مرتزقة فاغنر الروسية تطلق حملة تجيند في صربيا بحوافز مغرية
قال مسؤول أمريكي كبير إنَّ محاولات شركة المقاولات العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر” تجنيد جنود في صربيا وأماكن أخرى من العالم أمر “لا يمكن تحمُّله”، بحسب صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة، 13 يناير 2023.
كشف مستشار وزارة الخارجية، ديريك شوليت، أنه أعرب عن هذه المخاوف خلال محادثات في بلغراد مع الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش.
حوافز “أكثر من جذابة”
وخلال الأيام الماضية، نشرت بوابة الدعاية الروسية Russia Today، التي بدأت مؤخراً موقعها الإخباري على الإنترنت باللغة الصربية في صربيا، إعلان تجنيد فاغنر للبحث عن مقاتلين في أوكرانيا، قائلة إنَّ المجموعة تقدم حوافز “أكثر من جذابة”.
شوليت أضاف: “لقد رأينا أنَّ مجموعة فاغنر تسعى إلى تجنيد جنود من صربيا وأماكن أخرى، وهذا شيء نعتقد أنه لا يمكن تحمُّله”.
وتابع المسؤول الأمريكي: “لا أعرف ما إذا كانت هناك مخاوف في صربيا، لقد تحدثنا عن مخاوفنا، ونتطلع إلى العمل مع الحكومة هنا في بلغراد وفي أماكن أخرى؛ حيث تنشط فاغنر لوضع حد لأنشطتها”.
وبحسب تقارير، تنشط مجموعة فاغنر، المملوكة ليفغيني بريغوزين، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في عشرات الدول الإفريقية، حيث تعمل مع الحكومات في الدعاية الموالية لروسيا وغيرها من المشروعات العسكرية والسياسية.
مكتب لـ “فاغنر” في بلغراد
وتفاخرت المجموعة بوجودها في صربيا، الدولة الأوروبية الوحيدة إلى جانب بيلاروسيا التي لم تنضم إلى العقوبات الدولية ضد روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وأفادت تقارير بأنَّ المجموعة أعلنت عن افتتاح مكاتبها في بلغراد، الأمر الذي نُفِي لاحقاً.
وصرح المستشار في الخارجية الأمريكية بأنَّ فاغنر “تعمل بطرق رهيبة في جميع أنحاء العالم، سواء كان ذلك في ليبيا أو جمهورية إفريقيا الوسطى أو الآن في أوكرانيا”.
وقادت المجموعة، التي أُفيد بأنها تضم مجموعة كبيرة من المدانين المجندين في السجون الروسية، الهجمات في شرق أوكرانيا، بما في ذلك المعارك الشرسة في مدينتي سوليدار وباخموت.
عقوبات على فاغنر
وتخضع المجموعة ورئيسها بريغوزين للعقوبات الأمريكية منذ سنوات، واتخذت واشنطن مؤخراً خطوات إضافية؛ لمحاولة السيطرة على وصول فاغنر إلى الأسلحة.
واتهمت الدول الغربية وخبراء الأمم المتحدة مرتزقة مجموعة فاغنر بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء إفريقيا، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا ومالي، في وقت سابق من هذا الشهر.
ويقول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنَّ مجموعة فاغنر صُنِّفَت على أنها “كيان يثير مخاوف خاصة” إثر أنشطتها في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وحث شوليت صربيا على فرض عقوبات على حليفتها السلافية التقليدية روسيا.
وقال: “نعتقد أنَّ الدول يجب أن تنضم إلى العقوبات المفروضة، والسبب في اعتقادنا ذلك هو أنَّ تصرفات روسيا لا يجب إدانتها فحسب، بل يجب معاقبتها. إنَّ روسيا تخوض كل يوم حرباً وحشية وغير مبررة ضد أوكرانيا. نحن بحاجة إلى الوقوف معاً؛ للتأكد من هذا السلوك، من الواضح أن هذا السلوك غير مقبول”.
وكان المبعوث الأمريكي قد بدأ جولة في العديد من دول البلقان بداية هذا الأسبوع، في زيارة ركزت على الجهود الدولية للمساعدة في تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو بعد أسابيع من التوتر المتزايد. يُذكر أنَّ كوسوفو كانت مقاطعة صربية سابقة، وأعلنت استقلالها عام 2008، لكن روسيا وصربيا لا تعترفان بها.