الجيش الصومالي يعلن تحرير “هرارديري” مسقط رأس نائب زعيم جماعة الشباب
أعلنت الحكومة الصومالية، استعادة الجيش السيطرة على مدينة هرارديري الساحلية الاستراتيجية”؛ والتي كانت تحتلها جماعة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، منذ أكثر من 10 سنوات.
وتقع هرارديري على مسافة 500 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو.
وعلى الرغم من الانتصارات المتتالية للحكومة الصومالية -المتحالفة مع قوات محلية- خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذه المنطقة المُستعادة حديثا تعد نصرًا تاريخيًا حيث يُعتقد أن هذه البلدة هي مسقط رأس نائب زعيم جماعة الشباب مهاد كاراتي.
من هو مهاد كاراتي
عبدالرحمن محمد ورسام، الملقب بـ “مهاد كاراتي” وأسماء أخرى، هو نائب زعيم الشباب، ويعتبر من أقوى الشخصيات في جماعة الشباب، ويلعب دورًا رئيسيًا في الحرب الدائرة بين الجماعة والقوات الحكومية.
ولد بين عامي 1957 و 1962. ويعتقد أنه ولد في مدينة هرارديري، بحسب الحكومة الأمريكية، وهي المدينة التي تم السيطرة عليها من قبل الحكومة الصومالية قبل يومين.
ويقود مهاد كاراتي وحدة استخبارات الشباب القوية المعروفة باسم أمنيات. كما أنها جزء من الإدارة المالية للمجموعة.
وقالت الولايات المتحدة التي تريد اعتقال هذا الرجل إنه يتحدث عدة لغات منها الصومالية والعربية والسواحيلية.
ويعرض برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى مهاد كاراتي، المعروف أيضا باسم عبدالرحمن محمد ورسام.
يشغل كاراتي منصب نائب لحكومة الظل التابعة لحركة الشباب. ويحظى كاراتي بدور رئيسي في أَمنيات، وهو جناح حركة الشباب المسؤول عن المخابرات والأمن، فضلا عن الشؤون المالية للجماعة.
جاء ظهور “مهاد كاراتي” في توقيت حساس بالنسبة للجماعة الصومالية، في ظل غياب أمير الجماعة أحمد ديري (أبو عبيدة) عن المشهد منذ منتصف العام الجاري بسبب تدهور حالته الصحية ومعاناته من المرض، وتزايد الحديث عن الانقسامات الداخلية والصراعات بين قادة الحركة، فضلًا عن استمرار الحملة التي تقودها القوات الحكومية المدعومة من القوات الإفريقية والأمريكية لدحر الجماعة وطردها من معاقلها في جنوب ووسط البلاد، وزيادة النفور الشعبي من الحركة بعد سلسلة من الهجمات التي ضربت أهدافًا مدنية وخلفت عشرات القتلى والجرحى.
وكان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو الاحتفاء الذي أبدته منصات الجماعة وأذرعها الإعلامية بـ”مهاد كاراتي” المكنى بـ”أبو عبد الرحمن”، فبعد أن كانت تكتفي بوصفه بأنه قيادي بارز بجماعة الشباب، حتى أواخر أكتوبر/ تشرين الثاني 2022، أضحت تُقدمه على أنه أحد كبار قادة الجماعة، بما يُوحي أن هناك ترويج له على حساب غيره من قادة الجماعة الصومالية.
ويكشف الاحتفاء الدعائي بـ”مهاد كاراتي” أو “مهد ورسمي” عن ملمح من ملامح التنافس والصراع داخل جماعة الشباب، والتي تعيش حربًا داخلية بين قياداتها العليا حول من يُسيطر على مقاليد الأمور فيها، تمامًا كما حصل بعد الإطاحة بزعيمها السابق أحمد عبدي غودني، حين تنافس قادة الجماعة على الفوز بمنصب أمير الجماعة، وأدى ذلك إلى حدوث واحد من أكبر الانشقاقات في تاريخها بانفصال “مختار روبو“- نائب أمير “الشباب” والرجل الثاني بها الذي كان موضوعًا على قوائم الإرهاب الأمريكية ورصد برنامج مكافآت من أجل العدالة 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه- عن الجماعة وانضمامه إلى جانب القوات الحكومية، قبل أن يتم اختياره وزيرًا للأوقاف في الحكومة الصومالية، في فبراير/ شباط 2022، ضمن توجه الحكومة الفيدرالية في احتواء المنشقين وتقويض القواعد العملياتية لجماعة الشباب.
غير أن محاولات تلميع “مهاد كاراتي” تصطدم بحاجز الشبهات المثارة حوله، إذ يُشير بعض خصومه إلى أن مسيرته داخل الجماعة يتخللها الكثير من الغموض، فمثلًا تذكر مصادر صومالية إلى أنه سبق وجرى القبض عليه داخل كينيا، المنخرطة أيضًا في حرب ضد جماعة الشباب قبل أن يتم الإفراج عنه على الرغم من أنه موضوع على قوائم الإرهاب الكينية والأمريكية.
إلى ذلك، يتضح من التدقيق في كواليس الصراعات والتدافعات التي تتم، حاليا، في داخل جماعة الشباب أن بروز “مهاد كاراتي” وتصدره المشهد ووصفه من قبل أذرع الحركة الدعائية” بـ”أحد أكبر قيادات الشباب”، يرتبط بحالة من الخلخلة القيادية التي ضربت الجماعة مؤخرًا، إذ قُتلعبد الله نذير، أحد مسؤولي قسم الدعوة بالجماعة والمرشح لخلافة أمير الجماعة الحالي أحمد ديري (أبو عبيدة) في عملية أمنية بجنوب الصومال، أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبعد أيام معدودة من مقتله، لحق به المتحدث باسم الجماعة “علي محمود راغي طيري” الذي توفي متأثرًا إصابته في معارك بمنطقة “عيل قوحلي” في إقليم هيران بوسط الصومال، ويُعتقد أن “طيري” شغل منصب نائب أمير الحركة بعد انشقاق مختار روبو عنها.