كواليس الصراعات الداخلية في مؤسسات داعش الإعلامية المناصرة
كشفت رسائل مُسربة بين مسؤولي الإعلام المناصر المحسوب على تنظيم داعش كواليس الخلافات والصراعات الداخلية في المؤسسات الإعلامية الرديفة لتنظيم داعش.
وبحسب مراسلات نشرتها قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” فإن تنظيم داعش طرد المسؤول والمشرف العام على مجموعة من أبرز المؤسسات الداعشية مناصرة، وهي: “بنك الأنصار، ومؤسسة طلائع الأنصار، ولواء الاقتحامات”، بعد أن قضى فترة طويلة في مجال النصرة الإعلامية للتنظيم.
ونشر المسؤول الذي جرى طرده والذي ينشط باسم حركي تدوينة عن كواليس عمله في دعم تنظيم داعش إعلاميًا، قائلًا إنه يعمل في مناصرة داعش منذ 4 سنوات، وشغل منصب المشرف العام على مؤسسات بنك الأنصار، وطلائع الأنصار، ومؤسسة آفاق للأمن الإلكتروني، ولواء الاقتحامات، لكن جرى طرده فجأة من قبل أشخاص مجهولين يدعون أنهم أمراء ومسؤولين عن مناصري داعش.
وأوضح المسؤول الداعشي المطرود أنه لم يكن الوحيد بل جرى استبعاد مجموعة من كوادر الإعلام المناصر، منهم “أبو شمس” مشرف مؤسسة آفاق للأمن الإلكتروني، و”أبو عوف المُشرف” وآخرين، مردفًا أن المؤسسات الداعشية مُسيطر عليها من قبل مجموعة مجهولين يدعون أنهم أمراء ويقومون بطرد من وصفهم بالمناصرين والكوادر القديمة بعد استغلالهم لفترة، دون أن يعرف أحد حقيقة هؤلاء الأمراء ولا من أين أتوا أو ما هي أهدافهم الحقيقية.
وفي تدوينة أخرى، عبر المسؤول الداعشي المطرود عن غضبه من القيادات الداعشية قائلًا: “لن تجدوا حمار مخلص مثلي يحط تعبه وعمره وشقاه بالمؤسسات والبنك ونهايته تكون طرد ولا كرامة”، على حد تعبيره.
ومن جانبها، قالت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” إن مجال الإعلام المناصر كان يعج بالمؤسسات الإعلامية التي نشطت بصورة مكثفة توازي نشاط ديوان الإعلام المركزي التابع لداعش، إذ كانت المؤسسات المناصرة تنشر الإصدارات المسموعة والمرئية والتصاميم والمجلات والمقالات المناصرة للدولة والداعمة لحملاتها الإعلامية، لكن تلك المؤسسات تبخرت بعد مقتل أبو بكر البغدادي، خليفة داعش الأسبق والذي قُتل في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وتولي نائبه حجي عبد الله قرداش المعروف بـ”أبو إبراهيم القرشي” (الهاشمي) إمارة التنظيم، أواخر الشهر ذاته.
وكانت أبرز هذه المؤسسات: مؤسسة البتار، ومؤسسة أشهاد، ومؤسسة العبد الفقير، ومؤسسة العزم، ومؤسسة الدرع السني، ومؤسسة التقوى، ومؤسسة جيش الخلافة الالكتروني، ومؤسسة محرر الأنصار، ومؤسسة هدم الأسوار، ومؤسسة الفاتحين، ومؤسسة أنصار، ومؤسسة الرباط، ومؤسسة منتصر، ومؤسسة العرباض، ومؤسسة العاديات، ومؤسسة الصقري، علاوة على مؤسسة قريش، ومؤسسة المغيرات، ومجلة شباب الخلافة، ومجلة إنتاج الأنصار وغيرها.
وذكرت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن معظم هذه المؤسسات توقف النشر فيها بسبب مشاحنات داخلية بين القائمين عليها بسبب مواقف القائمين عليها من قضية التكفير، فضلًا عن تبادل كوادر داعش القائمين على تلك المؤسسات اتهامات حول إنشاء وتطوير علاقات غير أخلاقية مع داعشيات مناصرات وإعلاميات تابعات للتنظيم، مضيفةً أن هذه المشاحنات بلغت ذروتها عندما جرى تدشين ما عُرف بـ”إنتاج الأنصار” وتكليف القيادي الداعشي “أبو زيد البابلي”، مدير مؤسسة أشهاد بإدارته وتطوير جهد يجمع إنتاج عدد من المؤسسات المناصرة حتى يسهل التنسيق بينها وبين ديوان الإعلام المركزي وتحديدا مع القيادي الداعشي البارز “أبو بكر الغريب”، المسؤول عن تنسيق عمل المؤسسات داخل ديوان الإعلام، إذ قام “البابلي” بإيعاز من “الغريب” بطرد العديد من المؤسسات من المشروع بسبب عداوات شخصية وتصفية حسابات وبعدها توالت الانشقاقات في مؤسسات داعش الإعلامية المناصرة.
واعتبرت قناة “فضح عُباد البغدادي والهاشمي” أن أمراء داعش فشلوا حتى في إدارة من كانوا يناصرونهم، كما أن الطغيان والتحيز الذي مارسته قيادة داعش ضدهم وتوليتها مسؤولين غير أكفاء لإدارة الملف هو الذي هدم “صرح الإعلام الداعشي” وهدم من وراءه التنظيم، على حد تعبير القناة.
وفي الحقيقة، لا تعد هذه الموجة الأولى من الانشقاقات داخل المؤسسات الإعلامية المناصرة لداعش، إذ أن الانشقاقات والانفصال عن التنظيم لم تتوقف، طوال السنوات الماضية، وكان من بين أشهر تلك الانشقاقات خروج مؤسستي التراث العلمي، والوفاء للإنتاج الإعلامي من عباءة التنظيم عام 2018، إثر احتدام الخلافات المنهجية بين تيارات داعش وقيام قيادة التنظيم وفي مقدمتها أبو إبراهيم القرشي/ حجي عبد الله قرداش باستبعاد وتصفية المخالفين لها، قبل انهيار الخلافة المكانية.