رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات لـ “أخبار الآن”: خطورة الفلاكا تكمن في كلفة تصنيعها
بعدما رصدت العديد من التقارير العالمية مخاطر انتشار الكثير من أنواع المُخدرات المُصنعة ومن بينها الفلاكا والكبتاغون والفنتانيل، وهي أنواع تسبّبت في نسب وفيات مُرعبة ومُخيفة تحديدًا بالولايات المُتحدة الأمريكية، سلطّت “أخبار الآن” في حوارٍ خاص مع د. موسى داوود الطريفي، رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات، الضوء على العواقب الجسيمة لهذه المخدرات، والأعراض التي تُسببها، وكذلك دور الصين، التي تعمل على تصنيع المواد الخام لهذه المُخدرات، وسألنا من المُستفيد من انتشار تجارة المخدرات وبقاء تلك المنظومة؟
وإلى ذلك، قال د. الطريفي: “أنواع المُخدرات الغريبة التي يتم تصنيعها ربما يصعب اختفائها خاصة وأن هُناك محاولات من قبل تجار وصناع المخدرات لاستمرار تجارتهم تلك عبر الالتفاف حول القوانين غير الرادعة من أجل إيجاد طريقة لنشر مخدراتهم”.
أخطر أنواع المخدرات
ولفت إلى أن هناك أنواع من المخدرات الخطيرة للغاية والتي يأتي على رأسها الكبتاغون وأيضًا الفلاكا أو ما يُسمى بـ “ألفا بي في بي” وقال عن الأخير: “من أخطر أنواع المخدرات التي تم تصنيعها في تاريخِ البشرية”.
وأضاف: “ألفا بي في بي عبارة عن مُخدر يُسبب الهلوسة وخطورته تكمن في كون كلفته رخيصة، حيث أن تصنيعه أرخص بـ 15 أضعاف من أنواع المخدرات الأخرى المُتعارف عليها”.
وأشار: “طريقة تعاطي ألفا بي في بي أو الفلاكا تجعله أخطّر، فيمكن تناوله عبر الفم أو الاستنشاق من خلال الأنف، كما يُمكن تحضيره ليكون عن طريق الحقن”.
ما هي تأثيرات الفلاكا؟
وعن الأعراض التي يُسببها ألفا بي في بي، فتشمل الهذيان العميق والهلوسة، وتنامي العُنف لدى الشخص حيث يُصبح المتعاطي أكثر شراسة.
هذا بجانبِ بعض الأضرار العضوية الجسيمة، والتي تتضمن الإضرار بالكبد وإفشال وظائف الكلى، وكذلك ارتفاع كبير في درجاتِ الحرارة ومن ثم الوفاة ومن الجرعة الأولى، حسبما أكد د الطريفي.
ونوه رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات في معرضِ حديثه: “الشخص الذي يتعاطى الفلاكا نجد تحركاه بطيئة تشبه الزومبي، كما يكون لديه نوع من البارانويا والإحساس بالعظمة ويرى نفسه أعظم من الأخرين كما يفقد القدرة على الإدراك أو الإحساس بالألم”.
الأعراض الانسحابية
أما فيما يتعلق بالأعراض الانسحابية التي يُصاب بها الشخص عند توقفه عن تعاطي هذا النوع من المخدرات فتشمل بحسب د. الطريفي: “الخمول ونوبات الاكتئاب الشديد كما تزيد ميوله الانتحارية”.
ولفت: “مخدر الفلاكا كذلك يسبب تلف في الخلايا العصبية على نحوٍ كبير عندما يتوقف الشخص عن تناوله، كما يتم محو كافة الذكريات الجميلة لديه”.
الصين مُصنعة المخدرات
وقال د. موسى الطريفي خلال حواره مع “أخبار الآن” عبر تقنية “الزووم”: “المواد الخام الخاصة بمُخدر الفلاكا نعرف جيدًا أنه يتم تصنيعها في الصين وهي المسؤولة عن تصديره لكل دول العالم”.
وفي هذا الصدد، شدد د. الطريفي على ضرورة استحداث استراتيجيات حتى تكون متماشية مع هذه التطورات السلبية التي فُرضت على شعوب العالم، وأضاف: “يجب سنّ قوانين جديدة لمكافحة الأنواع الجديدة من المخدرات المصنعة”.
ولفت: “هناك مخدرات تستخدم في أغراض شرعية كالصناعات الثقيلة والدهانات وغيرها، لكن هناك أخرى غير مصرّح بها للاستخدام البشري”.
وكرر: “نحن بحاجة إلى قوانين متطورة متماشية مع هذا التطور السلبي، فمصنعي المخدرات وتجارها يُجبرونا على وقوعنا تحت تهديد انتشار المخدرات”، مشيرًا: “ميزانية هذه المنظومة تساوي ميزانيا دول قوى عظمى ولذلك هناك من يحمي تسويقها وترويجها وانتشارها بشكل كبير”.
أيضًا نوه د. موسى الطريقي إلى أن هناك أهداف سياسية تقف وراء استمرار انتشار المخدرات سواء بالولايات المتحدة أو في الشرق الأوسط.
وأكد أن هناك ميليشيات تعتمد على صناعة المخدرات لتمويل أنشطتها وأهدافها الإجرامية.