هل تلاعب الأطباء الروس بجينات لاعبي المنتخب الجزائري لكرة القدم خلال الثمانينات؟
سؤال لا يزال يُطرح حتى يومنا هذا بعدما فجّرت مجموعة من نجوم منتخب الجزائر القدامى لكرة القدم في العام 2010 مفاجأة من العيار الثقيل.
هكذا صرح نجم الجزائر في الثمانينات قاسي السعيد الذي أنجب هو ورفاقه العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحدثوا عن علاقة لهذه المأساة بما تعاطوه من عقاقير غير معروفة على يد أطباء روس خلال تلك الحقبة.
مرت سنوات ولا يزال الحزن يسكن قلوب من صنعوا بالأمس فرحة جماهير الكرة الجزائرية.
“أخبار الآن” التقت “جمال مناد” نجم الخضر السابق وهو أب لطفلة ولدت عام 1993 بإعاقة شديدة تمثلت في عيب خلقي مرتبط باتساع ثقب الجمجمة، الذي يؤدي إلى ضعف العضلات والإصابة بنوبات صرع.
” جمال مناد” كان تساءل في لقاء سابق مع فرانس برس:
“ماذا لو اكتشفنا بعد التحقيق أن العقاقير والمواد المنشطة التي كنا نتناولها على شكل فيتامينات ومقويات من قبل أطباء روس في تلك الحقبة، هي التي أثرت في عملية الإنجاب، فالمواد المنشطة غالباً ما تكون لها أعراض ثانوية “
عدد كبير إذا من اللاعبين والرياضيين الجزائريين عموما المنتمين لفرق النخبة، أصيبوا جميعا في قدرتهم على الإنجاب السليم في نفس العشرية “الثمانينات”، فهل هي صدفة؟ يبدو من الصعب تصديق ذلك بالنسبة للاعبين، والمؤكد أن هذه العقاقير دمرت آمال عائلات، وحوّلت حياة بعضهم إلى جحيم:
الكسندر تابارتشوك أحد الأطباء الروس الذين تداولوا على المنتخب الجزائري خلال الثمانينات، اعترف في تصريح سابق لوسائل إعلام جزائرية بأنه أعطى منشطات للخضر، لكنه نفى جملة وتفصيلا أن تكون هناك صلة بين تلك المنشطات والإعاقات التي ولد أو أصيب بها أطفال لاعبي المنتخب الجزائري خلال الثمانينات .
رواية الطبيب الروسي بدت وكأنها تفتقر للقوة والمصداقية بالمقارنة مع الفريق الآخر من اللاعبين وحتى الأطباء الجزائريين، بينهم الدكتور رشيد حنيفي:
” حينما كان المدرب الروسي زدرافكو رايكوف مدربا للمنتخب الوطني سنة 1980 كنت طبيبا للمنتخب قبل مجيئه، ولكن حينما التحق به مواطنه الطبيب “غينادي روغوف بعده بشهرين ليشرف على الطاقم الطبي بدأت أشعر بأشياء غريبة تحدث وسط المنتخب وبالتحديد وسط الطاقم الطبي.. لم يعد لدي حق في الاطلاع على الملفات الطبية للاعبين، وتوقعت آنذاك أنه يقوم باختبارات مشبوهة نظرا للسرية الكبيرة التي كان يفضل أن يعمل بها بعيدا عن منحي حق الاطلاع على التقارير بل حتى الملفات أخذت مني “
” حنيفي” أبلغ السلطات الجزائرية بشكوكه، لكنه لم يجد أذانا صاغية، فاضطر لتقديم استقالته بسبب ممارسات الطاقم الطبي الروسي المشبوهة :
الرواية يدعمها الكثير من لاعبي الخضر الذين يؤمنون إلى يومنا هذا، بأن ما تناولوه من أدوية يدخل في إطار تجارب روسية مشبوهة.
مرت سنوات طويلة وكبر الأطفال ضحايا “عقاقير الطبيب الروسي” و تغيرت ملامح المعاناة، لكنها ما زالت مؤلمة للجميع ومكلفة أكثر بالنسبة للبعض منهم.
تخفي بسمة التهكم على محيا نجم الخضر السابق ” جمال مناد” الكثير من الحزن والأسف.. تماما مثلما أخفت فيتامينات الأطباء الروس الكثير من الضرر بدلا من الفائدة.. والكثير من الأسرار : فهل كانت تجارب روسية لأدوية تحت الاختبار اتخذت من أبناء الجزائر في الثمانينات فئران تجارب.. مثلما أكد لنا ” جمال مناد”؟ هل غامر الأطباء الروس بمستقبل عائلات جزائرية في سبيل أهداف لا يعلمها إلا هم؟ولصالح من كان ذلك؟ و هل هناك جهة تقف وراءهم؟ اسئلة كثيرة تبقى من دون إجابات.