تعثر طريق المساعدات إلى شمال سوريا.. كيف كانت الاستجابة الدولية؟
تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين نحو 25 ألف قتيل فيما بلغ عدد السوريين الذين أصبحوا بلا مأوى قرابة 5.3 مليون، في بلد يعاني أهله في الأصل نزوحاً داخلياً بفعل الصراع، وبينما يتوالى وصول فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية من دول مختلفة إلى تركيا، عجز العالم عن إيجداد طريق يوصل إلى السوريين في الشمال المنكوب، لتتضائل فرص إنقاذ المزيد من المحاصرين تحت الانقاض بعد مرور خمسة أيام على الفاجعة، ووسط استجابة أممية وصفتها الخوذ البيضاء بالكارثية وطالبت المنظمة الدولية بالاعتذار للشعب السوري، الذي ترك وحيداً كالعادة يواجه الموت بشكل جديد أقسى من أي تجربة سابقة، فدمشق انتظرت خمسة أيام لتعلن من جهتها السماح للمساعدات بالوصول إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها فيما وصلت قافلة واحدة يوم أمس لم تكن في الأصل مخصصة لمساعدة المنكوبين بل كانت في الحقيقية قافة اعتيادية تأخر دخولها كما أفاد الدفاع المدني في الشمال.
في هذا السياق قال منسق مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة الإغاثة التركية أوموت بلغين: “نستطيع أن نقول أن هذا الزلزال لا يوصف، وهو من أكبر الكوارث في تاريخ تركيا”.
وتابع: “الزلزال كان قريباَ من الأرض لذلك أثر بشكل كبير”.
وأضاف أن “عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في العديد من النقاط لا سيما في كهرمان مرعش مركز الزلزال”.
ولفت إلى أن “هناك تقصير من بعض الجهات ونحن كمؤسسات نقوم بالتدريب في البحث والإنقاذ”.
وأوضح: “هذا الزلزال أثر على الكثير من المناطق وبشكل واسع لذا الطرق التي قطعت سببت صعوبة في الوصول إلى هذه المناطق”.
بدوره أكد الصحفي مسلم السيد علي أن “الحالة في سوريا غير مشابهة لأي دولة أخرى”.
وتابع: “مناطق الشمال السوري تفتقر لأدنى مقومات الحياة وأدنى الأشياء المخصصة لمواجهة الكوارث”.
وأضاف: “فرق الدفاع المدني مدربة بشكل كبير وما ينقص هذه المنطقة هي الأجهزة الحديثة”.
وأردف: “لا أعتقد أن هناك تقصيراً من الطرف التركي في هذا الاتجاه وبشكل عام من يتحمل المسؤولية اليوم هو مجلس الأمن وعبور المساعدات للشمال السوري يحتاج قراراً منه”.
ونوّه إلى أن “التعطيل الحالي لدخول المساعدات سيعرض حياة مئات الآلاف من المقيمين للخطر ودرجة الحرارة الآن تقارب الصفر”.
وأضاف: “المؤسسات الإنسانية عاجزة عن تقديم أي نوع من المساعدات الطارئة”.
هذا وأجرت أخبار الآن استفتاء سألت فيه المتابعين ما يلي:
لماذا تأخر وصول المساعدات للمنكوبين من الزلزال في سوريا، وكانت الخيارات والأجوبة على النحو التالي: اعتبارات “سياسية 82%” – “معوقات لوجستية 18%”.
أرسلت الأمم المتحدة 14 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا ودخلت الشاحنات عبر المعبر الحدودي التركي “باب الهوى” الجمعة.
ومن المقرر أن يجري توزيع المساعدات الإنسانية الأممية من خلال المنظمات المحلية الشريكة مع الأمم المتحدة على السوريين المتضررين من الزلزال بشكل عاجل.