هل خرجت فاغنر عن الدور المخطط لها في أوكرانيا؟
في ظل الصراع بين مجموعة فاغنر و الجيش الروسي خاصة في معركة باخموت والاتهامات المتبادلة بينها وبين وزارة الدفاع الروسية، هل خرجت فاغنر عن الدور المخطط لها وهل الصراع الدائر حقيقي أم مخطط له؟
وما تأثير سعي كل من فرنسا وبريطانيا إلى إدراجها على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية وهذا ما ترفضه الحكومة الألمانية التي تعتقد أن لا أساس قانوني لهذه الخطوة فهل سيتفقون على الإدراج؟
صراع القوى الروسية
وفي هذا الخصوص، يقول الدكتور سعيد سلام مدير مركز فيجين للدراسات الاستراتيجية: “ما يجري حالياً من تصريحات لزعيم فاغنر هو عبارة عن انعكاس لصراع القوى الروسية بين قوات الأمن وجنرالات الجيش بالإضافة إلى الأوليغارشية الروسية، فخسائر فاغنر تشير بشكل كبير إلى تراجع فائدتها المادية”.
وتابع : “فاغنر شركة خاصة تسعى للكسب المادي لكن الخسارة الكبيرة بالأرواح مع تراجع الدعم السياسي والعسكري للحرب داخل روسي والانقسامات التي تظهر مؤشراتها لدى النخب الحاكمة، تدلل على بعض التحولات التي قد نشهدها قريباً، خصوصاً من خلال الفيديو الأخير لبريغوجين وتهديده ومسبته لبوتين، وهذا يؤكد أن الصراع وصل إلى مرحلة حاسمة”.
وأضاف “هناك توقعات بأن فاغنر تريد الانسحاب من هذه المعركة الخاسرة بالنسبة لها، وتريد العودة للارتزاق في أفريقيا، خصوصاً ان هناك حربا في السودان وفاغنر موجودة هناك وتدعم احد الأطراف”.
خسائر كبيرة
من جهته يرى العميد الدكتور عبد الله الأسعد رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية أن: “ما يجري هو مناوشات من أجل التغطية على الخسائر الكبيرة، فاغنر ليست بأحسن حال من الجيش الروسي، خصوصاً من ناحية الجاهزية والخبرة القتالية، والجيش الروسي خلال عام خسر حوالي 2000 دبابة من الدبابات الحديثة والمتقدمة، وعدد كبير من الجنود”.
وعن تورط فاغنر في الصراع، يقول الأسعد: “فاغنر لم تستطع خرق الخطوط الأوكرانية، وفي كل مرة تريد الاختراق يقع في صفوفها قتلى كثر ما أدى إلى فقدانها القدرة القتالية، وفاغنر ليست ميليشيا إنما مجموعة من المرتزقة وقطاع الطرق والمساجين، فهم ليس لديهم خبرة أو مهارة قتالية كما لدى الجيوش”.
ويكمل :فاغنر تورطت فعلاً في أوكرانيا، حيث لا يوجد تمهيد كاف أو تغطية جوية، ونقص الذخيرة، حتى أن روسيا تستعين بأسلحة قديمة”.