يزال التنظيم ينشط في بعض المناطق، ويحاول استغلال الفراغات الأمنية في بعض الدول لتنفيذ هجمات إرهابية.
ويواجه تنظيم القاعدة تحديات كبيرة في الوقت الحالي، وأنه يعاني من تراجع في نفوذه وتقلص في نطاق نشاطاته، وذلك بسبب الضغوط الأمنية التي تمارس عليه من قبل الحكومات والتحالفات الدولية، وكذلك بسبب الصراعات الداخلية التي تعصف به. وفي الوقت نفسه، يعتقد البعض أن تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن الدولي، وأنه يمكنه العودة إلى الظهور بقوة في أي وقت. ويعتبر تنظيم القاعدة شبكة عالمية من الجهات التابعة له وذات القواعد الإقليمية، ويوجد له قاعدة في أفغانستان وباكستان.
– من هو خليفة أيمن الظواهري في تنظيم القاعدة؟
خليفة أيمن الظواهري في تنظيم القاعدة هو “سيف العدل” المصري القيادي محمد صلاح الدين زيدان، المعروف باسم سيف العدل المصري. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنّ المواطن المصري المقيم في إيران صار زعيم تنظيم “القاعدة” بعد مقتل أيمن الظواهري في ضربة أمريكية في أفغانستان، وهو ما نفته حركة طالبان المسيطرة على أفغانستان.
– ماذا تعرف عن نجل سيف العدل؟
نجل سيف العدل هو خالد سيف العدل، وهو ينشط باسم حركي هو “ابن المدني” في اليمن. وصل إلى اليمن في عام 2016، ويتولى مسؤولية التنسيق والاتصال بين الفرع اليمني لتنظيم القاعدة والفروع الأخرى في العالم.
وبعد هذه الإجابة اقترح علينا Bing Al سؤال عن دور نجل سيف العدل في تنظيم القاعد، وأشار في إجابته إلى “رسالة سيف العدل” التي ذكرت أن هناك “انقسامات في قيادة القاعدة العليا، في مرحلة ما بعد أيمن الظواهري، ووجود تنافس على من يتولى منصب أمير القاعدة، ولا سيما في ظل وجوده وعدد آخر من كبار قادة التنظيم”.
واستند Bing Al في إجابته على السؤال إلى ما نشرته “أخبار الآن”، قبل عدة أشهر، من عرض تحليلي لرسالة سيف العدل المعنونة بـ”الرمز بين الدين والإنسان”، وهي الرسالة التي نُشرت في أعقاب مقتل أمير القاعدة الراحل أيمن الظواهري في إغارة أمريكية على مقر إقامته بالعاصمة الأفغانية كابل، في 31 يوليو/ تموز الماضي، حيث اعترف “سيف العدل”، ضمنيًا، في الرسالة بأنه يُقيم في إيران، معللًا إقامته فيها بالضرورة وعدم القدرة على مغادرتها في ظل وجود أسرته بداخلها، وأن حليفه الإيراني لا يسمح له بمغادرة أراضيه إلا إلى القبر.
– ما العلاقة بين سيف العدل ومصطفى حامد؟
يبدو أن هناك ارتباط أيديولوجي بين سيف العدل ومصطفى حامد، وهناك تأثير فكري لمصطفى حامد حتى إبان فترة الجهاد الأفغاني حتى لو لم يكن مندرج في إطار تنظيم القاعدة أو في حركة طالبان، فهو لا يزال مؤثراً في بناء تصورات أجيال متلاحقة. ويضيف في تصريحاته لـ “أخبار الآن” أن العلاقة بين سيف العدل ومصطفى حامد ليست مجرد قرابة على اعتبار أن سيف هو زوج ابنته إنما هناك ارتباط أيديولوجي، وهناك تأثير فكري لمصطفى حامد حتى إبان فترة الجهاد الأفغاني حتى لو لم يكن مندرج في إطار تنظيم القاعدة أو في حركة طالبان، فهو لا يزال مؤثراً في بناء تصورات أجيال متلاحقة.
