قيادة داعش تُعاني في غياب أبو سارة العراقي.. والتنظيم يستهدف المدنيين

اعترف تنظيم داعش بقتل أحد عناصره السابقين في منطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في سوريا، في انخفضت هجمات التنظيم خلال الأسبوع الماضي بنسبة 33% إذ نفذ التنظيم 22 هجومًا في مختلف مناطق نشاطه، وذلك بعدما شهدت الهجمات ارتفاعًا طارئًا، خلال الأسبوع السابق، للمرة الأولى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وفي السياق، تبنت صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 386)، الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي والناطقة بلسان تنظيم داعش، اغتيال “محمود كروم اللجي”، قائلةً إن عناصر من التنظيم قتلوه بعد تورطه في عمليات سلب للمدنيين بمنطقة البصيرة، شرقي دير الزور، تحت تهديد السلاح.

داعش يقتل أحد عناصره السابقين.. وقيادته تعاني بعد مقتل أبو سارة العراقي

محمود كروم اللجي

ووفقًا لمصادر سورية فإن “اللجي” كان واحدًا من المنتمين لداعش إبان سيطرته على مناطق دير الزور وريفها واستغل صلته السابقة بالتنظيم لفرض إتاوات على المدنيين في ريف دير الزور، وحصل على 4 آلاف دولار من أحد سكان المنطقة باسم “الكلفة السلطانية”، وهي ضريبة خاصة يفرضها داعش على الأهالي في سوريا، وذلك قبل أن يقوم التنظيم باغتياله خلال الأسبوع الماضي.

 

انخفاض هجمات داعش

وعلى ذات الصعيد، انخفضت هجمات داعش، خلال الأسبوع الماضي، بمعدل 33.33% مقارنة بالأسبوع السابق له، إذ نفذ التنظيم 22، و33 هجومًا خلال الأسبوعين على التوالي، حسبما أوردت صحيفة النبأ في تبويب حصاد الأجناد والذي يُعد بناءً على إحصائيات لجان الرصد والمتابعة المعنية بتسجيل وتوثيق هجمات داعش والمجموعات المرتبطة في مختلف المناطق.

داعش يقتل أحد عناصره السابقين.. وقيادته تعاني بعد مقتل أبو سارة العراقي

 

وشهدت ساحة غرب إفريقيا الانخفاض الأبرز في الهجمات حيث نفذت المجموعات المرتبطة بداعش 6 هجمات خلال الأسبوع الماضي مقارنة بـ12 هجومًا في الأسبوع السابق، أي بانخفاض قدره 50% من إجمالي الهجمات، وتلتها الساحة السورية التي انخفضت فيها الهجمات من 8 إلى 5 هجمات في نفس الفترة.

ولم تشر أسبوعية النبأ (عدد 386) إلى أي هجمات في مناطق أفغانستان وموزمبيق والصومال والساحل الإفريقي، خلال الأسبوع الماضي، بينما ذكرت الصحيفة أن هجمات المجموعات المحسوبة على داعش في وسط إفريقيا (الكونغو الديمقراطية) ارتفعت من 3 إلى 5 هجمات في الفترة المذكورة.

ويُركز داعش هجماته على المدنيين في مناطق بيني وإيتوري شرقي الكونغو الديمقراطية حيث نفذ التنظيم 5 هجمات خلال الأسبوع الماضي 4 منها ضد أهداف مدنية وواحد فقط ضد نقطة عسكرية تابعة للجيش الكونغولي، وأسفرت الهجمات عن مقتل 45 شخصًا بينهم 44 مدنيًا وعسكري واحد، بحسب إحصاء صحيفة النبأ الصادرة عن التنظيم.

ويُحاول داعش أن يُزكي الصراعات الدينية والإثنية في مختلف المناطق التي ينشط فيها، وفي القلب منها وسط إفريقيا/ الكونغو الديمقراطية، حتى يتمكن من توظيفها لخدمة مصالحه ويستطيع إيجاد بيئة مضطربة تمكنه من التمدد والانتشار في ساحات عملياتية جديدة بعد انهيار خلافته المكانية.

