تجدد الاشتباكات في السودان رغم الاتفاق على الهدنة
دوت أصوات انفجارات، صباح السبت، في الخرطوم، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة السودانية خلال اليوم الثامن من الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار خلال إجازة العيد، سمع صوت الرصاص في الخرطوم من خلال اشتباكات متقطعة، بحسب شهود عيان، في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة.
وقال الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر، ولكن من الواضح أن هذا الأمر يُعد خيال فقط بسبب عدم الالتزام به.
ومنذ السبت الماضي، بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا عنيفا على السلطة، إذ لقي المئات حتفهم وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة.
إلى ذلك، ناشدت نقابة أطباء السودان، المجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع لإيقاف إطلاق النار وتوفير مسارات آمنة لإجلاء المدنيين وتجنيب البلد الانزلاق لهاوية “الانهيار الشامل”.
وقالت النقابة في بيان إن بدء الدول الأجنبية بالاستعداد لإجلاء رعاياها يؤكد “ازدياد الخطر على المواطنين العزل”، مضيفة: “أثبتت التجربة حرص طرفي النزاع من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على حياة الرعايا الأجانب فقط دون مراعاة لحرمة حياة أبناء شعبهم المسالم”.
وذكرت النقابة أن إجلاء الرعايا الأجانب يحمل دلالة على فشل المطالبة بإيقاف إطلاق النار بين الطرفين وتوقعت أن يستمر القتال المسلح ويمتد للأحياء السكنية في رقعة واسعة من السودان.
عدم استقرار الوضع الأمني في الخرطوم يمنع إجلاء واشنطن لموظفي سفارتها
اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالمخاطر.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت الخميس أنها بصدد إرسال عسكريين إلى منطقة شرق إفريقيا تحسّباً لاحتمال إجلاء طاقم سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم.
لكن المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال إنه “بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، ليس من الآمن في الوقت الراهن أن تجري الحكومة الأميركية إجلاء منسّقا”.
وسعت الخارجية الأمريكية إلى جمع الموظفين الأمريكيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.
الخميس قال البنتاغون إنه بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقد على بعد 1126 كلم إلى جنوب شرق الخرطوم.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الأمريكية: “نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأميركيين في السفارة وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان”.
رغم أزمات المنطقة.. المدن العربية لا تخلو من مظاهر عيد الفطر المبارك
يُمثّل عيد الفطر المبارك، مناسبة دينية واجتماعية، وفرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل بلد عربي عن غيره.
غير أنّ الأزمات الاقتصادية التي تواجهها بلدان عالمنا العربي ومع ارتفاع معدلات التضخم، التي تلقي بظلالٍ قاسية على العادات السنوية في مثل هذا الموسم، وتفرض مجموعة من المتغيرات الأساسية على نمط الاحتفالات في خطٍ متوازٍ مع تراجع القدرة الشرائية، ووسط كل هذا يصر المسلمون على إيجاد فسحة أمل والتأقلم مع المتغيرات الاقتصادية لإحياء مناسباتهم وأعيادهم والتي تمثل قيماً متوراثة وأصيلة يتمسكون بها ويدافعون عنها إيماناً منهم بأن العيد بداية جديدة وأمل جديد.
فعلى الرغم من أزمات المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاتخلو مدينة عربية من مظاهر الاحتفال كل حسب إمكاناته وظروفه فيما توحد ابتسامة الأطفال الرسالة الأسمى للأعياد وهي المحبة والعطاء والتسامح.. فكيف تقاوم المجتمعات العربية أحزانها لاحتفال بأجواء العيد في ظل الأزمات والصراعات التي تواجهها بعض الدول؟