التطورات الحاصلة في السودان في المنظور المصري

في لقاء خاص لـ “أخبار الآن” تروي الصحفية المصرية صباح موسى مستجدات وتطورات الوضع في السودان وفق وجهة النظر المصرية، وجاء اللقاء كما يلي:

السؤال الأول: ما هي وجهة النظر المصرية من تطورات الوضع في السودان؟

قالت صباح عن التطورات أن “السودان له وضع خاصة جداً مع مصر وفي أي توقيت، سواء توقيت السلم أو الحرب، فما بالك بوقت الاشتباكات العسكرية العنيفة؟”

وأضافت أن مصر في حالة طوارئ الآن لأن السودان على شفا حفرة والأمور متسارعة جداً داخل السودان وأكدت أن مصر تتابع الانتقال السياسي في السودان بدقة منذ بدايته قبل أربع سنوات.

الآن بعد الاشتباكات العسكرية مصر عقدت بالأمس اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهذا مجلس لا ينعقد إلا في حالة الأهمية القصوى بمصر، وأنعقد بالأمس على إثر الظروف في السودان، وبالتالي هذا دليل على أن تطورات الأمر في السودان تُشكل خطورة وأهمية كبيرة بالنسبة لنا في مصر.

 

"الأوضاع منهارة".. الصحفية المصرية صباح موسي تشرح تأثير الوضع في السودان على مصر

مصر تتابع عن كثب الأمور في السودان، وتجري اتصالاتها السرية مع الأطراف المختلفة في السودان لضرورة وقف إطلاق النار في هذا التوقيت.

مصر أيضا تحاول الاتصال على مستوى الجامعة العربية، عن طريق دول لها علاقات وطيدة بالسودان كالسعودية والإمارات. أيضا هناك اتصالات دولية بالتأكيد، ففي الوقت الحالي يحاول الرئيس السيسي وقف إطلاق النار قبل عيد الفطر المبارك. وهناك أقاويل في القاهرة بأن مصر تريد إحداث مبادرة من خلالها على الأقل وقف إطلاق النار، ومعاودة الجلوس والتفاوض مرة أخرى. فالمساعي متسارعة في هذا التوقيت، لأن في الواقع الوضع الآن حرج جدا.

السؤال الثاني: ما هو أكثر ما يخيف مصر حالياً؟

قالت صباح موسى أن أكثر ما يخيف مصر حالياً “أن لا تتوقف الحرب”، وأتبعت عن الأوضاع في السودان بوصفها “منهارة بالفعل، وهي على شفا الانهيار الكامل”.

وأضافت أن السودان لها حدود مشتركة مع مصر وأمن قومي مشترك على غرار الوضع في الحدود الغربية لمصر مع ليبيا.

مصر اكتفت من هذا التوتر الموجود في الحدود الغربية وتريد الآن أن تسارع وتؤمن الحدود الجنوبية بتأمين واستقرار الأوضاع في السودان قبل أن تنفجر أكثر وأكثر ويكون إيقافها صعب.

"الأوضاع منهارة".. الصحفية المصرية صباح موسي تشرح تأثير الوضع في السودان على مصر

السؤال الثالث: هناك أسرى مصريين، كيف تلقى الشارع المصري هذا الخبر؟ وهل شكل صدمة لكم؟ وما الذي تفعله مصر الآن لتأمين حرية جنودها ا؟

أكدت صباح أن سبب تواجد الجنود المصريين في السودان هو المناورات المشتركة على مدى العامين السابقين، وأن هذه المناورات تقام من وقت لآخر تحت اسم مناورات “نسور النيل” وأضافت أن هذه المناورات تكون معلنة ومعروفة.

في كل فترة تكون هناك مناورات في هذه المنطقة “مروي” شمال السودان، وبالتالي وجود الجنود قانوني ليس لطرف على حساب طرف كما يروج البعض.

وقالت صباح بخصوص الضباط المتواجدين هناك في هذا المكان طبعا قوات الدعم السريع تحتل مطار مروي حتى الآن، وهناك بعض من الجنود والضباط المصريين لدى قوات الدعم السريع، لكن مصر تقوم ببعض الاتصالات الآن، حتى قائد قوات الدعم السريع أكد أن الجنود والضباط المصريين في أمان، يعني تحدث الرجل ولم يصعّد في هذا الإطار.

