شتاء شديد البرودة في غانا يصّعب حياة اللاجئين من بوركينا فاسو
أجبرت أعمال العنف ضد المدنيين والاشتباكات أكثر من 50 ألف شخص على الفرار من منازلهم بحثًا عن ملاذ في غانا ومالي والنيجر وكذلك كوت ديفوار وتوغو وغانا، بحثاً عن الأمان في العامين الماضيين.
ويعيش اللاجئون أوضاعًا إنسانية صعبة على الحدود مع غانا، مع الشتاء شديد البرودة، حيث ينامون تحت الأشجار في درجات حرارة متدنية بعد غارة شنتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
ويعيش النازحون حالياً تحت الأشجار أو في مآوٍ مؤقتة وليس بجعبتهم سوى القليل من الطعام والماء. وتحتاج الأمهات الحوامل والمرضعات مع أطفالهن، وكبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة والأطفال المنفصلين عن ذويهم إلى رعاية صحية عاجلة.
ووفقًا للتقديرات، هناك أكثر من 128 لاجئ معظمهم من النساء والأطفال بما في ذلك الرضع بعمر أشهر يواجهون ظروفًا لا إنسانية تهدد حياتهم.
ومع وجود 1.76 مليون شخصٍ مسجلين كنازحين داخليًا في البلاد، تشهد بوركينا فاسو واحدة من أزمات النزوح الأسرع نموًا في العالم، وهي أزمة تتسم بالعنف والفقر ونقص الغذاء والتأثير المتزايد لأزمة المناخ.
وعلى مدى سنواتٍ عدة، كان سكان بوركينا فاسو المتحدرين من المناطق الشمالية والشرقية يضطرون للفرار من العنف والهجمات الإرهابية التي تشنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين للوصول إلى مناطق أكثر أمانًا داخل وحول المدن الرئيسية في البلاد.
ولكن نظرًا لانتشار انعدام الأمن الآن في جميع أنحاء البلاد أصبحت المناطق الحضرية تتعرض لضغوطاتٍ كبيرة من حيث قدرتها على استيعاب القادمين الجدد.
وتتنافس المجتمعات المضيفة والنازحة على الموارد الطبيعية والخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية. وبينما تشتد حدة التوترات بين المجتمعات، يتخذ العديد من النازحين القرار بالانتقال مرة أخرى بحثًا عن الأمان والخدمات الأفضل وفرص كسب العيش.
ومنذ بداية 2022، حددت المفوضية وشركاؤها عددًا متزايدًا من النازحين داخليًا الذين قرروا عبور الحدود، ولا سيما التحرك جنوبًا نحو البلدان الساحلية مثل غانا وكوت ديفوار وتوغو وبنين. وقد عبر أكثر من 23,000 نازح داخليًا من بوركينا فاسو الحدود في عام 2022.
ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعزيز الدعم للأشخاص الذين نزحوا مؤخرًا من بوركينا فاسو، حيث أجبر العنف والتهديدات التي تطلقها الجماعات المسلحة السكان على الفرار بحثاً عن الأمان.
ولا تزال احتياجات النازحين هائلة حيث يستمر العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة في إجبار السكان على الفرار.