تراجع محصول الحبوب بنحو 75% بسبب عوامل مناخية تواجهها تونس
أزمة جديدة تعيشها تونس في الفترة الحالية تتمثل في تداعيات قرار الحكومة بقطع المياة الصالحة للشرب في محاولة لترشيد الاستهلاك.
وشهدت الساعات الماضية سخط شعبي كبير على السلطات التونسية التي بدأت في قطع مياة الشرب لمدة 7 ساعات يومياً سعياً للتقشف في مخزون المياه المحدود، إذ يبدأ قطع المياه من الساعة التاسعة ليلًا إلى الرابعة فجرًا بالتوقيت المحلي.
وفي هذا السياق، تراجع محصول الحبوب بنحو 75% بسبب عوامل مناخية صعبة عاشتها تونس، ما ينذر بموسم حبوب كارثي، ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد فالبلد الذي يعاني اقتصاده منذ فترة، مهدد بالعطش مما دفع السلطات التونسية لفرض مجموعة من القيود على استعمال مياه الشرب، منها اعتماد نظام الحصص لتوزيعها على السكان لعدة أشهر.
قرار أغضب التونسيون من جهة ولفت انتباه روسيا التي لم تقف مكتوفة الأيدي أمام فريسة جديدة في إفريقيا فأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لنقل الحبوب والأسمدة للدول الإفريقية مجاناً ومن بينها تونس.
وإلى ذلك خصصنا حلقة “ستديو أخبار الآن” لهذا الموضوع، لنوضح حجم الأزمة التي تواجهها تونس؟ وما الذي يريده الدب الروسي من تونس ومن القارة السمراء؟
تأثّر الاقتصاد الوطني
من ناحيته، قال ليث بن بشر، الخبير الزراعي ومؤسس النقابة التونسية للفلاحين، خلال استضافته في “ستديو أخبار الآن”، إن: “هناك عاملان يُسببان التراجع الكبير في محصول الحبوب في تونس، ويُعد أولهما تراجع الأمطار التي أدت إلى حدوث جفاف، وهي ظاهرة تواجهها تونس للعام الثالث، الأمر الذي يؤثر على الفلاحة المطرية بشكل سلبي، ومن ثم تراجع زراعة الحبوب على نحوٍ كبير”.
وأضاف: “منسوب المياه في السدود كذلك يؤدي دورًا في الفلاحة، فضلًا عن تأثر مياه الشرب وهي ما تعني قرار السلطات التونسية الأخير فيما يخص فرض مجموعة من القيود على استعمال مياه الشرب”.
ولفت بن بشر إلى أن هذه الظواهر بالتأكيد تؤثر على الاقتصاد الوطني ومدخول جميع الزراعين ممن لم يدخروا جهدًا للقيام بأدوارهم.
وعن تأثير أزمة الحبوب على القطاعات الأخرى غير الفلاحية في تونس، قال بن بشر: “الفلاحة أو الزراعة تمثل نسبة مُهمة من الناتج الوطني الخام خاصة وأن لها قدرة تشغيلية كبيرة وتساهم في الصادرات، فكلما كان الموسم جيد كلما يتحسن ميزان الدولة التجاري”.
ماذا تريد روسيا من تونس؟
وتعليقًا على اتجاه روسيا لنقل الحبوب والأسمدة للدول الإفريقية مجانًا ومن بينها تونس، أرجع نزار مقني الكاتب والباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية وأيضًا أستاذ الجيوبولتيك بالجامعة التونسية، السبب في ذلك لكون روسيا ترغب في أن تمتد إلى شمال أفريقيا وخاصة إلى تونس.
وأضاف في معرض حديثه: “موسكو تحاول من خلال تونس حصار أوروبا من الناحية الجيوسياسية والجغرافية، وإذا حدث ذلك سوف يُصبح الأمن القومي الأوروبي محاصر وهو ما يقلق الغرب كثيرًا”.
الرأي رأيكم
وحول هذا الموضوع، أجّرت “أخبار الآن” استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “برأيك.. ماذا تريد روسيا من تونس بعد تعهدها بمنح الحبوب مجانًا على خلفية تراجع منتوج الأخيرة 75%؟، وجاءت الإجابات على النحو التالي:
- بسط نفوذها في تونس: 86%
- مساعدة تونس في أزمتها: 14%
التمدد الروسي الصيني
وردًا على خطوة وزير الخارجية الإيطالي، الذي دعا مؤخرًا الاتحاد الأوروبي لتقديم المساعدات إلى تونس بُغية قطع الطريق أمام الصين وروسيا، أكد مقني أن: “العالم يمر اليوم بصراعٍ جديد، وموسكو وبكين يرون أن الوقت قد حان كون الغرب تراجع عن مسؤولياته التقليدية، وهو ما دفع روسيا والصين للتفكير بالتمدد في ظل معركة جيوسياسية حاصلة”.
وأضاف أستاذ الجيوبلوتيك بالجامعة التونسية: “روسيا تعمل على التمدد منذ فترة حينما قامت بنشر مرتزقة فاغنر في العديد من الدول، وما تفعله الآن في تونس يوازي لسياستها تلك ولكن من زاوية اقتصادية”.