عقوبات أمريكية تطال شركات صينية داعمة لفاغنر
- طالت قيود فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية 16 جهة صينية مساعدة لفاغنر
- صنفت وزارتا الخزانة والدولة فاغنر على أنها منظمة إجرامية
تواصل الصين تجاهلها للتحذيرات الغربية من الوقوف إلى جانب روسيا فبعد تأكيدها دعم سيادة موسكو وأمنها بينما تستمر القوات الروسية في غزو الأراضي الأوكرانية، كشفت تقارير حديثة عن دعم شركة صينية لمجموعة فاغنر سيئة السمعة.
توفر هذه الشركة الصينية صور أقمار صناعية من أوكرانيا، لدعم مجموعة “فاغنر” الروسية في عملياتها القتالية التي تنفذها لصالح موسكو.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة الصينية الداعمة لفاغنر وطالت قيود فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية 16 جهة، من بينها معهد البحث العلمي والتكنولوجي الفضائي “شانغشا تيانيي”.
ولدى الشركة التي تعرف أيضا باسم “سبيستي تشاينا” مكاتب في بكين ولوكسمبورغ.
وقدمت “سبيستي تشاينا” إلى شركة “تيرا تيك” التكنولوجية الروسية صور أقمار صناعية عن مواقع في أوكرانيا، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس.
وأضاف البيان أن “هذه الصور جُمعت بهدف تمكين عمليات فاغنر القتالية في أوكرانيا”. وفرضت الوزارة أيضا عقوبات على فرع شركة “سبيستي” في لوكسمبورغ.
وتقضي العقوبات بعدم نقل أو دفع أو تصدير أي ممتلكات أو فوائد في الولايات المتحدة لصالح الكيانات المستهدفة.
ولم تعلق شركة “سبيستي تشاينا” بعد على الخطوة.
وحاولت الصين، الحليفة المقربة من روسيا، أن تضع نفسها في موقع حيادي في ما يخص الحرب في أوكرانيا وطالتها انتقادات من الولايات المتحدة وحلفائها بسبب رفضها إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتصف “سبيستي تشاينا” نفسها على موقعها على الإنترنت بأنها “رائدة” في تقديم تكنولوجيا صور تعرف بـ”SAR”.
وتقول إنها تريد جعل هذه الصور “متاحة من كل نقطة على كوكب الأرض وبأسعار مقبولة” لجميع المستخدمين في أنحاء العالم.
وذكر موقع الشركة أنّ رئيسها التنفيذي يانغ فنغ عضو في هيئة الخبراء في وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية.
ويظهر الموقع أيضا لائحة من الشركاء العاملين مع الشركة، بما في ذلك ثلاث شركات تابعة للحكومة الصينية.
وطالت العقوبات الأمريكية 15 كيانا آخر، من بينهم ثمانية أفراد وأربع شركات طيران معظمهم يعمل من روسيا، بزعم أنهم جزء من شبكة دعم مجموعة فاغنر العالمية.
ويشمل ذلك شركة “سيوا للخدمات الأمنية”، ومقرها في إفريقيا، وشركة طائرات “كاترول” التي تعمل من الإمارات والتي يزعم أنها قدمت طائرات لنقل أفراد ومعدات بين أفريقيا وليبيا ومالي.
وتنشر فاغنر حاليا نحو خمسة آلاف مقاتل في أوكرانيا وفق تقديرات البيت الأبيض.
وتلعب المجموعة دوراً أساسياً في مجهود روسيا الحربي، وقد شاركت بقوة في محولات الاستيلاء على مدينة باخموت شرق أوكرانيا.
ويقود المنظمة يفغيني بريغوزين، وهو مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين: “ستساهم العقوبات الموسعة اليوم على فاغنر، وكذلك العقوبات الجديدة على شركائهم وعلى الشركات الأخرى التي تدعم المجمع العسكري الروسي، في عرقلة قدرة بوتين على تسليح وتجهيز آلته الحربية”.
صنفت وزارتا الخزانة والدولة رسمياً مجموعة فاغنر على أنها “منظمة إجرامية عابرة للحدود”. وكان البيت الأبيض قد وافق على الخطوة الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكين في بيان رسمي إن العقوبات الجديدة “ستزيد من إعاقة قدرة الكرملين على تسليح آلة الحرب التي تخوض حربا عدوانية ضد أوكرانيا ، والتي تسببت في موت ودمار غير معقول”.
وقال بيان صادر عن وزارة الخزانة ، التي أعلنت أيضا فرض عقوبات على شركة مقرها لوكسمبورغ تابعة للشركة الصينية: “تم جمع هذه الصور من أجل تمكين عمليات فاغنر القتالية في أوكرانيا”.
الصين رسميا حليف لروسيا، تعتبر الولايات المتحدة ذلك بمثابة دعم بكين العلني للحرب في أوكرانيا. رفضت الصين في الماضي تزويد موسكو بالأسلحة.
وقالت فيكتوريا نولاند، المسؤولة رقم ثلاثة في وزارة الخارجية ، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ يوم الخميس “سنلفت انتباههم عندما نرى انتهاكات للعقوبات من قبل شركاتهم”.
كانت ترد على أعضاء مجلس الشيوخ الذين طالبوا بفرض عقوبات على الصين ما لم تحد من صادرات التكنولوجيا اللازمة للصواريخ والتطبيقات العسكرية ذات الصلة من قبل روسيا.
قال بوب مينينديز ، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: “أفهم أن هناك أدلة على أن الشركات الصينية التي تعمل عبر هونغ كونغ كانت تصدر تقنيات ذات استخدام مزدوج بما في ذلك رقائق أشباه الموصلات”.
وقال: “يبدو لي أنه لا ينبغي لنا أن نتجاهل إمكانية فرض عقوبات على الصين إذا كانت تقدم مساعدة حاسمة ولا ينبغي أن تكون قادرة على الاختباء وراء بعض الشركات”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى قطع رأس الأفعى بكل طريقة ممكنة”.
كانت مجموعة فاغنر – التي يرأسها يفغيني بريغوزين ، رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – نشطة بشكل خاص في جمهورية إفريقيا الوسطى.
لعبت مجموعة فاغنر دورًا بارزًا في أوكرانيا لأنها ترسل إلى ساحة المعركة السجناء الروس الذين وعدوا بالرأفة. وزعمت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي أن فاجنر لديها نحو 50 ألف مقاتل في أوكرانيا 80 بالمئة منهم من السجون.