هل يحاول القاعدة تزييف موت أيمن الظواهري بعد مؤتمر دعم القدس؟
- بإصدار قديم.. تنظيم القاعدة يخدع أنصاره بشأن مصير “الظواهري”
- حمل الإصدار الجديد عنوان “كيف ندعم فلسطين؟”
نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة (القيادة العامة)، إصدارًا مرئيًا لأمير تنظيم القاعدة (المقتول) أيمن الظواهري، بعد ساعات من انعقاد مؤتمر دعم القدس الذي عقدته جامعة الدول العربية بمقرها في القاهرة بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعدد من نواب رؤساء الدول العربية ورؤساء حكوماتها ووزراء خارجيتها ومنظمات مدنية وأهلية.
وحمل الإصدار الجديد عنوان “كيف ندعم فلسطين؟”، وبلغت مدته نحو 8 دقائق ونصف، واستهل بمجموعة من اللقطات التي تُظهر اقتحام وزير الأمن الوطني الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” باحات المسجد الأقصى في حماية القوات الإسرائيلية ولقطات لدخول جنود ومستوطنين إسرائيليين لباحات المسجد، وأخرى للقاءات جمعت رؤساء عرب ومسلمين بوزراء ورؤساء وزراء إسرائليين من بينهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، كما تضمنت مقدمة الإصدار لقطة لـ”خيري علقم” منفذ العملية التي استهدفت كنيس يهودي أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومن الواضح أن تنظيم القاعدة يحاول تقديم الإصدار الأخير لأيمن الظواهري باعتباره إصدارًا حديثًا جرى إعداده، خلال الفترة الأخيرة، وهذا يتبين من اللقطات التي أدرجتها مؤسسة السحاب في بداية الإصدار قبل كلمة أمير القاعدة (المقتول)، إضافة لنشرها إياه بعد ساعات من صدور البيان الختامي لمؤتمر دعم القدس الذي عقدته الجماعة العربية في القاهرة.
ويكشف التدقيق في ثنايا كلمة أيمن الظواهري، والتي تضمنت حديثًا عامًا للغاية عن قضية فلسطين والقدس دون التطرق لأي أحداث جارية، أنها ليست كلمة جديدة كما يُحاول تنظيم القاعدة تصويرها وإنما هي كلمة قديمة جهزتها مؤسسة السحاب قبل فترة ونشرتها بعد مؤتمر دعم القدس حتى تبدو أنها كلمة حديثة، وبالتالي تُشكك في الإعلان السابق عن مقتل أيمن الظواهري والذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أغسطس/ آب 2022.
ولم تُتبع مؤسسة السحاب اسم أيمن الظواهري بأي من صيغ الدعاء التي تستخدمها للإشارة لأمراء وقادة التنظيم الأحياء واكتفت بإيراد اسمه منفردًا دون دعاء “حفظه الله” أو غيره من الأدعية التي توردها دائمًا في إصدارتها الأخرى.
ووصف “الظواهري” في حديثه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه أحد أعوان/ حلفاء إسرائيل، على حد تعبيره، لافتًا إلى التنسيق الأمني بين السلطة والجانب الإسرائيلي، رغم أن هذا السلطة الفلسطينية أعلنت وقف هذا التنسيق، رسميًا، أواخر يناير/ كانون الثاني، وأكد “عباس” على رفضه استئناف هذا التنسيق قبل التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل وذلك خلال كلمته التي ألقاها، اليوم الأحد، بمؤتمر دعم القدس.
كما ألمح أيمن الظواهري إلى قيام الفصائل الفلسطينية بالرد على التصعيد الإسرائيلي في القدس وإقدام إسرائيل على قصف قطاع غزة لهذا السبب، وهذا يعني أن أمير القاعدة (المقتول) سجل كلمته التي تضمنها الإصدار الحالي منتصف عام 2021، على الأرجح، والذي شهد مواجهات بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي بعد توترات شهدتها مدينة القدس، لكن مؤسسة السحاب لم تنشرها في حينها وقامت بنشرها اليوم لخلط الأوراق وإضفاء مزيد من الضبابية على مصير “الظواهري”.
وعلى ذات الصعيد، دعا أيمن الظواهري، في كلمته، إلى رفض حل الدولتين وحث على شن هجمات ضد المصالح الإسرائيلية وضد الدول العربية التي لها علاقات مع الجانب الإسرائيلي، قائلًا إن تحرير فلسطين لن يتم إلا بضرب إسرائيل ومن وراء إسرائيل، على حد قوله.
وفي نهاية كلمته المقتضبة دعا أيمن الظواهري أنصار تنظيم القاعدة إلى ترجمة الإصدار الأخير لمؤسسة السحاب إلى جميع اللغات وتقديم النصائح لتنظيم القاعدة لتطوير عمله الإعلامي، وفق تعبيره.
وكانت صُحف بريطانية أشارت في تقارير لها، مطلع العام الجاري، إلى أن تنظيم القاعدة يُخطط لتزييف مقتل أيمن الظواهري والإعلان عن موته نتيجة أسباب مرضية، وذلك نقلًا عن مصادر وصفتها بـ”المصادر الجهادية البازرة” لكنها لم تكشف عن تلك المصادر أو تذكر أي معلومات عن هويتها.