الحقائق في قصة الصاروخ الذي سقط في بولندا
- تحدثت وسائل إعلام بولندية عن سقوط صاروخين طائشين
- دعت الرئاسة الفرنسية إلى توخي الحذر الشديد بشأن مصدر الصاروخ
بينما لا يزال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى بعد سقوط صاروخ مصدره ما زال مجهولا، في قرية في جنوب شرق البلاد، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا تطرح تساؤلات جدية حول مصدره والجهة المسؤولة عنه.
تختلف الروايات حول من يقف وراء هذا الصاروخ لكن دعونا نعود لبدايات سقوط هذا الصاروخ، إذ كشف أولا مسؤول استخباراتي أمريكي عن سقوط “صواريخ روسية” في بولندا.
وأفادت وسائل إعلام غربية، مساء الثلاثاء، بمقتل شخصين بعد أن أصابت “صواريخ روسية” قرية برزيودوف البولندية القريبة من حدود أوكرانيا.
كما تحدثت وسائل إعلام بولندية عن سقوط “صاروخين طائشين” في بلدة برزيودوف، يشتبه بأنهما أطلقا من قبل روسيا، وهو الأمر الذي نفته موسكو.
واستدعت الخارجية البولندية السفير الروسي في وارسو، مطالبة اياه بتقديم التوضيحات بشأن حادث سقوط صاروخ، اعتبر الجانب البولندي أنه “روسي الصنع”.
ونفت وزارة الدفاع الروسية هذه التقارير، بالقول: “لم نشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية البولندية”.
قالت “مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ روسية في بولندا هي استفزاز من أجل تصعيد الموقف”.
اعتبرت وزارة الدفاع الروسية تصريحات وسائل إعلام ومسؤولين بولنديين حول سقوط صواريخ روسية في بولندا بأنه “استفزاز متعمد”.
هل فهو فعلا صاروخ روسي؟
اختلفت الروايات في حادث سقوط صاروخ مجهول المصدر في بولندا واستبعد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يكون الصاروخ، الذي سقط في بولندا، قد أطلق من الأراضي الروسية.
وقال مسؤولون بولنديون إن الصاروخ “روسي الصنع”، مشيرين إلى أنه قتل شخصين في منطقة على الحدود مع أوكرانيا.
ولكن موسكو أكدت أنها لم تنفذ أي ضربات صاروخية بالقرب من الحدود البولندية الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الأنباء التي تتحدث عن ضلوع موسكو في الحادث “استفزاز” بهدف التصعيد.
في حين قال الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إنه “من غير المرجح” أن يكون الصاروخ الذي سقط في بولندا قد أُطلق من روسيا، متعهدا بتقديم كل الدعم للسلطات البولندية.
أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنه “لا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية”.
في باريس، دعت الرئاسة الفرنسية إلى توخي الحذر الشديد بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا ويقول إن “مخاطر التصعيد كبيرة”.
وعبر حلفاء وارسو الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن دعمهم لبولندا بعد سقوط هذا الصاروخ في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مما يثير تساؤلات جدية.
ما الذي سيحدث إن كان الصاروخ روسيا؟
يمكن أن يؤدي تحميل موسكو مسؤولية الانفجار إلى تفعيل مبدأ الدفاع الجماعي لحلف الأطلسي “الناتو”، المعروف باسم المادة 5.
بموجب المادة 5 يعتبر الهجوم على أحد أعضاء التحالف هجوما على الجميع، مما يؤدي إلى بدء المشاورات حول رد عسكري محتمل.
قالت بولندا إنها تتحقق مما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة 4، والتي تسمح لأعضاء الناتو بطرح أي قضية مثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بالأمن، للنقاش في مجلس حلف الناتو.
هل يمكن أن يكون الصاروخ أوكرانيا؟
كشف 3 مسؤولين أمريكيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر، إن التقييمات الأولية تشير إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت الصاروخ للتصدي لصاروخ روسي قادم نحوها الثلاثاء وسط وابل ساحق من الصواريخ التي تستهدف البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا، بحسب ما ذكرت الأسوشيتد برس.
أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن هناك “أدلة أولية” على أن الصاروخ الذي سقط في بولندا أطلقته قوات أوكرانية لاعتراض صاروخ روسي.
هذا ووصفت كييف المزاعم بأن أحد الصواريخ الأوكرانية سقط في بولندا بأنها “نظرية مؤامرة”.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا في تغريدة: “روسيا تروّج الآن لنظرية مؤامرة تزعم أن صاروخًا (أطلقه) سلاح الجوّ الأوكراني سقط في أراضي بولندا. هذا الأمر غير صحيح. يجب ألا يصدق أحد الدعاية الروسية أو ينشر رسائلها”.
لكن من ناحيته، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، الأربعاء، أنه “من المرجح جدًا” أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بولندية على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن قتيلين.
وأكد دودا للصحافة أن: “لا شيء يشير إلى أنه كان هجومًا متعمدًا على بولندا”.
وأضاف: “من المرجّح جدًا أنه كان صاروخًا استُخدم في الدفاع الصاروخي الأوكراني… إنه على الأرجح حادث مؤسف”.
وكان الحاكم الذي عيّنته روسيا لمنطقة دونيتسك الأوكرانية التي تسيطر عليها قوات روسية قد وصف تقارير أفادت بسقوط صاروخ روسي في بولندا بأنها “استفزاز” تقف وراءه كييف.
تعتبر الساعات الحالية، ساعات حاسمة إذ تشهد تأهبا دوليا في مجلس الأمن والناتو والاتحاد الأوروبي للتحقق حول المسؤول عن هذا الصاروخ الذي من الممكن أن يفتح الباب أمام حرب جديدة في حال كانت روسيا المسؤولة.