مقتل أمير ديوان الإعلام المركزي لداعش.. وتراجع مؤسسات التنظيم الدعائية
شهدت الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم داعش تراجعًا جديدًا بعد مقتل أمير ديوان الإعلام المركزي للتنظيم أبو بكر الغريب (الأردني)، محمد خضر رمضان، والذي أعلن منشقون عن التنظيم مقتله خلال الفترة الماضية في مدينة عفرين شمال غربي سوريا.
وتقلصت أعداد صفحات صحيفة النبأ الأسبوعية في عددها الجديد (389) من 12 صفحة إلى 8 صفحات فقط، للمرة الثانية منذ انتظام الصحيفة في الصدور أسبوعيًا، في 16 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015.
العدد الأخير من صحيفة النبأ
وسبق أن تقلصت أعداد صفحات صحيفة النبأ إلى 8 صفحات في عددها 377 والصادر، في 9 فبراير/ شباط الماضي، حينما ضرب زلزال مناطق بجنوب تركيا وشمال سوريا، وهو ما يشير إلى وجود عدد من خلايا التنظيم العاملة في أنشطته الدعائية في تلك المنطقة.
وبدأت صحيفة النبأ عملها كنشرة غير دورية تتضمن أخبار تنظيم دولة العراق الإسلامية (النسخة الأسبق لداعش)، وانتظمت في الصدور الدوري منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وصدرت في 16 صفحة وظلت بنفس عدد الصفحات حتى العدد 104، والصادر بتاريخ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
عدد سابق من الصحيفة يكشف عدد صفحات أكثر
ومنذ العدد 104، باتت الصحيفة تصدر في 12 صفحة فقط، وهو ما حافظ التنظيم عليه رغم الهزائم والضربات التي تلقاها، لكن تقلص أعداد صفحاتها في العدد الأخير يُشير إلى تأثر ديوان الإعلام المركزي المسؤول عن دعاية التنظيم بمقتل عدد من كبار قادة داعش بما في ذلك أميره أبو بكر الغريب، والذي سبق أن رصدت الولايات المتحدة 3 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو قتله.
وحتى الآن، لم يعلن التنظيم رسميًا مقتل أبو بكر الغريب الذي كان مسؤولًا عن الإعلام الرسمي لداعش، وأيضًا أشرف على عملية تطويع المؤسسات الإعلامية غير الرسمية ودمجها في ما سُمي بـ”مشروع إنتاج الأنصار” والذي تسبب في انقسام داخل المؤسسات الدعائية المرتبطة بالتنظيم.
محاولة لتثبيت عناصر داعش بالتركيز على إفريقيا
على صعيد متصل، سعت صحيفة النبأ إلى تثبيت عناصر داعش وحثهم على الصبر بعد الضربات الأخيرة التي تلقاها التنظيم ومن بينها مقتل كبار قادته كخليفته أبو الحسين الحسيني القرشي، وأبو سارة العراقي مهندس التنظيم الفعلي وأمير الإدارة العامة للولايات التي تُدير أفرع داعش خارج سوريا، والأمني العام لولاية الشام إبراهيم المعن وآخرين.
وقالت الصحيفة في افتتاحية العدد الجديد (389) إن العمليات التي تشنها المجموعات المرتبطة به في القارة الإفريقية تُلمح إلى إمكانية حدوث “الاستبدال” لمن تقاعس عن نصرة التنظيم، معتبرةً أن راية التنظيم لم تسقط بسقوط قرية الباغوز، آخر معاقل خلافة داعش المكانية في سوريا، وإنما رفرفت في أدغال إفريقيا وفيافيها، على حد تعبير الصحيفة.
ويبدو أن داعش يُحاول ثني أتباعهم في العراق وسوريا عن التخلي عن التنظيم بعد الضربات التي تلقاها مؤخرًا، لافتًا إلى أنهم لو تخاذلوا فسيظفر المقاتلون الأفارقة المرتبطون بالتنظيم بمكانهم، وهذا يكشف جانب آخر من جوانب الأزمات التي يُعانيها التنظيم خلال الفترة الأخيرة.
وألمحت صحيفة النبأ إلى فرض الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى عقوبات على شبكات تمويل التنظيم في إفريقيا وخصوصًا الشبكات العاملة في دعم فرعه في موزمبيق (ولاية موزمبيق)، والكونغو الديمقراطية (ولاية وسط إفريقيا)، معتبرًا أن تلك العقوبات لن تكون مؤثرة على التنظيم على حد قوله.
ويهدف التنظيم من التركيز على فرعيه في موزمبيق والكونغو الديمقراطية إلى لفت الأنظار بعيدًا عن فرعيه المتراجعين في سوريا والعراق، والتأكيد على شعار التنظيم الذي قام عليه وروجه وهو “باقية وتتمدد”، مع أن المؤشرات على أرض الواقع توضح أن خلافة داعش المزعومة “فانية وتتدهور”.
هجمات ضد المدنيين في إفريقيا
وفي نفس السياق، احتلت منطقتي غرب ووسط إفريقيا صدارة المناطق التي شهدت هجمات إرهابية لداعش خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت كلًا منهما 5 هجمات ركزت غالبيتها على استهداف المدنيين في بيني وإيتوري شرقي دولة الكونغو الديمقراطية.
وشهدت هجمات داعش، خلال الأسبوع المذكور، ارتفاعًا بنحو 35% إذ نفذ التنظيم 17 هجومًا خلال الأسبوع الماضي مقارنة بـ11 هجوم فقط خلال الأسبوع السابق له.
ورغم الارتفاع الأخير في هجمات داعش إلا أن هجمات التنظيم تبقى في مستوياتها الأقل، مقارنة بنشاط التنظيم خلال السنوات الأخيرة، وهذا يرجع بالأساس لتقويض فاعلية قيادة التنظيم وخسارته العديد من كوادره الفاعلين بجانب نقص أعداد عناصره ومواجهته مشكلات في الدعم اللوجستي والتمويل وتراجع معدلات التجنيد في صفوفه، حسبما أكدت تقارير ومعلومات مسربة من داخله.