قصف صاروخي يوقع جرحى في صفوف الجيش التركي 

أصاب قصف صاروخي من الأراضي السورية نقطة حدودية تركية الأحد، مما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر من قوات الأمن على الأقل، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وذكرت الوكالة “أن جندياً تركياً وعنصرين من القوات الخاصة التابعة للشرطة أصيبوا بقصف صاروخي على معبر حدودي مع شمال سوريا”، متهمة وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في شمال سوريا والتي استهدفتها ضربات جوية تركية.

وجاء القصف بعدما أعلنت أنقرة صباح الأحد، شن عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق، بعد أسبوع على اعتداء دموي في اسطنبول اتهمت كل من حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا بالوقوف خلفه.

ومنتصف ليل السبت الأحد، نفذت طائرات حربية تركية عشرات الضربات الجوية مستهدفة مناطق تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في شمال سوريا، فضلاً عن مناطق تواجد حزب العمال الكردستاني في العراق.

واستمرت الغارات حتى ساعات الفجر الأولى من دون أن تتجدد لاحقاً الأحد.

وجاءت الغارات برغم نفي حزب العمال الكردستاني وقوّات سوريا الديموقراطيّة التي تدعمها واشنطن، أيّ علاقة لهما بتفجير العبوة الناسفة في اسطنبول الأحد الماضي الذي أسفر عن مقتل ستّة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد اطلاق عملية “المخلب-السيف” الجوية “بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه”.

جرحى في قصف صاروخي استهدف محافظة تركية

وليلاً، نشرت وزارة الدفاع التركية على حسابها في موقع تويتر صورة لمقاتلة تقلع لتنفيذ غارة ليلية، وأرفقت الصورة بعبارة “دقّت ساعة الحساب”.

وتصنف أنقرة حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً ضدها منذ عقود، منظمة “إرهابية”، وترى في وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً له في سوريا.

وفي سوريا، طالت الضربات التركية، مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في محافظتَي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، أبرزها مدينة كوباني (عين العرب) الحدوديّة مع تركيا. واستهدفت أيضاً صوامع حبوب ومحطة كهرباء في ريف مدينة المالكية.

واستهدف القصف أيضاً، وفق قوات سوريا الديموقراطية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، نقاطاً ومواقع تنتشر فيها قوات النظام السوري.

وفيما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية مقتل أحد مقاتليها و11 مدنياً و15 من قوات النظام السوري، تحدث المرصد عن مقتل 31 شخصاً هم 18 من أفراد قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الكردية ومجموعات مسلحة أخرى تابعة لها، فضلاً عن 12 من قوات النظام.

واكدت القوات الكردية والمرصد السوري مقتل مراسل وكالة هاوار التابعة للإدارة الذاتية الكردية.

وفي أول تعليق من دمشق على الغارات أعلنت وزارة الدفاع السورية “ارتقاء عدد من الشهداء العسكريين نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر هذا اليوم”، من دون تحديد عدد القتلى.

وتسبب القصف التركي على محطة الكهرباء قرب المالكية بدمارها، وفق مصور فرانس برس الذي شاهد جثثا صباح الأحد قرب الموقع وحفرا كبيرة في الأرض.

وقال سليمان أبو هوكر، أحد سكان المنطقة، إن القصف التركي استهدف المحطة مرات عدة. وأوضح “كنا نعمل على انقاذ الجرحى وانتشال الجثث حين قصف الطائرة مرة أخرى، فما كان منا سوى أن هربنا”.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في بيان الأحد أنه “لن تبقى هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ هذه دون رَدٍّ، في المكان والزَّمان المُناسبين سنرُدُّ، وبشكل قويّ ومؤثِّرٍ عليها”.

وكان قائدها العام مظلوم عبدي قال فجراً إن الهجوم التركي “يهدّد المنطقة برمّتها”، وأضاف “نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثّر الجميع بنتائجها”.