كهرمان مرعش مدينة حوّلها الزلزال إلى حطام
يتواصل السباق مع الزمن في مدينة كهرمان مرعش، بجنوب شرق تركيا، من أجل العثور تحت الأنقاض على ناجين محتملين من الزلزال الرهيب الذي ضرب المنطقة وبلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر.
يحاول سكان المدينة المدمرة التعلق بأهداب الأمل على الرغم من البرد القارس.
لم يتبق شيء تقريبا بالقرب من مركز الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من فبراير/شباط عند الفجر، والذي وصلت حصيلة ضحاياه من القتلى إلى الآن 7000 قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمشردين في تركيا وحدها، وفقا لأرقام وزارة الصحة.
وتبدو المباني وكأنما كنستها حرفيا رياح عنيفة ولَّدَها هذا الزلزال. يحاول الرجال المتناثرون في مجموعات صغيرة، العثور أحيانا، باستخدام أياديهم العارية، على ناجين في هذه الأكوام من الخرسانة والخردة المعدنية.
عمال الإنقاذ يرفضون الاستسلام، فعلى الرغم من البرد القارس ودرجات الحرارة التي تواصل هبوطها، يواصلون التحقق من كل المباني مبنى مبنى يصرخون “هل هناك من أحد يسمعني هنا؟”
يعود ارتفاع حصيلة ضحايا هذه الكارثة، إلى شدة الزلزال في المقام الأول، حسب الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية روجيه موسون، والذي يلحظ أنه وقع عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي (01:17 ت غ) فوجد “النائمون أنفسهم “عالقين عندما انهارت منازلهم”.
تقع تركيا على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم. بالتالي، فإن بنية المساكن “لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة”، على ما أوضح الباحث. ويمكن تفسير ذلك بأن الصدع الزلزالي، حيث تقع هذه المساكن، كان هادئا نسبيا في الماضي.
ففي 1999، تسبب زلزال في إزمير على بعد حوالى 100 كلم جنوب شرق إسطنبول بمقتل 17 ألف شخص. زلزال الاثنين وقع على الطرف الآخر من البلاد، قرب الحدود السورية، على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول.