فضح ضعف قدرات مقاتليها.. إصدار جديد لـ”نصرة الإسلام” يُهاجم فاغنر والجيش المالي
- الإصدار الجديد استعان بمقتطفات من كلمة سابقة لأيمن الظواهري دون الكشف عن مصيره
- تحاول جماعة نصرة الإسلام نقل عملياتها تجاه مناطق جنوب مالي والانطلاق نحو دولتي توغو وبنين
- جماعة نصرة الإسلام تهاجم فاغنر رغم أنها تتبع تكتيكات شبيهة لها
نشرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامية لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين“ المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان “وأعدوا لهم”، تضمن هجومًا على المجلس العسكري الحاكم في البلاد وعلى شركة “فاغنر” للمرتزقة الروس الذين استعان بهم المجلس العسكري، فيما حاولت الجماعة كسب تأييد القبائل المالية من المكونات المختلفة (العربية، الطارقية، الفولانية.. إلخ)، وحثهم على مساندتها والوقوف معها في معاركها الحالية.
وتضمن الإصدار، الذي بلغت مدته نحو 12 دقيقة و40 ثانية، مقتطفات من كلمة سابقة لأمير تنظيم القاعدة (المقتول) أيمن الظواهري أثنى فيها على جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، واصفًا مقاتليها بـ”أسود الساحل، وليوث الجهاد في المغرب الإسلامي“، وفق تعبيره، بيد أن الإصدار لم يُشر من قريب أو بعيد لمصير أيمن الظواهري واكتفى بإيراد كلماته للثناء على الجماعة دون التطرق إلى تفاصيل إضافية.
التركيز على جنوب مالي
وركزت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في إصدارها الجديد على منطقة جنوب مالي، والتي تسعى الجماعة لتوسيع دائرة عملياتها فيها بعيدًا عن مناطق النشاط التقليدية للجماعة المرتبطة بالقاعدة في شمال ووسط الدولة الإفريقية.
وقال محمود باري المكنى بـ”أبو يحيى”، عضو مجلس شورى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والقيادي البارز بها، إن رجال القبائل في جنوب مالي بمكوناتهم القبلية المختلفة يقفون صفًا واحدًا مع الجماعة، على حد قوله، داعيًا للتركيز على استهداف قيادات النظام وقيادات الجيش والأمن المالي.
وعملت الجماعة، منذ يوليو/ تموز 2022، على نقل هجماتها تجاه جنوب مالي وذلك لتحقيق عدد من الأهداف في مقدمتها تشتيت جهود قوات الجيش المالي ودفعها إلى نقل جزء من قواتها من الشمال إلى الجنوب وبالتالي تخفيف الضغط على معاقل الجماعة وملاذتها في شمال البلاد، بجانب إظهار الجماعة وكأنها قادرة على استهداف أي منطقة من مناطق مالي، وهو ما تسعى الجماعة لتعزيزه من خلال إصدارها المرئي الأخير، إذ قال أحد من قادتها الميدانيين الذي ظهر ملثمًا وهو يُلقي كلمته من ورقة مُعدة سلفًا في إصدار “وأعدوا لهم”، إن “نصرة الإسلام والمسلمين” تسيطر على أغلب التراب المالي وقادرة على شن هجمات في أي وقت وأي مكان، على حد زعمه.
وتحاول الجماعة، في الوقت الراهن، استقطاب وتجنيد أبناء القبائل والمكونات المالية في الجنوب ومن توسيع عملياتها في هذه البقعة الجغرافية وفتح طريق للتمدد في اتجاه دولتي بنين وتوغو، المجاورتين لمالي، وزيادة رقعة نفوذ وانتشار الجماعة.
ومن اللافت أن الإصدار تضمن كلمات لـ4 من القادة الميدانيين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين بلغات مختلفة هي العربية، والبمبارية، ولغة البوزو، واللغة الطارقية، واللغة الفلانية، وهي اللغات التي يتحدثها أبناء الشعب المالي ولا سيما في جنوب البلاد، وهو ما يؤكد على المحاولات الحثيثة من قبل الجماعة لتجنيد مقاتلين جدد في مالي.
