ضابط هولندي قرر ترك خدمته بسبب تجاوزات السلطات الصينية
قرر ضابط هولندي من أصل إيغوري يعمل في سلاح الجو الهولندي مغادرة الجيش بعد أن كان قد عُلق من مهامه في العام 2021 من قبل وزارة الدفاع الهولندية إثر تزايد القلق من قيام الصين بابتزازه ببعض أفراد عائلته المسجونين لديها.
وصرّح منير الدين يادكار البالغ من العمر 35 عاماً والمنحدر من مدينة “بريدا” الهولندية لأخبار الآن: “لقد طفح الكيل، لقد قررت أن أغادر الجيش، سأحاول أن أجد وظيفة خارج وزارة الدفاع ولربما أتوجه نحو قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات”.
وكان “يادكار” قد بدأ يتخبط في المشاكل مع سلاح الجو الهولندي الذي يعمل فيه بعد أن أعلمته في العام 2018 زوجة أخيه التي تعيش في الصين بأن السلطات الصينية في شينجيانغ قد أقدمت على اعتقال والدته وأصدرت حكماً بسجنها لمدة 15 عاماً.
لا يعلم “يادكار” إن أودعت والدته السجن أم أنها قد أرسلت إلى ما يعرف في الصين “بمركز تدريب وتعليم مهني”.
هذه المراكز، بحسب المنظمات الحقوقية الغربية، ليست إلا مخيمات اعتقال تمارس فيها السلطات الصينية بالقوة سياسة “إعادة تدريب” المسلمين الإيغور المعتقلين لديها لتغيير عقيدتهم الدينية وافكارهم ولكن الصين تنفي وجودها.
بعد أن تبلّغ “يادكار” من زوجة أخيه ما حلّ بوالدته، تمّ اعتقالها هي أيضاً والحكم عليها بالسجن لمدة 15 عاماً. ولأسباب لا يعلمها، منعت السلطات الصينية أفراد عائلته الآخرين، الذين ما زالوا يعيشون في الصين، من التواصل معه أيضاً.
فما كان من “يادكار” إلا أن أبلغ سلاح الجو الهولندي الذي يعمل فيه باعتقال والدته وزوجة أخيه في الصين وطلب منه التحرك لمساعدة أفراد عائلته الذين أودعوا في السجن. ولكن سلاح الجو بدأ بالتحقيق معه بدلاً من تقديم الدعم إليه.
بحسب التحقيقات الهولندية، أصبح “يادكار” معرضاً لابتزاز السلطات الصينية له بسبب اعتقال بعض أفراد عائلته.
في تلك الفترة، كان “يادكار” يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان ينفذ مهمة لسلاح الجو الهولندي وحيث كان يعمل على مشروع يتعلق بطائرة F-35 المقاتلة الفائقة الحداثة. وقد استجوبه هناك عميلان في جهاز الاستخبارات الهولندية.
وما أن عاد أدراجه إلى هولندا، حتى تبلّغ فصله من مشروع العمل على مقاتلة F-35.
في العام 2021، أصدر وزير الدفاع الهولندي تصريحاً قال فيه “تمثل الظروف التي يعيش فيها بعض أفراد عائلتك خطراً عليك وعلى وزارة الدفاع فالصين في نهاية المطاف قد تستعمل أفراد عائلتك كوسيلة ضغط عليك وقد تحاول أن ترغمك على تقديم خدمات لها.” ثم تمّ تكليف “يادكار” بوظيفة مكتبية في مدينة “بريدا” وقد عُلّق من مهامه في غضون ذلك. لكنه تابع دراسته بين سبتمبر/ أيلول من العام 2021 ويناير/ كانون الثاني من العام 2023 لنيل شهادة الماجستير.
بعد تداول وسائل الإعلام الهولندية قصة “يادكار” وبعد المساءلة في البرلمان الهولندي، عرضت وزارة الدفاع على “يادكار” وظيفة مدنية خارج سلاح الجو لكن “يادكار” رفضها لعدم ارتباطها بمجال اختصاصه وقال لأخبار الآن بصوت يظهر خيبة أمله “لم أطلب يوماً من سلاح الجو أي ضمانة وظيفية. لم يكن هذا ما أريده. جلّ ما اردته هو أن أساعد والدتي وزوجة أخي القابعتين في السجن.”