طالبان تواصل انتهاكاتها ضد المرأة
- الجماعة قررت منع التعليم الجامعي للفتيات
- قررت منع عمل النساء في المنظمات الدولية
قالت المديرة الإقليمي لمنظمة كير الإنسانية في آسيا ديمبالا ماهلا Deepmala Mahla، إن قرار جماعة طالبان بمنع النساء من العمل في المنظمات الخيرية والإنسانية، أضر كثيرا بعمل هذه المنظمات والنساء في أفغانستان.
وأضافت ديمبالا ماهلا في حوارها مع “أخبار الآن”، أن أفغانستان تعيش في أزمة إنسانية، حيث يعاني نصف السكان من الجوع الشديد، إضافة إلى 6 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، كما يعاني مليون طفل من سوء التغذية الحاد وحياتهم في خطر الآن في ظل فصل الشتاء القاسي هناك.
وأشارت إلى أن هذا القرار المجحف حطم العاملين في المنظمات الإنسانية، لأنه لا يتعلق فقط بتوظيف الفتيات، ولا يتعلق فقط بالنساء اللائي يعملن في مكاتب المنظمات غير الحكومية، لكن إذا نظرت إلى السياق في أفغانستان، لا يُسمح للمرأة أو لا يجب أن تخرج إلا بوجود محرم ، مما يعني أنها لا تستطيع التحدث إلى رجال ليسوا من أقاربها.
وأوضحت أنه إذا كانت الفرق المنظمات الإنسانية تضم رجالًا فقط، فلن يتمكنوا من تقديم الخدمات للنساء والفتيات. لذا فإن هذا القرار يحد من قدرتهم على توظيف النساء ، ويحد بشكل أساسي من قدرتهم على خدمة كل من هو بأمس الحاجة في أفغانستان في الوقت الحالي.
وأشارت إلى أن الكثير من النساء العاملات هن المعيلات الوحيدات لأسرهن. لذلك نحن لا نهتم فقط بحياتهم ورفاهيتهم، بل نهتم أيضًا بأطفالهم وأسرهم، لأن الرواتب التي يحصلون عليها من هذه الوظيفة تعيلهم.
وقالت إن أفغانستان تعاني من أزمة اقتصادية وهناك خسارة في الوظائف، وتضخم مرتفع. لذا “فإن هذا القرار يثير قلقنا كثيرًا، لأن هذا يمكن أن يعرض العديد من الأشخاص للخطر، بما في ذلك النساء والفتيات”.
وأكدت ديمبالا ماهلا أن هذا القرار يتجاوز كل الخطوط الحمراء، لذلك قامت منظمة كير الإنسانية ومنظمة النرويج للاجئين وغيرهما بإيقاف العمل مؤقتا ليتسنى لهم مناقشة هذا القرار ومراجعة تبعاته وفهمه بشكل جيد.
قرار طالبان التعسفي
أمرت الإدارة التي تديرها طالبان جميع المنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية بوقف الموظفات عن العمل، في خطوة قالت الأمم المتحدة إنها ستضر بالعمليات الإنسانية مثلما يسيطر الشتاء على بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية.
جاء في خطاب من وزارة الاقتصاد أكده المتحدث عبد الرحمن حبيب أن الموظفات في المنظمات غير الحكومية لم يُسمح لهن بالعمل حتى إشعار آخر لأن البعض لم يلتزم بتفسير الإدارة لقواعد اللباس الإسلامي للمرأة من وجهة نظر الجماعة.
يأتي ذلك بعد أيام من قرار الجماعة بمنع الفتيات من التعليم الجامعي ، مما أثار إدانة عالمية وأثار بعض الاحتجاجات وانتقادات شديدة داخل البلاد.
من جهته قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن على تويتر إنه يشعر “بقلق عميق” من أن هذه الخطوة “ستؤدي إلى تعطيل المساعدة الحيوية والمنقذة للحياة للملايين” ، مضيفًا: “إن النساء أساسيات في العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. وقد يكون هذا القرار مدمرًا بالنسبة للملايين من الشعب الأفغاني “.
6 منظمات تعلق عملها في أفغانستان
وفي السياق، أعلنت منظمتا الإغاثة “كريستشن ايد” و”أكشن ايد” الاثنين تعليق نشاطهما في أفغانستان بعد أن أمرت طالبان بحظر عمل النساء في المنظمات غير الحكومية، ما يرفع الإجمالي إلى ستّ منظمات اتخذت خطوة مماثلة.
وقال رئيس البرامج الدولية في “كريستشن ايد” راي حسن في بيان إن المنظمة “تسعى بسرعة للحصول على توضيحات حول هذا الإعلان وتحض جماعة طالبان على إلغاء الحظر…. وبينما نقوم بذلك، نعلق بكل أسف عمل برامجنا”. وحذر حسن من أن “الملايين في أفغانستان على حافة المجاعة”.
وأضاف إن “تقارير عن أسر يائسة الى درجة أنها وجدت نفسها مجبرة على بيع أطفالها لشراء الطعام أمر يفطر القلب”، مضيفا أن حظر عمل النساء في المنظمات الإنسانية من قبل طالبان لن يؤدي سوى الى “إعاقة قدرتنا على تقديم العون للعدد المتزايد من الأشخاص الذين هم بحاجة الى مساعدة”.
بدورها، أعلنت “أكشن ايد” أن منع النساء من العمل فيها “يعيق الوصول إلى نصف السكان الذين يعانون بالفعل من الجوع”. وقالت في بيان “اتخذت أكشن ايد قرارا صعبا بوقف معظم برامجها في أفغانستان مؤقتًا حتى تتوضح الصورة”.
وصدر الأحد بيان مشترك مماثل عن منظمات “سيف ذا تشيلدرن” و”المجلس النروجي للاجئين” و”كير”.
كما أعلنت “لجنة الإغاثة الدولية” التي تقدم خدمات طارئة في مجالات الصحة والتعليم وغيرها وتوظف ثلاثة آلاف امرأة أنها ستعلق نشاطها في جميع أنحاء أفغانستان.
كما ندد مجلس الأمن الدولي بالحظر الذي فرضته حكومة طالبان على التحاق الفتيات الأفغانيات بالجامعات أو العمل لصالح منظمات الإغاثة الإنسانية، مؤكدًا أن هذه القيود تتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها طالبان للشعب الأفغاني وكذلك توقعات المجتمع الدولي.
ويأتي قرار طالبان ليضاعف من التساؤلات حول شبكة حقاني، الجناح الأكثر تشددًا داخل الجماعة، ودورها في التأثير على صناعة القرار.
وتزعم طالبان بأن تكون صادقة في وعودها، لكن شبكة حقاني تفرض استراتيجيتها داخل الجماعة، ولا يبدو أن أحدًا بإمكانه إيقافها.
ويؤكد الخبراء والمراقبون أن شبكة حقاني هي العائق الرئيسي أمام طالبان لإقامة علاقات طبيعية مع جيرانها وتلقي مساعدات دولية منظمة يحتاجها الشعب الأفغاني بشدة.