عقب خسائره المتتالية.. تنظيم القاعدة يحاول تمكين نفسه في إفريقيا
يتخوف مسؤولون أمريكيون وغانيون، من استغلال عناصر تنظيم القاعدة للصراع العرقي المتصاعد بشمال غانا، لوضع موطئ قدم لهم داخل هذا البلد وتوسيع نفوذهم في منطقة الساحل الإفريقي.
وتحول خلاف المجموعتين العرقيتين “كوساسي” ومامبروسي” الممتد منذ عقود على السلطة إلى صراع دموي مميت، أوقع عشرات القتلى والجرحى بمنطقة باوكو الواقعة بشمال غانا.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، يحاول تنظيم القاعدة التمدد في المنطقة وسط صراع مع داعش، وتتعرض مالي والنيجر وبوركينا فاسو لهجمات أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص، منذ عام 2015 بحسب وول ستريت جورنال.
تأجيج النزاعات
إحدى التكتيكات المفضلة والمتبعة لدى الإرهابيين هي تأجيج النزاعات المحلية والصراعات الإقليمية لتجنيد الشباب، وساهمت هذه الاستراتيجية القاتلة في تحويل إفريقيا، من مالي غربا إلى الصومال شرقا وصولا إلى موزمبيق في الجنوب، إلى ساحة اقتتال متواصل بين المتطرفين والدول الغربية وحلفائها المحليين.
وكان وزير الدفاع الغاني، دومينيك نيتيول، قد حذر من أن النزاع العرقي بين المامبروسي والكوساسي في مدينة باوكو، “يزيد من حجم التهديدات الإرهابية التي تخيم على البلاد”.
وقال المسؤول الغاني خلال نقاش برلماني، إن الحكومة سترسل 500 جندي إضافي إلى باوكو لدعم القوات هناك، في محاولة للحفاظ على السلم بالمدينة ومواجهة التحديات الأمنية الكبيرة.
ونفذ المتطرفون والذي ينتمي معظمهم إلى القاعدة، 1470 هجوما العام الماضي في بوركينا فاسو، وشمال غانا، بزيادة قدرها 26 بالمئة عن عام 2021.
وخلفت أعمال العنف 3600 قتيلا، وفقا لبيانات منظمات أفريقية تم تحليلها من قبل مركز أفريقيا للدراسات الإستراتيجية التابع للبنتاغون.
وتقدر الولايات المتحدة أن الفرع المحلي للقاعدة “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، يسيطر على 40 بالمئة من أراضي بوركينا فاسو، كما يشن المتشددون هجمات في دول مجاورة لغانا مثل توغو وبنين وساحل العاج.
مصادر التمويل
وتخشى الولايات المتحدة، من أن تصبح غانا وجهة المتطرفين الموالية، خاصة وأن غالبية سكان البلد، البالغ عددهم 34 مليون نسمة، مسيحيون، فيما يشكل المسلمون نسبة كبيرة في شمال البلاد الفقير، وفقا للصحيفة.
كما يتخوف مسؤولون أمنيون من سيطرة القاعدة على عائدات تجارة الكاكاو، والذهب، وعلى الموانئ الأطلسية، ما من شأنه أن يوفر للتنظيم عوائد مادية واستراتيجية مهمة، حيث عمد المتطرفون في كل المناطق التي احتلوها بغرب إفريقيا إلى الاستحواذ على مناجم الذهب غير الرسمية، والتي تنتشر بشكل واسع في غانا.
وخلال الشهر الجاري، أجرت الولايات المتحدة إلى جانب عدة جيوش أوروبية وأفريقية برنامجها التدريبي السنوي “فلينتلوك”، بغانا، بهدف تعزيز الدفاعات الحدودية في مواجهة تهديدات داعش والإرهاب.
وتنتشر في أفريقيا جماعات إرهابية تابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، الذي توسع في منطقة الساحل العام الماضي.
وجرت المناورات العسكرية الواسعة، على بعد بضع ساعات بالسيارة من أحداث العنف التي تشهدها مدينة باوكو والتي يصل عدد سكانها إلى 40 ألف نسمة.
وكشف زعماء محليون إن هذا النزاع العرقي أدى إلى مقتل 50 شخصا على الأقل في الشهرين الماضيين.