من هي مصممة الأزياء السعودية طاهرة السباعي؟

ولدت طاهرة السباعي، أول مصممة أزياء سعودية، في مكة المكرمة، ولم تلتحق بالمدرسة كما هو حال معظم بنات جيلها، عشقت الشعر مرويًّا من بعض النساء في مجالسهن في مكة.

قرأت طاهرة السباعي، لعمر بن أبي ربيعة وعشقت تاريخ وروح هذه المرأة في ذلك التاريخ، ووقتها اتخذت قرارًا بأن تقرأ كل شيء عن تلك الحقبة من التاريخ، فتعلمت القراءة والكتابة.

وبحسب العادات والتقاليد تزوجت طاهرة في الثالثة عشرة من عمرها من محمود بيت المال، وهو أيضا سليل أسرة مكية عريقة امتهنت الطوافة منذ أكثر أربعة قرون وعلى الرغم من أنها كانت أمية لا تقرأ ولا تكتب ولم تحظ بالتعليم إلا أنها كانت تتمتع بشخصية فذة تمتلئ بالعزيمة والإصرار على اتخاذ القرار.

استطاعت طاهرة أن تحول موهبتها في الرسم منذ صغرها نحو تصميم الأزياء التراثية والتاريخية وهو ما ضاعف من شغفها ورغبتها في تعلم المزيد ونظرا لأن نهضة التعليم في المملكة كانت في مراحلها الأولى، قررت طاهرة الانطلاق مع زوجها وأبنائها السبعة إلى مصر رغبة منها في تعليم أبنائها.

ومن هنا انطلقت مسيرة طويلة من الكفاح لطاهرة وأسرتها، بعد أن انتقلت الأسرة إلى مصر لعدة سنوات، قبل أن تحط الرحال في مدينة إكستر البريطانية التي عاشت فيها لأكثر من أربعة عقود حتى وافتها المنية في العام 2011م.

طاهرة السباعي أول مؤرخة للأزياء السعودية تصل للعالمية

عملت طاهرة السباعي جاهدة على تحقيق رغبتها في تعليم أبنائها، وحصل خمسة منهم على درجات الدكتوراه في الطب والفيزياء والعلوم الاجتماعية، ثم شق أبناؤها طريقهم في الحياة، وفي تلك الفترة داهم المرض زوجها، وأخذت على عاتقها ملازمته ورعايته لعدة سنوات قبل أن توافيه المنية.

ركزت طاهرة على هوايتها وعشقها لتصميم وحياكة الملابس ذات الطابع التراثي والتاريخي لتصبح بذلك أول سعودية تتخصص في هذا المجال ودفعها هذا الشغف والحس بجماليات الأزياء التراثية إلى تعلمها القراءة والكتابة بنفسها وهي في الخمسينات من عمرها وأخذت تقرأ عن أزياء الشعوب وتاريخها وتراثها.

وقامت بخطوة نحو المحافظة على التراث العربي في الأزياء، بعد إعدادها رحلة لعدد من الدول العربية بدأتها بوطنها في السعودية، ثم الجزائر والمغرب ومصر وتونس وسوريا، وجمعتها في مؤلفات بغرض المحافظة على التراث من الاندثار، وأيضا لعرضها على الدول الغربية لإطلاعهم على التراث الإسلامي.

وصممت مجموعة من الأزياء استوحتها من أشعار عمر بن أبي ربيعة الغزلية، كما يتضح في كتابها الأول- أزياء الحجاز في شعر عمر بن أبي ربيعة- وشاركت بهذه الأعمال في عدد من صالات العرض العالمية، كما عرض عدد من أعمالها في المتحف البريطاني الوطني تكريما لأعمالها.

ولها أكثر من عشر مؤلفات بارزة عن الأزياء التراثية العربية، بالإضافة إلى مجموعة قصصية للأطفال، منها (ذكرى أمي، وذكريات الطفولة)، ولها أيضا ديوانا شعر وعدد آخر من الأعمال كانت على وشك الانتهاء منها قبل وفاتها.

وجسدت قصة حياة طاهرة في فيلم أنشودة إلى أمي وهو من إنتاج ابنتها فريال، ويحكي الفيلم قصة واقعية عن السيدة المكية التي قادها طموحها ورغبتها في تحقيق رؤيتها وأهدافها إلى الهجرة إلى الخارج مع زوجها وأبنائها السبعة وكان الفيلم من إخراج جورج شمشوم، وهو مخرج أمريكي من أصل لبناني.