مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم تنجز مشروعا مبتكرا للقضاء على بطالة الشباب العربي
يواجه الشباب العربي أزمات كبيرة في مجال العمل ، فما جعل أزمة البطالة تتفاقم يوما بعد يوم هو تفشي جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم وتسببت في كساد اقتصادي غير مبسوق, رغم التطور العالمي الذي يشهده قطاع التعليم في العديد من دول العالم , ومع ذلك بلغت نسبة بطالة الشباب العربي في منطقتنا العربية نحو 27 % ، حسبما أقرت البوابة العربية للتنمية، ويعتبر هذا الرقم ضعف المعدل العالمي البالغ 13.6 في المئة العام الماضي.
لكن من جهة آخرى يسعى الشباب العربي لإيجاد حل للقضاء على أزمة البطالة في المنطقة العربية بشكل كامل , حيث سعى شباب إماراتيون في الإمارات لحل هذه الأزمة من خلال خلق مبادرة نظمتها مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، والتي كانت أشبه بمعسكر تدريبي، حفزت المشاركين على تصميم حلول مبتكرة لحل مشكلة بطالة الشباب.
ملكة الحاج، مديرة قسم المعرفة والابتكار في المؤسسة، سلطت الضوء على أبرز تحديات الفريق فقالت : “لقد تجاوزنا جميعًا وبشكلٍ كبير أيام المراقبة السلبية والاستسلام لما أصبح “مصيرهم”. عندما تتاح لهم الفرصة، أجد أن الشباب يميلون لقبول ومواجهة التحديات التي تعترض طريقهم.”
الدورة ركزت على مجموعة من المهارات مثل التعاون الإبداعي واكتشاف العملاء وتصميم المشروع بهدف تحويل الأفكار إلى حلول قابلة للتطبيق، بالشراكة مع جامعة الإمارات للعلوم والابتكار ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
عقد المشاركون اجتماعات أسبوعية شخصية لمدة ثلاث إلى أربع ساعات ونصف وجلسات تدريب لمدة ساعة واحدة مع خبراء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا , كما عقدوا اجتماعات شخصية مع أعضاء الفريق الآخرين تراوحت ما بين ساعة وأربع ساعات في الأسبوع للدراسة المستقلة وإنجاز مهام أخرى.
مبادرة إماراتية تسعى للقضاء على البطالة في المنطقة العربية
قالت الحاج إن من بين الـ 120 مشاركًا طلابًا وباحثين عن عمل وموظفين، وبالتالي كان بإمكانهم الارتباط بمشكلة البطالة على المستوى الشخصي والتوصل إلى حلول تلبي احتياجاتهم.
أضافت أنها تأمل في أن تجعل التجربة المشاركين أكثر قابلية للتوظيف عندما يكتسبون المهارات التي يتطلبها سوق العمل.
تأسست المؤسسة في عام 2015 بميزانية عَشرية مقدارها 4.2 مليار درهم إماراتي (1.17 مليار دولار أميركي) لمساعدة 15,000 شاب عربي من خلفيات فقيرة للحصول على التعليم العالي.
عرض المشاركون في المعسكر التدريبي أفكارهم على لجنة تحكيم عبر الإنترنت تضم وزراء وقادة مجتمع الأعمال – وهي فرصة لممارسة إدارة الأعمال عبر الإنترنت.
رحلة تعليمية
قالت مريم المرزوقي عضو مشروع “مهنة” الحائز على المركز الأول، “كان المعسكر التدريبي بمثابة رحلة تعليمية لم نتعلم من خلالها كيفية بناء مشروع تجاري من الصفر فحسب، بل قمنا أيضًا بتحسين مهاراتنا الشخصية ومهارات الاتصال أثناء تعاملنا مع ديناميكيات الفريق” ، أضافت المرزوقي أن العديد من طلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يشعرون أن ما يتعلمونه في الجامعة لا يتناسب مع احتياجات سوق العمل المتغير باستمرار. تطمح منصة “مهنة” الإلكترونية إلى سد هذه الفجوة من خلال ربط الطلاب بالشركات الصناعية.
بحسب البوابة العربية للتنمية، يستغرق الشباب في المنطقة، في المتوسط، من سنتين إلى ثلاث سنوات للانتقال بنجاح من الدراسة إلى العمل، وهناك عدد متزايد من الشابات لا ينتقلن على الإطلاق. تذكر البوابة أن طرق التعلم في المدارس لا تسمح للطلاب باكتساب المهارات اللازمة للمشاركة بشكل هادف في الفرص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، سيتم احتضان مشروع “مهنة” في منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، إلى جانب مبادرات الفرق التي حلت في المركز الثاني والثالث والرابع.