قامت جماعة الشباب بهجوم انتحاري أعقبه هجوم انغماسي
قتل أربعة أشخاص على الأقل الأحد في هجوم تبنّته جماعة الشباب الإسلامية المتطرّفة ولا يزال مستمراً بعد الظهر في فندق في مدينة كيسمايو في جنوب الصومال.
وقال الضابط في الشرطة عبد الله اسماعيل لوكالة فرانس برس في وقت متأخر من بعد ظهر الأحد “عُثر على جثة مدني آخر ليرتفع عدد القتلى المدنيين المؤكدين الى أربعة حتى الان”.
وأضاف “قتلت قوات الأمن اثنين من المهاجمين وسحبت جثتيهما خارج المبنى”.
وفي وقت سابق أكد نائب قائد شرطة كيسمايو محمد ناسي غوليد أن ثلاثة مسلحين قادوا الهجوم.
وقال الشاهد عبد القرين ياري لفرانس برس “تمكنت قوات الأمن من اقتحام المبنى الرئيسي وما زلنا نسمع طلقات نارية” مؤكدا سحب جثتي اثنين من المهاجمين إلى خارج المبنى.
بدأ الهجوم قرابة الساعة 12,45 بالتوقيت المحلي (09,45 بتوقيت غرينتش) بسيارة مفخّخة.
وقال شاهد آخر هو فرحان حسن “قاد انتحاري سيارة إلى مدخل الفندق قبل أن يدخل مسلحون المبنى. وبدأ إطلاق النار في الداخل”.
وأعلنت جماعة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، قائلةً إنها استهدفت فندقًا يجتمع فيه أعضاء من إدارة ولاية جوبالاند الاتحادية.
وفي تموز/يوليو 2019 نفذت حركة الشباب هجوما مماثلا استهدف السلطات المحلية في فندق في المدينة ما أدّى إلى مقتل 26 شخصاً على الأقل وإصابة 56 آخرين.
وتقاتل هذه الجماعة الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة، الحكومة الفدرالية المدعومة من المجتمع الدولي، منذ 2007.
وطُردت حركة الشباب من المدن الرئيسية في البلاد وبينها العاصمة مقديشو في 2011، لكنها ما زالت متمركزة في مناطق ريفية واسعة لاسيما في جنوب البلاد.
وكيسمايو عاصمة ولاية جوبالاند وتقع على بعد 500 كلم جنوب مقديشو، وشكلت معقلاً لحركة الشباب المتطرفة التي جنت أرباحاً كبيرة من نشاط الميناء فيها قبل أن تستولي ميليشيات محلية مدعومة من القوات الكينية على المدينة في 2012.
في وقت الهجوم، كان اجتماع لمناقشة هجوم ضد جماعة الشباب جاريًا في فندق توكل الذي يقع حول ميناء كيسمايو الخاضع لحماية قوات الدفاع الجوي الكينية ، وفقًا لما قاله مسؤول pic.twitter.com/XKsvRQJnBb
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) October 23, 2022
حرب شاملة
وتواجه الصومال تكثيف جماعة الشباب الإسلامية المتطرفة هجماتها في الأشهر الأخيرة، وتعاني الدولة الواقعة في القرن الأفريقي الفقر وعدم الاستقرار منذ عقود.
وفي نهاية آب/أغسطس، نفّذ مسلحون هجوماً كبيراً على فندق في العاصمة مقديشو استمر 30 ساعة، وأدى إلى مقتل 21 شخصًا على الأقل وإصابة 117 بجروح.
وتعهد الرئيس حسن شيخ محمود حينها شن “حرب شاملة” للقضاء على جماعة الشباب. ودعا الرئيس الذي انتُخب في منتصف أيار/مايو الشعب إلى “تجنّب” المناطق التي يسيطر عليها الاسلاميون.
قتل ثلاثة أشخاص على الأقل في هجوم مستمر على فندق في جنوب الصومال وفق ما ذكرت الشرطة وشهود عيان. قال ضابط في الشرطة، يوم الأحد إن سيارة محملة بالمتفجرات اصطدمت ببوابة فندق في وسط مدينة كيسمايو الساحلية الصومالية وأعقب ذلك إطلاق نار.
مواجهة_التطرف #جماعة_الشباب_الصومالية #الصومال pic.twitter.com/5yYMWbtCBb
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) October 23, 2022
وشنّت قوات الأمن والميليشيات العشائرية المحلية عمليات عسكرية في وسط البلاد، أدت إلى استعادة أراضي من المقاتلين الإسلاميين، وفق السلطات.
وينفذ الجيش الأميركي أيضًا غارات جوية على مواقع حركة الشباب. وقتل في أحد الهجمات عبد الله ياري، أحد كبار قادة الحركة ومؤسسيها، في جنوب البلاد مطلع تشرين الأول/أكتوبر.
وبعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة الصومالية مصرعه، أدى هجوم ثلاثي بالقنابل على مبنى حكومي في بلدة بلدوين (وسط) إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا وإصابة 58 آخرين بجروح.
وبالإضافة إلى تمرد حركة الشباب المتطرفة، يعاني الصومال خطر مجاعة وشيكة بسبب أشد جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عامًا.
في جميع أنحاء البلاد تضرر 7,8 ملايين شخص، أي ما يقارب نصف السكان من الجفاف منهم 213 ألفا معرضون لخطر المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.
وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة قد يتم إعلان حالة المجاعة قبل نهاية العام الحالي.
وتؤكد منظمات إنسانية عديدة أن الوضع حاليًا في الصومال أسوأ ممّا كان عليه في مجاعة العام 2011 التي أودت ب260 ألف شخص أكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة.