محاولة من داعش للاستفادة من تظاهرات إسرائيل.. واستمرار الصراع بين التنظيم وطالبان
قال تنظيم داعش إن تكرار استهداف المقرات الحيوية التابعة للوزارات التي تُسيطر عليها جماعة طالبان الأفغانية مؤشر على إخفاق الجماعة أمنيًا في مواجهة هجمات التنظيم، متعهدًا بمواصلة الهجمات ضدها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف التنظيم في العدد الجديد من صحيفة النبأ الأسبوعية (عدد 384) أنه استهدف مرة أخرى، في 27 مارس/ آذار الماضي، مقر وزارة الخارجية بحكومة طالبان في أفغانستان، وأدى الهجوم إلى مقتل عدد من أفراد الحركة من بينهم دبلوماسيين يعملان في وزارة الخارجية.
ونفذ داعش، في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، هجومًا ضد مقر وزارة الخارجية الأفغانية، عن طريق انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا فجره في موظفي الوزارة المنتمين لحركة طالبان أثناء خروجهم من مقر عملهم، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه التنظيم في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي.
وعلى صعيد متصل، أعلن داعش أنه قتل مدنيًا في منطقة باجور، شمال غربي باكستان على الحدود الأفغانية، بدعوى أنه عميل للاستخبارات الباكستانية، ويكشف هذا الهجوم عن وجود نوع من التداخل العملياتي بين فرع داعش في أفغانستان، ولاية خراسان، ونظيره في باكستان والمسمى بـ”ولاية باكستان”، مما يعني أن الولايات الداعشية المعلنة في هذه المنطقة ليست ولايات فعلية وإنما مجموعة من الخلايا الداعشية العاملة في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان والتي يسعى التنظيم لتوظيفها لإثبات وجوده.
دلالات هجمات داعش
وطرأ، خلال الأسبوع الماضي، ارتفاع في هجمات داعش التي يشنها في مختلف المناطق إذ نفذ التنظيم 20 هجومًا مقارنة بـ 15 هجومًا في الأسبوع السابق، وحلت غرب إفريقيا في صدارة المناطق التي شهدت هجمات بـ10 هجمات من إجمالي 20 هجومًا بنسبة 50%، فيما ظلت الهجمات في العراق وسوريا في مستوى منخفض، وسجل التنظيم فيهما هجومين و3 هجمات على التوالي.
وشن التنظيم في غرب إفريقيا هجومًا ضد قوات الجيش الكاميروني عن طريق تفجير عبوة ناسفة كبيرة الحجم ضد آلية تحمل جنود من الجيش الكاميروني على طريق الواصل بين بلدتي كولوفاتا وأمشيد، شمالي الكاميرون.
ويُلاحظ أن التنظيم يعتمد على استخدام العبوات الناسفة بصورة أوسع في غرب إفريقيا، ضمن تكتيك يُطلق عليه اسم “حرب العبوات”، فعلاوة على الهجوم الذي نفذه في شمال الكاميرون، فجر عناصر التنظيم عددًا من العبوات الناسفة ضد قوات الجيش النيجيري في ولاية برنو، شمال شرقي نيجيريا.
لكن اللافت أن التنظيم بدأ استخدام العبوات في الهجمات التي يُنفذها في موزمبيق، للمرة الأولى، منذ إعلان جماعة الشباب الموزمبيقية المعروفة أيضًا بجماعة أهل السنة والجماعة والتي تُسمي نفسها حاليا بولاية موزمبيق، وهي بخلاف حركة الشباب الصومالية، بيعتها/ ولائها لتنظيم داعش، عام 2019.
واستخدم التنظيم عبوة ناسفة في استهداف لقوات مجموعة التنمية لجنوب إفريقيا “ساداك”، على الطريق الواصل بين قريتي “ماندافا” و”ناماكول” في مويدومبي بكابو ديلغاو شمالي موزمبيق، وذلك بعد أن كان التنظيم يعتمد تكتيكات أخرى في الهجوم أغلبها يستند إلى أسلوبي الكمين والإغارة المستخدمين في حروب العصابات.
ويعني استخدام أنصار داعش في موزمبيق/ ولاية موزمبيق للعبوات الناسفة في الهجمات ضد القوات الموزمبيقية والإفريقية أن التنظيم ربما يكون نقل كوادر مدربة على صناعة المتفجرات إلى موزمبيق أو على الأقل نقل الخبرة العملياتية التي تتعلق بالمتفجرات والعبوات الناسفة إلى الدولة الواقعة في جنوب القارة الإفريقية، لا سيما وأن جماعة الشباب الموزمبيقية، والتي باتت تُعرف بـ”ولاية موزمبيق” الداعشية لديها إمكانيات ومواد تمكنها من صناعة المتفجرات لكنها لم تكن قادرة على تصنيعها بسبب غياب الكفاءات المدربة على هذا النوع من العمليات.
وأشار أحدث تقرير صادر عن فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات بمجلس الأمن الدولي، والصادر في فبراير/ شباط الماضي، إلى أن داعش قد يسعى لنقل بعض كوادره إلى موزمبيق لتدريب أنصاره على تصنيع واستخدام المتفجرات، لأن ما يُعرف بولاية موزمبيق لديها إمكانيات لتصنيع هذه المتفجرات لكن ليس لديها كوادر للقيام بذلك.
ومن موزمبيق إلى الكونغو الديمقراطية، أعلن داعش أن مقاتلي ما يُعرف بولاية وسط إفريقيا، الفرع المحلي للتنظيم في الكونغو، هاجموا مخيمًا للنازحين بمنطقة بيني، شرقي البلاد، وأحرقوا المخيم بالكامل.
ويركز أنصار داعش في الكونغو الديمقراطية على استهداف السكان المسيحيين في شرقي الكونغو، ضمن محاولات التنظيم لإذكاء نيران الطائفية في البلاد واستغلالها في تجنيد مقاتلين جدد وخدمة أهدافه الذاتية.
محاولة لتوظيف تظاهرات إسرائيل لصالح داعش
على صعيد منفصل، تطرقت أسبوعية النبأ، في افتتاحية العدد 384، إلى التظاهرات التي تشهدها إسرائيل احتجاجًا على التعديلات القضائية المقترحة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وحاول التنظيم أن يُوظف تلك الأحداث لصالحه، ملمحًا إلى أنه يُعادي إسرائيل وسيستهدفها بعدما يقوم بإسقاط الحكومات والأنظمة في الدول المحيطة بها، على حد تعبير التنظيم.
ويلجأ داعش بين الحين والآخر إلى الإشارة إلى الصراع والتوترات في فلسطين، وخصوصًا عندما يُصاب بتراجع وانتكاسات حتى يداعب خيال أنصاره بأنه يُولي اهتمامًا للقضية الفلسطينية وذلك حتى يستفيد من رمزيتها في الترويج لنفسه.
ولفتت الافتتاحية إلى منصات الدعاية الإيرانية أفردت مساحة واسعة لتغطية التظاهرات في إسرائيل، حتى تُغطي على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران والمليشيات التابعة لها في سوريا وخارجها، مردفةً أن طهران تستغل رمزية مدينة القدس وتُسمى فيلقًا في الحرس الثوري الإيراني باسم فيلق القدس دون أن تنفذ أي عمليات حقيقية ضد إسرائيل، على حد تعبير صحيفة النبأ.