البرلمان في لبنان يشكّل حالة اسثنائية

يشكل البرلمان اللبناني حالة استثنائية كل مرة بفشله للمرة السادسة على التوالي في شهر واحد بانتخاب رئيس للبلاد وهذا كان محور نقاش حلقة الجمعة من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول.

وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “لا يملك أي فريق سياسي أكثرية برلمانية تخوله فرض مرشحه لكن الواضح جدا أن هناك من يصنع العراقيل فمن يضعها هذا هو السؤال المهم والملح بسبب ظهور كم هائل من الأوراق البيضاء التي لم تصوت لأحد فكانت النتائج الاخيرة كالتالي حصول ميشال معوض على 39 صوتا مقابل 10 أصوات لعصام خليفة و 13 صوتا للبنان الجديد فيما سجلت 50 ورقة بيضاء وهذا الكم الكبير من الورق الأبيض ليس بريئا ويجب فهم أسبابه”.

في هذا الصدد قال منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو: “ما يقوم به اليوم النواب ليس عمل مجلس النواب، وعمليا في لبنان لا يوجد مجلس نواب”.

وأضاف: “هذه المسرحية التي نشاهدها ليست عملا ديمقراطيا وليست ترجمة للنظام السياسي اللبناني”.

وأكد: “المعارضة في ظل الاحتلال لا تفيد وهناك مقاومة”، لافتا إلى أنه “يجب أن يقتنع النواب الذين لا يوافقون حزب الله بوجوب الانتقال من مرحلة المعارضة إلى المقاومة بشكل واضح وصريح”.

لبنان.. فشلٌ بانتخاب رئيس للجمهورية وأوراق بيضاء كثيرة في البرلمان فما سرها؟

وأردف: “على النواب إعلان مقاومة الاحتلال الإيراني للبنان المتمثل بحزب الله وسلاحه”.

وتابع “وصلنا إلى أكبر انهيار سياسي واقتصادي وأوضاع أمنية لا نعرف متى ستنفجر”.

بدوره أوضح الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة أنه “عمليا المؤسسات لا تعمل بشكل طبيعي”.

وأضاف: “هناك العديد من القوى السياسية الذين يقدمون أنفسهم وأنهم يعارضون الوصاية الاحتلالية لحزب الله فيما هم يلعبون معه تحت الطاولة”.

وبيـّن: “المشكلة ليست فقط في الداخل اللبناني، هناك قوى دولية تتعامل مع حزب الله وكأنه قوة شرعية في لبنان”.

لبنان.. فشلٌ بانتخاب رئيس للجمهورية وأوراق بيضاء كثيرة في البرلمان فما سرها؟

ولفت إلى أن “التعامل الفرنسي يتم مع حزب الله رغم كل المناشدات بأنه يجب أن يكونوا أكثر تشددا في التعامل مع الحزب”.

وأردف: “هناك قوى لا سيما الأوروبية تتعامل مع حزب الله بوصفه شبه وصي على الوضع اللبناني ويعملون معه على تسوية رئاسية”.

وأضاف: “معظم القوى السياسية لا يهمها الوضع الاقتصادي والشعب اللبناني متروك لحاله في هذه الأزمة الخانقة والوجودية”.

هذا وفشل البرلمان اللبناني، للمرة السادسة في انتخاب رئيس للجمهورية، عقب أقل من شهر على مغادرة ميشيل عون لقصر الرئاسة.

وسبق أن شغر منصب الرئيس في لبنان عدة مرات منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

وكثف السياسيون جهودهم، توقعاً لفراغ آخر، للاتفاق على حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي.

وفي لبنان، البلد القائم على منطق التسويات والمحاصصة بين القوى السياسية والطائفية، غالباً ما يحتاج تكليف رئيس حكومة أو تشكيلها أو حتى انتخاب رئيس للبلاد أشهراً.

ومع أنّ عدم احترام المهل الدستورية شائع في البلاد، لكن الفراغ الرئاسي هذه المرة يأتي في ظل انهيار اقتصادي متسارع صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عقود، ومع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، خصوصاً تنفيذ إصلاحات يضعها المجتمع الدولي شرطاً لدعم لبنان.