الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ بعد انتهاء شتاء 2022
- القوات الأوكرانية تتقدم وسط تراجع من القوات الروسية
- المخابرات الأمريكية تكشف عن توقعاتها للحرب في “الشتاء”
- موسكو تبحث عن أنواع أخرى من الذخائر الدقيقة من طهران
منذ أكثر من تسعة أشهر، لم تتوقف أصوات الطلقات النارية، ولا الهجمات الروسية؛ التي أجبرت الملايين في أوكرانيا على الفرار من بلدهم، إلى أماكن يعلو فيها صوت الهدوء.
لطبيعة أوكرانيا، اختار الرئيس الروسي توقيت الغزو، في نهاية فبراير 2021، بعد انتهاء فصل الشتاء من العام الماضي -ربما- كان يعتقد أنه سينهي الحرب قبل حلول الشتاء الذي يليه، وأن قواته ستتمكن من السيطرة على الأراضي الأوكرانية.
منذ أشهر تتقدم القوات الأوكرانية، وسط تراجع من القوات الروسية، وخسارة أكثر من نصف الأراضي التي كانت قد استولت عليها في بداية الغزو، وذلك بعد إمداد أوكرانيا بأسلحة غربية استطاعت أن “تقلب الطاولة” لصالح زيلينسكي، وهو ما دفع بوتين للإعلان عن رغبته في التفاوض.
المخابرات الأمريكية تكشف معلومات
من ناحيتها، تعتقد وكالة المخابرات الأمريكية، استمرار تباطؤ وتيرة القتال في أوكرانيا في الأشهر القليلة المقبلة، ولا ترى أي دليل على تراجع استعداد أوكرانيا على المقاومة رغم الهجمات على شبكة الكهرباء وغيرها من البنى التحتية الرئيسية.
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز، في منتدى ريجان السنوي للدفاع الوطني في كاليفورنيا: “نشهد نوعا من الوتيرة المنخفضة للصراع بالفعل.. ونتوقع أن يكون هذا على الأرجح ما سنشهده في الأشهر المقبلة”.
وقالت إن كلا من الجيشين الأوكراني والروسي يتطلعان لمحاولة إعادة التجهيز، وإعادة الإمدادات للاستعداد لهجمات مضادة بعد الشتاء.
وتابعت: “لدينا في الواقع قدر لا بأس به من الشكوك حول ما إذا كان الروس سيكونون مستعدين للقيام بذلك أم لا. أعتقد أن الأوكرانيين أكثر تفاؤلا في ذلك الإطار الزمني”.
ولدى سؤالها عن تأثير الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية والبنية التحتية المدنية الأخرى، قالت هينز إن موسكو تهدف في جزء من ذلك إلى تقويض إرادة الأوكرانيين في المقاومة.
وأضافت: “أعتقد أننا لا نرى أي دليل على تقويض (تلك الإرادة) في الوقت الراهن”.
وأشارت مديرة المخابرات الأمريكية إلى أن إيران زودت روسيا بطائرات بدون طيار، وأن موسكو تبحث عن أنواع أخرى من الذخائر الدقيقة من طهران وهو أمر سيكون “مقلقا للغاية من حيث قدراتها”.
الشتاء “سلاحًا في الحرب”
من ناحيته اتّهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ نهاية الشهر الماضي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي “لاستخدام الشتاء سلاحا في الحرب” التي يشنّها على أوكرانيا.
وفي نفس الوقت، حذرت بريطانيا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يستغل محادثات السلام التي تحدث عنها بخصوص أوكرانيا، لإعادة تجهيز قواته “خلال فترة الشتاء”، قبل شن هجوم آخر.
وكشف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي لصحيفة “تلغراف“، عن مخاوف من أن الرئيس الروسي “قد يتظاهر بالمشاركة في مفاوضات، بينما يقوم بالفعل بتدريب المزيد من القوات وإرسال المزيد من الذخيرة” إلى أوكرانيا.
ونقلت “تلغراف” عن كليفرلي قوله، إن ثمة احتمال “أن يستغل بوتين فحسب وقف إطلاق النار لتدريب المزيد من القوات وإنتاج المزيد من الذخيرة وإعادة تجهيز وتسليح قواته المسلحة بعد الأضرار التي لحقت بها”.
روسيا تلجأ للهجمات السيبرانية
قالت مجلة “بوليتكو” إن تقريرا لمايكروسوفت حذر أن الحكومة الروسية تنسق الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية بضربات صاروخية مع انسحاب قواتها من المناطق المحتلة سابقا في أوكرانيا.
الكرملين يسعى إلى توسيع الهجمات الإلكترونية ضد جيران أوكرانيا الداعمين في محاولة لتعطيل سلاسل التوريد العسكرية والإنسانية، وإضعاف دعم السكان الأوروبيين لكييف، وفقا للتقرير.
وقالت المجلة إن تقرير مايكروسوفت يأتي بعد ما يقرب من 10 أشهر من الحرب الوحشية في أوكرانيا، والتي شهدت اختراق روسيا لأنظمة الأقمار الصناعية الأوكرانية وشركات الطاقة وغيرها من البنية التحتية الحيوية، مما أثار المخاوف الدولية حول كيفية نشر موسكو لقدراتها السيبرانية المتطورة بعد ذلك.
وفي نوفمبر الماضي، اتهمت مايكروسوفت روسيا في هجمات برامج الفدية في أكتوبر على شركات البنية التحتية في أوكرانيا وبولندا بهدف مهاجمة الشركات المشاركة في تقديم المساعدة العسكرية والإنسانية لأوكرانيا.
وتحذّر واشنطن منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير من أن موسكو قد تلجأ إلى الهجمات المعلوماتية ضدّ كييف وحلفائها الغربيين.
زيلينسكي “ليس راضيًا”
وفي تداعيات الحرب بالصواريخ، كان هناك رد اقتصادي من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي سيبدأ، الاثنين، حظر استيراد النفط الروسي المنقول بحرًا، وذلك بالتزامن مع فرض مجموعة الدول السبع الكبرى، لسقف سعري على واردات الخام الروسي.
من ناحيته، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي بستين دولارا بعد اتفاق دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع وأستراليا، معتبرا أنه ليس “قرارا جديا” بعدما اقترحت كييف سعرا أدنى بمرتين.
من جهتها، أكّدت روسيا السبت أنها “لن تقبل” بتحديد سقف لسعر نفطها غداة الاتفاق على آلية قد تحدّ من واردات موسكو لتمويل هجومها في أوكرانيا.
ويناهز سعر برميل الخام الروسي راهنا 65 دولارا، أي ما يفوق السقف الأوروبي بقليل، الأمر الذي يعني تأثيرا محدودا على المدى القصير.
وكانت كييف رحبت صباحا بهذا القرار وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك على تطبيق تلغرام إنه مع هذا القرار “ما زلنا نحقق هدفنا وسيدمَّر اقتصاد روسيا وستدفع الثمن وستتحمل مسؤولية كل جرائمها”.