واستشهد الإصدار بأجزاء من كلمة مُسجلة في وقت سابق لـ”أبو مختار الطارقي”، القيادي البارز بالجماعة، والذي قال فيها إن “نصرة الإسلام والمسلمين” ستستمر في قتالها رغم الحملات الفرنسية المتواصلة لاستهدافها.
بين فاغنر ونصرة الإسلام والمسلمين
وتحدث أحد القادة الميدانيين لنصرة الإسلام والمسلمين الذين ظهروا في الإصدار، عن فشل الحملات العسكرية الفرنسية (سرفال، وبرخان) وغيرها في القضاء على الجماعة، مضيفًا أن المجلس العسكري في مالي لم يجد أمامه سوى الاستعانة بروسيا ومرتزقتها “فاغنر” الذين لا يمتلكون خبرة عسكرية أكثر مما يمتلك الجيش المالي، وفق قول القيادي بالجماعة المرتبطة بالقاعدة.
وشن القيادي بالجماعة هجومًا على “مرتزقة فاغنر” ووصفهم بأنهم مجموعة من اللصوص الذين يستهدفون الشعب المالي ويقتلون سكانه في القرى والمناطق المختلفة، ويسلبون أمواله ويحرقون أسواقه، مردفًا أنهم ينهبون الأموال والممتلكات العامة.
ومن المفارقات أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تتبع نفس التكتيكات التي تستخدمها “مرتزقة فاغنر” ضد المدنيين في مالي بما في ذلك نهب الأموال وسرقة الممتلكات العامة وإحراق بعض القرى، التي يقطنها مناوئون للجماعة المرتبطة بالقاعدة.
ووفقًا للقيادي الميداني بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين فإن مرتزقة فاغنر أوهموا المجلس العسكري في مالي أنهم سيهزمون الجماعة خلال 6 أشهر فقط من التعاقد مع المرتزقة الروس، لكنهم فشلوا في ما فشلت فيه فرنسا سابقًا ولم يصبروا على القتال، بدليل استمرار الهجمات ضد الجيش المالي وضد فاغنر، على حد سواء، في مختلف مناطق مالي.
واستشهد القيادي الميداني بالهجمات التي شنتها جماعته في مناطق جنوب البلاد، وبالقرب من العاصمة مالي ومنها الهجوم، الذي وقع في أواخر يوليو/ تموز 2022، واستهدف قاعدة “كاتي” العسكرية، التي تبعد نحو 15 كيلومترا، عن العاصمة باماكو والتي يقيم فيها الرئيس الانتقالي الكولونيل “أسيمي غويت”، وتعد مركز رئيس للقيادة والسيطرة العسكرية على الجيش المالي.
مستوى ضعيف للتدريب العسكري
إلى ذلك، سلط إصدار “وأعدوا لهم” الضوء على معسكرات التدريب التي أنشأتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لتأهيل وتدريب عناصر الجماعة من الناحية العسكرية، وكشفت اللقطات التي تضمنت التدريبات العسكرية ضعف الإعداد البدني لدى مقاتلي الجماعة الذين أخطأ عدد منهم في تدريبات اجتياز الحواجز، وهو واحد من التدريبات الأساسية لإعداد المقاتلين.
وكذلك، بينت اللقطات التي تضمنها الإصدار لعملية فك وتركيب السلاح أن مستوى مقاتلي الجماعة ليس متقدمًا، وهو ما حاولت الجماعة إخفائه عن طريق عملية المونتاج التي أُجريت على الإصدار، إذ جرى تسريع هذه اللقطات دون عرضها تفصيليًا حتى لا ينكشف المستوى الحقيقي لتدريب وتأهيل مقاتلي الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وعلى صعيد آخر، نشرت مؤسسة الزلاقة الإعلامية إعلانًا ترويجيًا عن إصدار آخر مرتقب، يظهر فيه القيادي المثير للجدل “أمادو كوفا” أو أحمد كوفا زعيم جبهة تحرير ماسينا، إحدى مكونات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، قائلةً إنها ستنشر الإصدار قريبًا.