جماعة ما يُسمى بـ”نصرة الإسلام والمسلمين” تكشف تفاصيل هجوم إرهابي
- تضمن الإصدار لقطات أرشيفية قديمة لـ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري
- اتسم الإصدار بضعف جودته من الناحية الفنية
نشرت مؤسسة الزلاقة، الذراع الإعلامي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان: “كما تقتلون تُقتلون”، كشفت فيه عن هوية منفذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف قرية “كاتي” في معسكر “ساوندياتا” العسكري قرب العاصمة باماكو، في الـ22 من يوليو/ تموز الماضي.
وقالت الجماعة في الإصدار الجديد إن الهجوم الانتحاري المذكور نفذه انتحاريان أجنبيان هما “عبد الله النيجري”، و”ذو اليدين البوركيني”، مضيفةً أنهما هاجرا للانضمام للجماعة منذ سنوات، ووقع الاختيار عليهما لتنفيذ الهجوم.
واتسم الإصدار بضعف جودته من الناحية الفنية إذ احتوى على عدد من اللقطات غير المترابطة، كما انقطع الصوت الخاص بالمتحدثين في الإصدار أكثر من مرة بسبب المشكلات التقنية التي حدثت أثناء عملية تصوير، وهو ما يعني افتقار الكوادر الإعلامية في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم القاعدة في المغرب الإعلامي إلى الكفاءة اللازمة.
كما تضمن الإصدار لقطات أرشيفية قديمة لزعيمي تنظيم القاعدة الراحلين أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وصورًا للمجموعة التي نفذت هجمات 11 سبتمبر، ولقطات أيضًا للهجوم دون أن يكون هناك مبرر، وهو ما يكشف حجم الضعف الذي يعتري مؤسسة الزلاقة والجناح الإعلامي للجماعة ككل.
وفقدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عددًا من كبار قادتها، ومن بينهم مسؤولين عن الجناح الإعلامي أبرزهم “توفيق شعيب“، القيادي البارز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمسؤول عن الدعاية والتنسيق، والذي قُتل برفقة أمير القاعدة في المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) في عملية للقوات الفرنسية شمال غرب مدينة تساليت المالية على الحدود مع الجزائر.
إلى ذلك، ظهر في الإصدار “أمادو كوفا” (محمد كوفا)، زعيم جبهة تحرير ماسينا إحدى مكونات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، للمرة الأولى بعد اختفائه لعدة أشهر ورواج شائعات عن إلقاء القبض عليه في وقت سابق من العام الجاري.
ودعا أمادو كوفا في كلمته التي وردت في الإصدار إلى شن هجمات إرهابية جديدة داخل مالي، والتصدي للحملات التي تُطلقها قوات الجيش المالي ضد الجماعة في البلاد.
ومن اللافت في هذا الصدد، أن الإصدار الجديد لم يحتوِ على أي إشارة لزعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إياد أغ غالي، وهو أيضًا أمير جماعة أنصار الدين إحدى مكونات “نصرة الإسلام والمسلمين”، كما لم يتم ذكر أي دور له طوال الإصدار.
ويتبنى أمادو كوفا، وإياد غالي استراتيجيتين متناقضتين فالأول يدعم فكرة الجهاد المعولم والارتباط بتنظيم القاعدة، أما الأخير فيتبنى نهجًا براجماتيًا تمامًا يقوم على الاستفادة من جميع المتناقضات من أجل إنجاح استراتيجية الجهاد المحلي (القُطري) التي يتبناها.
ويبدو أن هذا الإصدار هدف إلى تلميع “أمادو كوفا” الذي يعتبر أحد منافسي إياد غالي على إمارة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهو ما يعني استمرار التنافس والصراع الصامت بينهما على قيادة الجماعة.