– ما هو مصطلح متلازمة طهران؟
متلازمة طهران هي الحالة النفسية التي يتعاطف فيها المخطوف مع الخاطف، وفي أحيان كثيرة يقع في حبه ويدافع عن تصرفاته. ويبدو أن هذا ما يعاني منه قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم مصطفى حامد. وهكذا علقت الدكتورة دلال محمود، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، عن متلازمة طهران التي يعاني منها مصطفى حامد بعد مقتل الظواهري.
– من هو مسؤول التواصل بين قاعدة اليمن وطهران؟
لا يوجد معلومات كافية عن مسؤول التواصل بين قاعدة اليمن وطهران في النتائج المتاحة.
لكن خالد باطرفي هو زعيم تنظيم القاعدة في اليمن. وفقًا لموقع أخبار الآن، اضطر باطرفي إلى الظهور الإعلامي بكلمة مرئية، يهاجم فيها إيران ووكلائها في اليمن؛ وذلك لتهدئة حالة الغضب المتفاقمة داخل التنظيم، بعد أن بدل التنظيم موقفه من إيران من الدفاع عنها إلى الهجوم عليها.
– ما هي العلاقة بين القاعدة والحوثيين؟
تشير بعض المصادر إلى وجود علاقة بين تنظيم القاعدة والحوثيين في اليمن. وفقًا لموقع “العين الإخبارية”، فإن أكبر دليل على علاقة القاعدة والحوثيين هي ما قامت به المليشيات الانقلابية من إطلاق عناصر لتنظيم القاعدة بالسجن المركزي بصنعاء وعددهم 300 سجين، وذلك في عام 20151. ويشير تقرير لموقع الإصلاح اليمني إلى أن العلاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة بدأت في الظهور بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالمي، حيث أظهر حسين بدرالدين الحوثي موقفاً منحازا لتنظيم القاعدة الإرهابي، بعد إعلان الحرب الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب.
– ما أسباب الخلاف بين داعش والقاعدة؟
تعود أسباب الخلاف بين تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة إلى العديد من العوامل، بما في ذلك الخلافات الفكرية والتنظيمية والسياسية، والتنافس على النفوذ والسيطرة في المنطقة، والتنافس على جذب الجماهير والتجنيد، والتنافس على الأموال والموارد، والتنافس على الأهداف والأولويات، والتنافس على الأساليب والتكتيكات.
– كيف يستغل داعش والقاعدة الشباب؟
يستغل تنظيم داعش والقاعدة الشباب عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي، حيث يستخدمون الألعاب الإلكترونية والتواصل الاجتماعي لجذب الشباب وتجنيدهم، ويستخدمون الإنترنت لتوزيع الأخبار والمعلومات والتواصل مع بعضهم البعض.
– كيف تؤثر هذه التنظيمات الإرهابية على المجتمعات؟
تؤثر التنظيمات الإرهابية على المجتمعات بشكل كبير، حيث تؤدي إلى تدمير البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، وتؤدي إلى تدمير الثقة بين أفراد المجتمعات وتزيد من العنف والفوضى في المجتمعات. وتؤدي إلى تدمير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات المتضررة
كيف يمكن مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية؟
يمكن مواجهة التنظيمات الإرهابية بالعديد من الطرق، منها التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة، وتحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المتضررة، وتعزيز الوعي بأهمية السلم والاستقرار في المجتمعات، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان.
ختامًا، وعلى عكس محركات البحث التقليدية مثل غوغل وبينغ، فقد تبين من خلال حوارنا مع Bing Al أنه يبحث في المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، وخاصة من المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام، ويقرأ ما بين السطور ليأتي بأجوبة أكثر تخصيصًا للسؤال المطروح، ويترك للمستخدم روابطًا للمصادر التي استند إليها في إجابته إذا أراد المستخدم أن يستزيد من المعلومات، أو يتأكد من مدى دقتها.
في المقابل، فإن نتائج محركات البحث التقليدية مثل غوغل وبينغ تبدوا أكثر تعميمًا، وتترك المستخدم غارقًا في عدد لا حصر له من نتائج البحث، لذلك فإن مستقبل محركات البحث مرهون بمدى تطور خدماتها استنادًا إلى إمكانيات الذكاء الاصطناعي الهائلة في جعل عمليات البحث أكثر دقة.