إيران.. ردود الفعل على إعدام محسن شكاري تتسع

نظم أهالي كرمانشاه، غربي إيران، مسيرة صامتة على إعدام المتظاهر الإيراني محسن شكاري وفي طهران، وقفت أسرته وأقاربه على قبره، وأكدوا ضرورة الصمود واستمرار الاحتجاجات.

كما بعث 13 سجينا سياسيا في سجن إيفين برسالة إلى النظام في إيران، شددوا فيها على أن “كل متظاهر تعدمونه يكشف يأسكم وعجزكم”.

ووسط موجة من الغضب والصدمة العامة عقب إعدام النظام الإيراني للمتظاهر محسن شكاري، حضرت أسرة هذا الشاب البالغ من العمر 23 عاما على قبره في مقبرة “بهشت زهرا” بطهران.

ومن جهة أخرى، نظم الأهالي في مدينة كرمانشاه غربي إيران مسيرة صامتة احتجاجا على قتل محسن شكاري. ولكن قوبلت هذه المسيرة بإطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن الإيرانية.

وبحسب التقارير، فقد رفع الحاضرون على قبر محسن شكاري شعارات منها: “نقسم بدماء الأحبة بأننا باقون للنهاية”، و”إذا قُتل شخص واحد، فإن ألف شخص سيخرج بعده”.

وفي الأثناء، فتحت القوات الأمنية، النار على المشاركين في المسيرات الصامتة في كرمانشاه غربي إيران.

من جهة أخرى، بعث 13 سجينا سياسيا في سجن إيفين بطهران، بمن فيهم جعفر بناهي، ومصطفى تاج زاده، برسالة إلى مسؤولي النظام الإيراني، ردا على إعدام المتظاهر محسن شكاري، جاء فيها أن “كل متظاهر تعدمونه يظهر يأسكم وعجزكم، ويؤدي إلى المزيد من صمود المتظاهرين”.

وجاء في الرسالة أن “الانتفاضة ضد العنف التي خرج فيها الشباب من كل حدب وصوب إلى الميادين في الأشهر الماضية”، تأتي استمرارا “لحركة تحرير الشعب الإيراني منذ الفترة الدستورية إلى اليوم”، واصفا هذه الانتفاضة بأنها “رأسمال ضخم وقيم” وواعدة “بتنمية الديمقراطية والعدالة في إيران مستقبلا”.

كما أشارت الرسالة إلى “أصحاب السلطة والمدافعين عنها” الذين يفتقرون إلى فهم لغة وهتافات “المرأة والحياة والحرية” في البلاد، ويفكرون فقط في القمع والعنف “ظنا منهم باحتواء نار الاحتجاجات الموقدة باللجوء إلى العنف الصارخ”.

"نقسم بدماء الأحبة بأننا باقون للنهاية".. المتظاهرون في إيران يتحدون قوات الأمن

وأكد السجناء في رسالتهم أن إعدام محسن شكاري علامة على “قمة الغباء وسوء إدارة النظام الإيراني”، في ظل “الانتفاضة الاحتجاجية الحالية التي ارتفعت إلى مستوى مفعم بالأمل والحياة والسلام والصداقة والهدوء وتجنب العنف”، ولا ينبغي الرد عليها بـ”الاعتقال والسجن والإعدام”.

وحذرت الرسالة النظام الإيراني من أن عواقب بث العنف والكراهية، ستطال النظام أولا.

وأكدت: “تقتلون وتظنون المشنقة تجسد قدرتكم، لكن كل متظاهر تعدمونه يظهر عجزكم ويأسكم، وسيؤدي إلى مزيد من الصمود والثبات في صفوف المحتجين. أولم تسمعوا أن من قتل نفسا بغير حق، فكأنما قتل الناس جميعا”.

وفي الختام طالبت الرسالة النظام الإيراني بوقف سياساته وتصرفاته العنيفة، لا سيما إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.

وقد وقع على الرسالة كل من: رسول بداغي، وجعفر بناهي، ومصطفى تاج زاده، ومحمد حبيبي، وأمير سالار داوودي، وحسين رزاق، ومحمد رسول أوف، وحسن سعيدي، ورضا شهابي، وعلي رضا فرشي، وسعيد مدني، ومهدي محموديان وأكبر نعيمي.

تجدر الإشارة إلى أن إعدام المتظاهر الإيراني الشاب محسن شكاري، أمس الخميس 8 ديسمبر (كانون الأول)، فجر غضبا دوليا واسعا ضد النظام الإيراني، حيث وصف وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وأستراليا، ونائب رئيس البرلمان الأوروبي وعدد من السياسيين الغربيين هذا الإعدام بأنه “مثير للاشمئزاز وجنوني”.