تراجع أداء المستشفيات بسبب اشتباكات السودان والوضع الاقتصادي يتفاقم بشدة
لليوم الـ14 تتواصل المعارك الدامية في السودان، حيث تعيش العاصمة الخرطوم على وقع انفجار القنابل وتبادل إطلاق النيران، فيما يحتدم القتال في دارفور المضطربة غرب البلاد، بعد تجاهل طرفي النزاع الهدنة المتفق عليها.
وحتى الآن، أسفرت المعارك عن مقتلِ 512 شخصًا على الأقل وجرح الآلاف، وفيما تتواصل عمليات نزوح المدنيين إلى الولايات الأقل اضطراباً ودول الجوار، قال برنامج الأغذية العالمي إن: العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه ثلث السكان إلى المساعدة”.
والمواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة أدت إلى خروج 70 في المئة من مستشفيات الخرطوم عن الخدمة وتوقف النشاط الاجتماعي والتعليم وكل أشكال الحياة تقريباُ، ليترك المواطنون الذين تقطعت بهم السبل أو من تمسك منهم بالبقاء في مواجهة حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فالصراع اليوم بين قيادات العسكر يبدو أنه لن ينتهي قريبًا في ظل تعنت الجانبين.
ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل المدنيين في السودان وحياتهم في ظل نفص الخدمات الأساسية واتجاه البلاد إلى مزيد من العنف.. وهذا ما ناقشناه في حلقة برنامج “ستديو أخبار الآن”.
حال القطاع الصحي
وإلى ذلك، قال نقيب أطباء السودان بكندا وناطق رسمي للنقاب د. سيد محمد عبد الله، خلال استضافته بـ “ستديو أخبار الآن” عبر تقنية “الزووم”، إن: “القطاع الصحي تأثر بشدة حيث توقفت أكثر من 70% من المستشفيات عن العمل تمامًا وتبقى 26 مستشفى بعضها يعمل بشكلٍ جزئي، أي أن 16% فقط من مستشفيات السودان بحسب منظمة الصحة العالمية تعمل بشكلٍ كلي”.
وأشار نقيب أطباء السودان بكندا إلى عربات الإسعاف تعرضت للقصف وهو ما يعرض كل من يريد تقديم خدمة طبية للسكان للخطر، مضيفًا: “هناك أطقم طبية تواصل العمل لـ 14 يومًا دون وجود بدائل، كما أن هناك مستشفيات تعاني من شح الإمدادات الكهربائية ونقص المياة”.
ولفت عبد الله: “بعض الأطباء يستخدمون ضوء الهواتف المحمولة لاستكمال العمليات الجراحية”.
تداعيات اشتباكات السودان
ومن ناحيته، قال مدير الوكالة الدولية للتنمية والعون الإنساني في الخرطوم، الصادق محمد أحمد، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن” من خلال “سكايب”، إن: “هناك مناطق كبير في السودان لازالت آمنة وهي قادرة على استيعاب الجميع بدلاً من النزوح إلى دول الجوار”.
وفيما يتعلق بتداعيات الاشتباكات، أشار الصادق أحمد إلى ضرورة حسم الحرب في أقربِ وقتٍ ممكن، مؤكدًا: “الوضع الاقتصادي كان صعبًا قبل الحرب وبعد نشوبها أصبح أكثر سوءًا ولا يُمكن التنبؤ بما يُمكن أن يحدث في المستقبل القريب إن لم تقف هذه الحرب”.
ولفت: “المواطن السوداني هو المتضرر الرئيسي من هذه الحرب”.
كما نوه مدير الوكالة الدولية للتنمية والعون الإنساني: “هناك بوادر لإنهاء الأزمة في السودان حيث أن القوات المسلحة السودانية أعلنت سيطرتها على مناطق عدة في الخرطوم وإذا حسمت المعركة في العاصمة ستحسم في باقي الأماكن بالسودان”.