أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)
بدأت الطباعة ثلاثية الأبعاد بغزو جميع المجالات في العالم، إذ دخلت حديثاً على النظام الطبي، حيث أصبح من الممكن استنساخ أعضاء بشرية مطابقة للأصلية، الأمر الذي يُتوقع منه أحداث ثورة جديدة في هذا المضمار، حيث أصبح من الممكن استنساخ أعضاء بشرية مطابقة للأصلية..
كثيرًا ما نسمعُ بتقنيةِ الطباعةِ ثلاثيةِ الأبعادِ، ودورِها في صناعةِ السياراتِ والأدواتِ المنزليةِ وفي البناءِ وصنعِ قوالبِ بعضِ الأطعمة ، كالبيتزا مثلا .
لكنْ لم يعدْاستخدامُ الطبَاعَةِ الثلاثيةِ مؤخرًا مقتصرًا على عالم الصناعةِ فحسْب، بل دخلَ في مجالِ الطبِّ أيضًا، محدثًا ثورةً كبيرةً في عالمِ الطب، فبواسطة البطباعة ثلاثيةِ الأبعاد أصبحَ ممكنًا صناعةُ أعضاءٍ بشريةٍ يُمكنُ زرعُها في جسم الإنسان، فضلا عن إمكانِ ترميمِ الجماجمِ أيضًا.
ومن التجارِبِ الناجحةِ في هذا المجال تمكُّنُ فريقٍ من الباحثينَ من إنتاج هيكلِ أذنِ بشريةٍ مصنوعةٍ من خلايا المريض ذاتهِ كما نجحَ باحثون آخرون في إنتاج أوعيةٍ دمويةٍ بديلةٍ لاستخدامها في عملياتِ جراحةِ القلبِ واستبدالِ الأوردةِ أو الشرايينِ.
أما في أسترالية فقد صُنعَ أولُ قفصٍ صَدْرِيٍّ مصنوعٍ من التيتانيوم باستخدام تقنيةِ الطباعةِ الثلاثيةِ الأبعادِ إذ زُرعَ قفصٌ صَدريٌ حديدي لرجل يبلغُ من العمر أربعًا وخمسين سنةً كان يعاني مرضَ السرطان، وذلك بعد عمليةٍ جراحيةٍ دقيقةٍ نزعوا خلالها الأورامَ السرطانيةَ من صدره. هذا ويتُوقعُ أن تتوفرَ هذه التقنيةً تجاريًا خلالَ بضعِ سنواتِ بعد الانتهاءِ من اختباراتِ السلامةِ الطبيةِ المطلوبةِ لاعتمادِهَا رسميًا.
ولعل أهمَّ ما يميزُ الطباعةَ ثلاثيةَ الأبعاد هو دقتُها الفائقة، إذ تقومُ بمحاكاةِ أي مُجَسَّمٍ ثلاثيِّ الأبعادِ ،مكونةً صورةً طبقَ الأصلِ، وذلك عبرَ طباعةِ طبقاتٍ رقيقةٍ فوقَ بعضهَا بعضًا بدقةٍ عاليةٍ جدًا، وهو أمرٌ مُهمٌ جدًا في صناعةِ الأعضاءِ البشرية. فزيادةُ دقةِ تطابقِ الأعضاءِ الصناعيةِ معَ الجسم، يُقلِّلُ من المشاكلِ التي تظهرُ في أثناءِ الزرع.
فمن الأسلحةِ إلى السياراتِ مرورًا بالأطرافِ الصناعيةِ والأعمالِ الفنية، من شأنِ الطباعَةِ ثلاثيةِ الأبعادِ أن تُحدِثَ تحولاتٍ جذريةً في حياتِنا في العقودِ المقبلة بحسَب توقعاتِ الباحثينَ، بما يشبهُ كثيرًا الأثرَ الذي حملتهُ الإنترنت قبلَ ذلك.