مقياس ريختر.. دليل العالم منذ 1935 لرصد أضرار وتأثيرات الزلازل
- سُمي المقياس تيمنًا بمبتكره العالم الأمريكي تشارلز فرانسيس ريختر
- مقياس ريختر يُستخدم لتقييم حجم الزلزال وكمية الطاقة التي تنبعث منه
- أقوى زلزال في التاريخ مُسجل كان بقوة 9.5 على مقياس ريختر وضرب تشيلي عام 1960
على مدار الأسبوعين الماضيين، كثر الحديث عن الزلازل بسبب ما تعرضت له كل من تركيا وسوريا من هزات عنيفة خلفَت آلاف من القتلى، ودمّرت مئات الآلاف من المباني، وأيضًا أصبحنا نسمع كلمة “ريختر” وهو المعيار الذي يتم من خلاله قياس قوة الزلزال.
ويستخدم مقياس “ريختر” لمعرفة تأثير الهزات الأرضية والزلازل على طبقات الأرض، فمتى ظهر؟ ومن طوّره؟
ابتكار المقياس وتطوره
وبحسب موقع “sciencedirect” سُمي المقياس تيمنًا بمبتكره العالم الأمريكي تشارلز فرانسيس ريختر Charles Francis Richter، والذي طوره في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1935.
وكان في بداية الأمر يُستخدم فقط بزلازل وقشرة كاليفورنيا الأرضية، حتى تم تطوير مقاييس أخرى تعتمد على التقنية ذاتها، استنادًا لمساحة الموجة ومدة الهزة الأرضية، بغرض استخدامها في الحوادث المماثلة بمختلفِ أنحاء العالم.
ومقياس ريختر هو وسيلة لوغاريتمية، تعتمد على الأرقام ولكن بطريقة مُختلفة، إذ أن مؤشر العدد الصحيح يزيد بمقدار 10 أضعاف عن الرقم الذي يسبقه، أي أن الزلزال الذي يأتي بقوة 5 درجات هو أكبر 10 مرات من زلزال تصل درجته لـ 4 درجات، وليست درجة واحدة كما يظن البعض.
ما الجديد اليوم بالمقياس؟
وفي العصر الحالي، بات مقياس ريختر يُستخدم لتقييم حجم الزلزال، فضلًا عن كمية الطاقة التي تنبعث منه، ليُسبب اندلاعًا هائلًا في طبقات الأرض، ويتم حساب كل ما سبق باستخدام المعلومات التي تم جمعها بواسطة جهاز قياس الزلازل.
ما مدى دقة ريختر؟
بصورة تقريبية يعطي مقياس ريختر تقييماته عن التأثير الفعلي للزلزال، حيث تختلف القوة التدميرية للزلزال حسب تكوين الأرض في المنطقة التي تعرضت لهزة أرضية، وكذلك وضع العقارات والطرقات التي تمت بصنع الإنسان.
وفي أغلبِ الأحيان يتم الاعتماد على مقياس ميركالي Mercalli لشدة الزلازل لتصنيف مدى الضرر الناجم عن الهزات الأرضية، ويعتمد هذا المقياس – الذي يستخدم الأرقام الرومانية في القراءات وتحديد الشدة -، إلى تفسيرات ذاتية إلى حدٍ كبير.
فالزلزال المنخفض في قوته، يُصنف بأنه زلزال من الدرجة الثانية. فيما يصل الزلزال لأعلى تصنيف بتسجيله XII، وهو الزلزال الذي يُدمر المباني ويسبب تشققات في القشرة الأرضية، والتسبب أيضًا في كوارثٍ أخرى كالانهيارات الأرضية أو موجات المد.
وبالعودة لمقياس ريختر، فيتم تحديد تصنيفاته بعد وقتٍ قصير من وقوع الزلزال وبمجرد تمكن الباحثين من مقارنة البيانات من محطات قياس الزلازل المختلفة، وفقًا لجامعة ميتشيغان للتكنولوجيا.
أقوى زلزال في التاريخ
ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن أقوى زلزال في التاريخ مُسجل حتى اليوم، كان بقوة 9.5 على مقياس ريختر، وضرب تشيلي عام 1960، وأودى بحياة نحو 1900 شخص.
وتسبب الزلزال حينها في خسائر قُدرت بنحو 4 مليارات دولار في العام 2010.
ولهذا، لا تُشكل الزلازل التي تقل قوتها عن 3 درجات على مقياس ريختر أي أضرار أو مخاطر، تُهدد البنايات والحياة البشرية، بسبب الفارق الكبير في العدد بينها وبين الزلازل التي تتجاوز قوتها الـ 5 درجات.
وتُسمى هذه الهزات بالزلازل الصغيرة أو microquakes، حيث أن البشر لا يشعرون بها في الكثير من الأحيان.