ومن جهتها، قالت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” إن تراجع هجمات داعش خلال الفترة الأخيرة وعدم إعلان التنظيم عن أي حملات أو غزوات منسقة، كما يُسميها، ترجع إلى ارتباك التنظيم ووجود حالة من الفراغ القيادي التي خلفها مقتل أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، أواخر فبراير/ شباط الماضي.

داعش يقتل أحد عناصره السابقين.. وقيادته تعاني بعد مقتل أبو سارة العراقي

مما نشرت قناة فضح البغدادي والهاشمي

واعتبرت القناة والتي يُديرها منشقون عن داعش أن الوضع الحالي لداعش بما فيه من ارتباك واضطراب، دليل واضح على استنزاف شبه كلي للقيادة العليا أو الجهة التنفيذية المسيطرة على داعش، بما في ذلك مجلس الشورى واللجنة المفوضة، والإدارة العامة للولايات، والتي خلف مقتل أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر فراغًا وثغرات كبيرة في كل منها مما يعني أن قادة كل هذه الهيئات أو من يُعرفون بـ”مشايخ الدولة” كانوا في الحقيقة رجلًا واحدًا بعدة أقنعة، حسب تعبير القناة.

وذكرت القناة أن المؤشرات الحالية تبين وجود فتور في نشاط أفرع داعش أو ولايته بعد مقتل القائد الفعلي للتنظيم أبو سارة العراقي/ عبد الرؤوف المهاجر، مضيفةً أن من مظاهر هذا الفتور عدم إعلان التنظيم عن أي حملات عسكرية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان على خلاف ما فعل التنظيم في العام الماضي الذي نشر فيه عشرات الصور لتوثيق النشاطات اليومية لعناصره في رمضان، فضلًا عن إعلانه ما سُمي “غزوة الثأر للشيخين” أبو إبراهيم القرشي/ حجي عبد الله قرداش، خليفة داعش الأسبق، ونائبه والمتحدث الرسمي لداعش أبو حمزة القرشي (المهاجر).

واكتفت صحيفة النبأ وغيرها من الأذرع الإعلامية لتنظيم داعش بنشر تقارير ومقالات تتضمن توجيهات شرعية لا تتعلق بعمليات التنظيم الجارية، متجنبةً نشر أي صور أو مقاطع مرئية لعناصر التنظيم في شهر رمضان، على عكس عادة التنظيم، فيما شغل المحتوى أو التقارير ذات الصبغة الشرعية (الحركية) نحو ثلث مساحة صحيفة النبأ (عدد 386).

محاولة جديدة لاستغلال رمزية القدس

إلى ذلك، تضمن المقال الافتتاحي للعدد الجديد من صحيفة النبأ تركيزًا على التوترات الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، كما تضمن هجومًا على إيران والفصائل الفلسطينية المرتبطة بها.

ووصفت الصحيفة قضية القدس بأنها “حصان طروادة” الذي تستغله طهران وغيرها من الفصائل والأحزاب في الحشد والترويج لغايتهم، مضيفةً أن هدف كل تلك الدعاية والشعارات تمرير وشرعنة وتحسين الغزو الإيراني للمنطقة عبر تغليفه بقوالب براقة وخادعة.

وألمحت أسبوعية النبأ إلى أن الفصائل الفلسطينية وغيرها من الفصائل المرتبطة بإيران لم تتحرك، رغم التوترات في القدس، إلا حينما تعرضت إيران لضربات خلال الفترة الأخيرة مردفةً أن القدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين لم تكن إلا ذريعة لتوجيه بعض الردود الإيرانية عبر النوافذ الفلسطينية المفتوحة ليسيل الدم الفلسطيني بينما تجني طهران ثمرة ذلك سياسيا وشعبيًا، على حد تعبير الصحيفة.

وفي الواقع، يحاول تنظيم داعش أن يستغل هو الآخر رمزية القدس والقضية الفلسطينية للترويج لنفسه والإيحاء بأنه الجهة الوحيدة التي ستدعم هذه القضية، وهذا التكتيك يلجأ له التنظيم عندما يتراجع ويُعاني من انتكاسات، في محاولة منه لكسب زخم دعائي ومعنوي يخدم مصالحه.