سودانيون يطلقون مبادرة لمساعدة الناس في الخرطوم
وسط عمليات الإجلاء التي تقوم بها الدول من السودان، واستمرار فرار المواطنين من العاصمة الخرطوم باتجاه الولايات الآمنة ودول الجوار نتيجة استمرار المعارك بين طرفي الصراع، قرر عدد كبير من الشباب البقاء ومساعدة الناس الذين تقطعت بهم السبل، ومن هؤلاء الناشط المدني مصعب عبد الهادي الذي أجرينا معه الحوار التالي:
صف لنا مشهد النزوح في الخرطوم ولماذا قررت البقاء؟
أعتقد أن الكثير من الناس حالياً يحاولون مغادرة الخرطوم أو غادروها فعلاً، يوم السبت كنا في الميناء حيث تتحرك من هناك باصات كثيرة متجهة للولايات أو إلى الحدود السودانية، حيث شاهدنا أعداد كبيرة من الناس بأعمار مختلفة، وبمشاكل صحية مختلفة جداً، الناس تحاول الهرب من الواقع الذي نعيشه حالياً، فالوضع مأساوي والناس لا تستطيع تحمل الحالة.
وأنا وجزء كبير من الناس في السودان قررنا أن هذا ليس الوقت لمغادرة البلاد، لأنه بالنسبة لنا فنحن قادرون على أن نقدم حالياً حاجات كثيرة، والناس ستكون بحاجة لنا لفترة ما وأتمنى أن لا يأتي الوقت الذي نضطر فيه جميعاً للمغادرة. وحالياً نحن نقدم الحاجات التي نقدر عليها، وأتمنى من الناس مساعدتنا أيضاً، حيث يقوم جميع من قصدناهم بالمساعدة ومد يد الهون.
أخبرنا أكثر عن مبادرتكم.. وكيف تقومون بشكل عملي بمساعدة الناس على الأرض؟
مبادرتنا تقدم العديد من الخدمات منها الطريق الآمن وتوصيل المؤن من أكل وشراب، بدأت المبادرة بتفقد أصحابنا القريبين الذين ليس لديهم أهل في الخرطوم أو ما عندهم أهل في السودان، إذا ما كانوا يريدون الانتقال من مكان لآخر، لكننا وجدنا أن الوضع عام على كل مواطني السودان حيث أنهم يعيشون نفس المشاكل، وبالتالي حاليا نحن نقدم الخدمة لكل المواطنين في السودان، والمواطنين من الجنسيات الأخرى الذين لم يتمكنوا من التواصل مع سفاراتهم حيث نقدم لهم الدعم بصورة سريعة من خلال إيجاد طريق آمن يخلوا به مواقعهم لو كانت خطرة أو نقوم بإيصال المؤن إليهم.
وجدنا الكثير من البيوت التي تعيش على مؤن شهر رمضان ومعظمها بدأ بالنفاذ، ومعظم المناطق كانت الكهرباء والمياه مقطوعة فيها وهذا ساهم في تلف المؤن، وبالتالي نحن نحاول مساعدة هؤلاء الناس.
الموضوع هذا يكون خطراً جداً على أفراد الفريق المكون من تسعة أشخاص لكن نحن نحاول أن نتواصل مع الناس على السوشيال ميديا أو مع الناس الذين نعرفهم من أجل أن يتحركوا معنا إذا كانت المواقع المحتاجة قريبة بالنسبة لهم ومناطق السير آمنة جداً، وأيضاً الناس على السوشيال ميديا أو الناس الذين نعرفهم يقومون بمساعدتنا في إيجاد الطرق الآمنة لمساعدة الناس على مغادرة بيوتها.
كيف يمكن مساعدتكم؟ وما الذي تطلبونه من السكان الذين قرروا البقاء في الخرطوم؟
من الأمور التي نحتاجها حالياً من الناس في الخرطوم، تحديث ولو بصورة متقطعة عن شكل الشوارع عندهم، تحديث عن شكل الحالات في المناطق السكنية بالنسبة لهم فهم أقدر على معرفة الناس المحتاجة، وما هو نوع الاحتياجات التي يريدونها، وأي شخص يقدر على المساعدة من الممكن أن يساهم في هذا، مثلاً هناك أشخاص عندهم بيوت فارغة في أماكن مختلفة من الممكن أن يتم استخدامها من قبل الناس الذين تضررت منازلهم، كما أننا اليوم بحاجة متطوعين لتوصيل المؤن.
ماهي رسالتك إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية؟
رسالتي للمجتمع الدولي خصوصاً ولمنظمات حقوق الانسان أن يتحركوا في الوضع الحالي، لأنه اعتقد أن التقارير التي تصلهم كارثية جداً عن وضع الانسان في السودان أو وضع السودان عموماً. التدخل يجب أن يكون سريعاً جداً، وأيضاً تدخل من المجتمع الدولي أو منظمات المجتمع المدني في السودان، خصوصاً فيما يتعلق بالناس التي غادرت والتي لا تعرف ماذا تفعل، فلابد من توفيق أوضاعهم في تلك البلدان التي وصلوها.