القاعدة منذ أحداث سبتمبر
- اختطف عناصر القاعدة 4 طائرات في 11 سبتمبر 2001
- هاجمت الطائرات أماكن حيوية في العاصمة الأمريكية واشنطن
- أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الحادث
- بعد عشرين عاما من الحادث يقترب التنظيم من نهايته
صباح ذلك اليوم، 11 سبتمبر– أيلول عام 2011، كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يستمع لحكاية يحكيها أحد الأطفال في مدرسة ابتدائية في ولاية فلوريدا، عندما كان يقضي عطلته هناك، بينما كان الأمريكيون يذهبون بشكل طبيعي إلى أعمالهم.
على الجانب الآخر من العالم جلس زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وسط مجموعة من مسلحي التنظيم في أحد مخابئهم في أفغانستان، في حضور صحفي باكستاني، استدعاه ليخبره بمسؤليته عن حدث ضخم سيقع بعد قليل.
في هذه الأثناء، اختطف 19 رجلا ينتمون لتنظيم القاعدة، 4 طائرات ركاب ممتلئة بالوقود، وهاجموا بها عدد من أكثر الأماكن حيوية في العاصمة الأمريكية نيويورك ومدينة واشنطن: برجي مركز التجارة العالمية، ومبني البنتاجون (وزارة الدفاع)، وكانوا على على وشك الهجوم على الكونجرس الأمريكي، قبل أن تسقط الطائرة التي اختطفها المهاجمون.
فبعد الاستيلاء على 4 طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من الخاطفين.
تم استخدام تلك الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
وضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك.
أما الطائرة الثالثة فضربت الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية العملاق.
كانت كل أصابع الاتهام تشير للقاعدة، قبل أن يعلن التنظيم مسؤليته بشكل رسمي عن ما حدث.
عندما بلغ الخبر أسماع بوش، غادر الفصل الدراسي على وجه السرعة، لينكب على متابعة ما حدث، ويعلن ما سماها حربا على الإرهاب، للقضاء على القاعدة وإلقاء القبض على زعيمها بن لادن.
لم تستغرق الحرب وقتا طويلا لتستعر. بدأتها واشنطن بدعم دولي بعد أقل من شهر على الهجمات من أفغانستان، حيث كانت قادة القاعدة يختبئون، بعدما رفضت حركة طالبان التي كانت تتولى السلطة تسليم أسامة بن لادن وقيادات في القاعدة للولايات المتحدة.
بعد نحو شهرين، قضت القوات الأمريكية على حكم طالبان، وعلى مدار السنوات التالية، سقط كبار قيادات القاعدة، الواحد تلو الآخر، ما بين قتيل ومقبوض عليه، لكن ذلك حدث خارج أفغانستان في أغلب الأوقات.
لم تكن حرب الولايات المتحدة في أفغانستان ضد القاعدة، حرب جيوش، بل واجه فيها جيش جرار، تنظيما مسلحا في صورة أفراد ومجموعات صغيرة.
بقيت القوات الأمريكية عشرين عاما أخري في ذلك البلد الأسيوي، لتضمن عدم عودة المسلحين المتطرفين إلى السلطة هناك، وأن لا تستخدم الأراضي الأمريكية للهجوم على الأمريكيين مرة أخرى.
منتصف العالم الحالي، انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان، وعادت حركة طالبان للسلطة مجددا، بعد سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية وسلسلة من انسحابات القوات الأفغانية لصالح مسلحي الحركة، ومعارك محدودة مع مجموعات منافسة.
بالنسبة للولايات المتحدة، فقد حققت هدفها في قتل بن لادن، والقبض على مدبري الهجمات التي هزت العالم.
وبالنسبة للقاعدة، فيرى البعض أن عملياتها صارت مقتصرة في الأغلب على مناطق محلية تتواجد فيها هذه التنظيمات، وابتعدت بعض فروع التنظيم عن الهجوم على أهداف أمريكية داخل الولايات الأمريكية، خاصة بعد الضربات التي تلقاها التنظيم في مناطق مختلفة من العالم، والتي دفعت بعض قياداته إلى التصريح علنا بأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد أدت لنتائج عكسية على التنظيم.
الخلاصة
فيما يبدي أنصار القاعدة الافتراضيين، حماسًا زائدًا بمناسبة مرور عقدين من الزمان، على هجمات سبتمبر، يظل العقل الحركي لـ”قيادة القاعدة” متوقفًا عند مرحلة زمنية أقدم، وعاجزًا على مواكبة المتغيرات الجديدة، ولعل هذا يُفسر لجوء التنظيم إلى استحضار صراعات وأزمات ماضية، أملًا في أن تؤدي إلى منحه بضعة أنفاس أخرى، لتُطيل عمر الفصل الأخير من رحلته، وتحول دون “تصفية القاعدة” في هذا التوقيت.
- مع حلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، تبدو رحلة “القاعدة” وكأنها وصلت إلى محطتها الأخيرة، بعد عقدين من نشر الرعب والإرهاب في أنحاء العالم.
- قيادة تنظيم القاعدة متكلسة وبعيدة عن الواقع، ولا زالت حبيسة لحظة ماضوية، ومرتهنة بفكرة الصراع العالمي بين فسطاطي الإيمان والكفر، من منظورها الخاص.
- يمر القاعدة بمرحلة تحولات داخلية حرجة تعزز من الانقسامات الداخلية، وتسحب ما تبقى من البساط من تحت أقدام أيمن الظواهري ومجموعته القيادية القديمة.