السؤال الرابع: لماذا لم يعيدهم إلى مصر؟

قالت صباح أن “الوضع متفاقم جداً الآن، وقوات الدعم السريع تحارب في هذه المنطقة وتحارب في الخرطوم، أعتقد أن الأمور بها فوضى، ليس لديه تركيز ليرجع الجنود، لكن مصر تفقدت سلامة جنودها، وبالتأكيد مصر لا يمكن أن تشعر بالأمان وهناك أفراد في وضع خطر خارج الحدود المصرية.

وأضافت صباح أنه تم ترويج بعض الفيديوهات لهؤلاء الضباط بشكل جرح المشاعر المصرية لأنهم مرتبطين جداً بجيشهم  الوطني.

 

وعندما رأوا الجنود والعساكر المصريين في هذه الصورة حصل هناك حالة من الغضب استثارت المصريين من هذه الفيديوهات وأنه لا يمكن أن ننقذ أبناءنا خارج حدود الوطن.

وأكدت صباح أن السودان دولة شقيقة ويعتبرها المصريون وطناً ثانٍ، وأكدت أن هنالك عدة اتصالات حدثت على المستوى الرسمي تؤكد عودة الضباط والجنود إلى مصر.

 

السؤال الخامس: هل لديك معلومة أو متى سيعود الضباط لمصر؟ ومتى سيطلق سراحهم؟

أكدت صباح أنه ليس هناك معلومات مؤكدة حول موعد لإطلاق سراح الضباط والجنود، لكنها أكدت أن وضعهم في أمان لأن الحرب الدائرة الآن في العاصمة الخرطوم وليس هناك قلق على مصيرهم.

وأضافت أن القيادة المصرية في تواصل مستمر معهم وأكدت سلامة الضباط والجنود عبر كلمة الرئيس المصري أمس.

 

السؤال السادس: إلى من تنحاز مصر في هذا الصراع؟

أكدت صباح أن مصر لا تنحاز لأي من طرفي الصراع في السودان.

وأكدت أن مصر منذ البداية حاولت أن تقنع كل القوى السياسية في القاهرة لأنها استقرأت هذا المستقبل المريع من الاشتباكات العسكرية.وقالت أن بعض القوى المدنية كانت مختلفة جداً ولم ترتضي أن تأتي إلى القاهرة.

وشددت صباح أنه لو استمعوا إلى صوت العقل، واجتمعت كل القوى السياسية المدنية على طاولة حوار واحدة لكانت بقيت خلافات رأي، لكن الآن أصبحت خلافات عسكرية، كما أكدت أن مصر حاولت لم الشتات السوداني وجمع الجميع على طاولة مفاوضات واحدة، لكن للأسف استجابت مجموعة كبيرة وباقي المجموعات لم تستجب، وبالتالي مصر لا يمكن أن تتحيز لطرف على طرف في السودان.

أكدت صباح أن هذه الميليشيات كان يجب أن تدمج في الجيش السوداني. وأن السودان الآن به أكثر من خمسة جيوش. وهذا وضع خطير جداً

السؤال السابع: الجميع يقول أن مصر تفضل أن يسيطر الجيش، هل هذا صحيح؟

قالت صباح أن هذا الانطباع صحيح، وأن مصر تفضل أن تكون العلاقات مع مؤسسات رسمية. وقالت أن “قوات الدعم السريع” هي منشقة وأيضاً تابعة للجيش السوداني.

وأكدت صباح أن هذه الميليشيات كان يجب أن تُدمج في الجيش السوداني. وأن السودان الآن به أكثر من خمسة جيوش. وهذا وضع خطير جداً، وتعتقد صباح أنه في الأيام المقبلة سيكون الوضع أصعب.

 

السؤال الثامن: هل يمكن أن تتدخل مصر عسكرياً مع دول أخرى لوقف القتال؟

نفت صباح أن تتدخل مصر عسكرياً في هذا التوقيت على الأقل، لأن مصر تحوي مساعيها مع الدول العربية والدول الصديقة مثل الإمارات والسعودية على وجه التحديد في المنطقة العربية، مصر أيضا لديها علاقات بدولة جنوب السودان وأن الآن الجهود منصبة على نزع فتيل الأزمة ووقف إطلاق النار.

وأضافت صباح أن الرئيس المصري أكد في اجتماع أمس على عدم تدخل أي أطراف خارجية في النزاع.

وأن مصر دولة كبيرة ولا يمكنها أن تتدخل بهذا الشكل في أمور عسكرية، فالوضع قد ينعكس على مصر كثيرا أو ينعكس عليها بالسلب، ووأكدت أن القيادة المصرية سيكون لها الكلمة، لكن صباح تعتقد أن مصر ليست من الدول المتهورة ولن تتخذ قرار عسكري لدولة مجاورة.