ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي
- العالم يتحدث عن قضية التغير المناخي التي تؤثر على الأرض بنسب متفاوتة
- يعاني القطبان الشمالي والجنوبي وبالأخص الشمالي من ارتفاع الكتل الحرارية
القطب الشمالي يدق ناقوس الخطر بخصوص أزمة المناخ، إذ نشرت نتائج دراسة أثارت مخاوف من أن النماذج المناخية الخاصة بالقطبين تسيء تقدير وتيرة احترارهما الذي يؤثر بشكل كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر.
في مقابلة خاصة مع أخبار الآن تقول الخبيرة البيئية هلا مراد إنه منذ الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ في عام 1992 والعالم أجمع يتحدث عن قضية التغير المناخي التي تؤثر على الأرض بنسب متفاوتة
وتضيف مراد أنه يعاني القطبان الشمالي والجنوبي وبالأخص الشمالي من ارتفاع الكتل الحرارية أي أن متوسط ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي أكبر منها في باقي المناطق والمسطحات إن كانت وبالتالي نحن نتحدث عن حالة قد تؤثر بشكل كبير على كميات الجليد المتواجدة وأيضا ذوبانها بشكل مضطرد قد يفوق المعدل الطبيعي الذي قد تكون عليه هذه الحالة.
وتؤكد الخبيرة البيئية أن الكوكب برمته هو عبارة عن كوكب متكامل وبالتالي فإن التغييرات التي تحدث في شمال الكرة الأرضية سيتأثر به الأجزاء الأخرى، وبالتالي إذا تحدثنا عن ذوبان الجليد أو ارتفاع درجات الحرارة أو العواصف الغبارية التي تحدث بين فترة وأخرى، أو زيادة الأمطار والأمطار الحمضية والعواصف.. كل هذه الإشكاليات التي تحدث اليوم تؤثر بشكل كبير على قدرة الكوكب على ضبط عملياته وتناغمه وبالتالي فإن ما يحدث اليوم إن كان على مستوى الجفاف في المنطقة العربية والفيضانات التي تحدث في فصل الشتاء وتمتد أحياناً إلى فصل الربيع وكل ما يحدث من إشكاليات مناخية بسبب الترابط مع ما يحدث في القطب الشمالي.
تقول مراد: “نحن نعيش في منطقة حساسة جداً من حيث التأثيرات المناخية وقد تواترت عليها موجات كثيرة من التغيرات المناخية، وما يحدث في منطقتنا أو في العالم يتم بشكل أسرع وهناك إشكاليات اكبر في ارتفاع درجات الحرارة وهناك كثير من المدن العربية التي ترتفع فيها درجات الحرارة وهناك مدن وصلت فيها درجات الحرارة إلى 60 درجة مئوية وهذه الارقام لا يمكن اعتبارها طبيعية ويمكن للإنسان التكيف معها، بل هي تؤثر بشكل كبير على موجات الأتربة والغبار وعلى صحة الإنسان بشكل عام”.
تختم الخبيرة البيئية بالقول إنه من المؤكد أننا أمام إشكاليات كبيرة وعميقة ومتجذرة.
ما هي تفاصيل الدراسة؟
ووفق دراسة نشرت نتائجها وأثارت مخاوف من أن النماذج المناخية الخاصة بالقطبين تسيء تقدير وتيرة احترارهما الذي يؤثر بشكل كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر، ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل أسرع بأربع مرات من بقية مناطق العالم على مدار الأربعين عاما الماضية.
اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للأمم المتحدة قالت في تقرير خاص عام 2019، إن القطب الشمالي يحترّ “بأكثر من ضعف المتوسط العالمي” بسبب عملية تعرف باسم التضخيم القطبي.
وتحدث تلك الظاهرة عندما يذوب الجليد البحري والثلج اللذان يعكسان بشكل طبيعي حرارة الشمس، في مياه البحر التي تمتصها.
وفي حين أن هناك إجماعا قديما بين العلماء على أن القطب الشمالي يحترّ بسرعة، تختلف التقديرات وفقا للإطار الزمني للدراسة وتعريف المنطقة الجغرافية للقطب الشمالي.
حلّل باحثون من النروج وفنلندا في هذه الدراسة أربع مجموعات بيانات لدرجات حرارة جمعت من خلال دراسات بالأقمار الصناعية منذ 1979، وهو العام الذي أصبح فيه هذا النوع من البيانات متاحا، عبر الدائرة القطبية الشمالية بكاملها.
ووجدوا أنه في المتوسط، أظهرت البيانات ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بمقدار 0,75 درجة مئوية لكل عقد، أي أسرع بحوالي أربع مرات من بقية الكوكب.
وأوضح أنتي ليبونين، وهو عضو في المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية ومؤلف مشارك في الدراسة “تعتبر الأدبيات العلمية أن درجة حرارة القطب الشمالي ترتفع أسرع من بقية الكوكب بمعدل الضعف، لذلك فوجئت بأن النتيجة التي توصلنا إليها كانت أعلى بكثير من الرقم المعتاد”.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة “كوميونيكيشن ايرث أند إنفايرومنت” اختلافات كبيرة في معدل الاحترار داخل الدائرة القطبية الشمالية.
على سبيل المثال، ارتفعت درجة حرارة القطاع الأوراسي في المحيط المتجمد الشمالي، قرب أرخبيلَي سفالبارد ونوفايا زيمليا، ب1,25 درجة مئوية لكل عقد، أي سبع مرات أسرع من سائر أنحاء العالم.
وأوضح ليبونين “يتسبب البشر في تغير المناخ. ومع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي ستذوب الأنهار الجليدية وسيؤثر ذلك على مستوى سطح البحر على مستوى العالم”.