كوب27.. إحباط يخيم على المفاوضين بانتظار الاتفاق النهائي

بعد أسبوع من انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بأزمة المناخ كوب27 في مصر هذا العام، بدأ الشعور بالإحباط يتزايد وسط قلق المفاوضين إزاء إمكانية حسم عدد لا يحصى من التفاصيل في الوقت المناسب لإبرام اتفاق قبل ختام القمة يوم الجمعة.

وفي ظل وجود قائمة طويلة من المطالب المطروحة أمام كوب27، قال ممثلون لبعض الدول يوم الأحد إنه لم يتم إحراز تقدم يذكر حتى الآن بشأن التفاصيل الفنية لكيفية تنفيذ الاتفاقات والتعهدات التي جرى الإعلان عنها في السنوات السابقة.

وتشمل تلك التعهدات إجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري خلال العقد الحالي والمساهمة في تمويل بمئات المليارات من الدولارات تحتاجه سنويا الدول النامية التي تكافح بالفعل للتعامل مع تداعيات تغير المناخ.

تباطؤ التقدم في محادثات كوب27 يثير القلق بشأن الاتفاق النهائي

وقال أحد المفاوضين البارزين المحبطين، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن الوتيرة البطيئة حتى الآن تعني أن الأسبوع الثاني من المحادثات المنعقدة في شرم الشيخ سيتعثر وسط العدد الكبير جدا من البنود الموجودة على جدول الأعمال ولم يتم حلها.

وقد يؤدي ذلك أيضا إلى تعقيد المحادثات بين الوزراء بشأن ما يسمى القرارات الشاملة، التي تشكل معا الاتفاق السياسي الأساسي الذي سينبثق عن القمة.

ولا يتضمن المؤتمر فعاليات عامة يوم الأحد، فيما أطلق عليه المنظمون “يوم راحة”. وشهد يوم الأحد توافد الآلاف من المشاركين على الشواطئ المحلية والمتاجر السياحية.

إلا أن ممثلي الدول واصلوا عملهم.

ويقول توم إيفانز محلل السياسات في مؤسسة إي.3.جي غير الربحية “هناك الكثير الذي يتعين فعله في خمسة أيام”.

وأضاف “لم نشهد تضامنا هائلا بين الدول المتقدمة والنامية… (وإنما) التزامات وإجراءات مخيبة للآمال هذا العام، مما قوض الثقة”.

 الخسائر والأضرار

تتضمن محادثات هذا العام للمرة الأولى القضية الشائكة المعروفة في لغة مؤتمرات المناخ باسم “الخسائر والأضرار”، وهو دعم مالي للدول النامية التي تضررت بالفعل من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، مثل الفيضانات أو الجفاف الذي يدمر المحاصيل.

وتمثل نتيجة الاتفاق بشأن التمويل المعيار لبعض الدول لتحديد ما إذا كانت القمة قد نجحت من عدمه في وجهة نظرها.

وتقول المفاوضة الرواندية إنيزا أوموهوزا جريس “هناك الكثير الذي يتعين فعله لضمان أن يكون الالتزام المالي جديدا وإضافيا ويمكن الوصول إليه”.

وتطالب الدول النامية بأن يقر كوب27 إطلاق صندوق خاص للتعامل مع الخسائر والأضرار. وتعبر الولايات المتحدة ودول غنية أخرى عن مخاوف من هذه الفكرة، وترى أنه من الأفضل ضخ التمويل السريع من خلال البرامج القائمة بالفعل.

وقال مفاوض من أمريكا اللاتينية طلب عدم ذكر اسمه بسبب سرية المحادثات “تواصل الدول النامية الضغط لإطلاق تمويل للخسائر والأضرار على أن يعمل بطاقته الكاملة بحلول عام 2024”.

وأضاف أن هناك مخاوف من رفض البعض التعاون في هذا الصدد. وسبق أن رفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعوات لإنشاء صندوق جديد في السنوات الماضية، إلا أن الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة قال إنه منفتح على مناقشة الفكرة.

ووصف المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري عدم إحراز تقدم في جلسة استمرت ثماني ساعات بشأن الخسائر والأضرار بأنه “شائن”، بعدما ظل المندوبون يتجادلون بشأن اللغة المستخدمة في ديباجة وثيقة من ثماني صفحات.

وأضاف “بينما تُواصل الدول المتقدمة عرقلة التقدم فيما يتعلق بالخسائر والأضرار، تعاني منطقة أسويرو في بنما، مسقط رأسي، من أسوأ فيضانات في تاريخها”.

وتابع “هناك أشخاص فقراء للغاية يخسرون كل شيء. نحن لا نطلب صدقة، وإنما نطالب بالعدالة”.