أخبار الآن تكشف تفاصيل حصرية عن مقتل زعيم داعش المزعوم “أبو الحسين القرشي”
زارت “أخبار الآن” المنزل الذي تمت فيه العملية التركية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبي الحسين الحسيني القرشي. وتحدثنا إلى شهود عيان ومصادر من “موقع الحدث”.
وهذا ما توصلنا إليه:
جرت العملية التي نفذتها تركيا جنوب قرية مسكة وشمال بلدة جنديرس، في منطقة عفرين بمحافظة حلب. وهذا هو الموقع الدقيق للمبنى:
وهنا موقع المنزل عبر خرائط جوجل:
شارك نحو 50 جنديا في العملية فجر السبت: 25 عضوا من القوات الخاصة التركية و25 سورياً ينتمون إلى الشرطة العسكرية التابعة لمنطقة عفرين.
وتتألف الشرطة العسكرية من مقاتلي المعارضة السورية من مختلف الفصائل المسلحة. ويتلقى رجال الشرطة العسكرية رواتبهم وأوامرهم من تركيا. ويقع مقر الشرطة العسكرية الرئيسي في بلدة كفر جنة.
قبل صلاة الفجر بقليل، قام 15 عضوا من الشرطة العسكرية بإقامة نقطتي تفتيش مؤقتتين على الطريق الرئيسي، شمالا وجنوبا من المنزل، وتم إغلاق حركة المرور على الطريق. كما قام باقي الجنود البالغ عددهم 35 بمحاصرة الهدف. ونظرًا لأن هذا المنزل كبير نوعًا ما، يشار إليه محليا باسم مجمع أو مزرعة.
هذا هو المكان من الأعلى قبل الهجوم:
حسب شاهد عيان، وقع الهجوم وقت صلاة الفجر، واستخدم الجنود الأتراك والشرطة العسكرية السورية مكبرات الصوت لإخطار الأشخاص داخل المنزل بأن المكان محاصر ويجب عليهم الاستسلام.
وبالفعل استسلم ثلاثة منهم وهم من رفقاء زعيم التنظيم المزعوم، فيما رفض أبي الحسين القرشي، الاستسلام وأطلق النار على القوات المحاصرة للمنزل، والتي ردت عليه بوابل من طلقات الرشاشات، بالإضافة إلى سبعة صواريخ.
وعندما اقتربت القوات الخاصة التركية وأعضاء الشرطة العسكرية السورية من المنزل، سُمع دوي انفجار عنيف. ووفقا لمصدر من الشرطة العسكرية، فقد فجر زعيم داعش نفسه بحزام ناسف كان يرتديه ومات على الفور.
تعرض المنزل إلى أضرار جسيمة نتيجة المعركة، وهذه هي صور المنزل بعد العملية:
إحدى الصور تظهر ما يبدو أنه آثار دماء بين الأنقاض:
وهذا مقطع فيديو قصير لمجمع زعيم تنظيم داعش المقتول أبي الحسين الحسيني القرشي بعد المداهمة:
ومقطع من طائرة بدون طيار يظهر الجزء الخلفي من مجمع زعيم تنظيم داعش المقتول أبي الحسين الحسيني القرشي بعد المداهمة:
تم نقل جثة زعيم داعش المزعوم والرجال الثلاثة الذين تم القبض عليهم إلى تركيا. وذلك لإجراء فحص الحمض النووي لجثة زعيم التنظيم، وإجراء مزيد من التحقيقات مع الثلاثة رجال المعتقلين.
ووفقا لتوجيهات من تركيا، تم إغلاق المنزل الذي وقعت فيه العملية لمدة يومين. ولم يتم السماح لأي شخص بزيارة المكان إلا صباح يوم الإثنين، أي بعد أكثر من 48 ساعة من نهاية العملية. ولا تتوفر صور لجثة زعيم داعش المزعوم إلى الآن أو أسماء العناصر الثلاثة المعتقلين. كما لم يكن أهل منطقة جنديرس يعرفون من هم هؤلاء الرجال.
وبحسب أحد الشهود الذين تحدثوا إلى “أخبار الآن” فإن الرجال الذين تم استهدافهم في المنزل انتقلوا إليه حديثا. ويزعم أهالي المنطقة أن عناصر التنظيم انتقلوا إلى المنزل قبل حوالي خمسة إلى سبعة أيام فقط من الهجوم الذي قادته تركيا.
يتمتع المنزل الواقع خارج “مسكة” بتاريخ طويل، حيث كان يستخدم كمقر من قبل وحدات حماية الشعب الكردية قبل الهجوم التركي على عفرين في عام 2018 ( أي قبل عملية “غصن الزيتون”).
وبعد هزيمتهم، سيطرت مجموعات المعارضة السورية التي تدعمها تركيا وتحديدا أحرار الشرقية وجيش الشرقية على المنطقة. واندمجت هاتان المجموعتان في العام الماضي تحت مسمى: هيئة التحرير والبناء.
سيطرت ” هيئة التحرير والبناء” على المبنى في عام 2022 وحولته إلى معهد شرعي لتدريس الشريعة الإسلامية وتعليم القرآن الكريم. ولكن مع نهاية عام 2022 وبداية عام 2023، لم يجد الفصيل داعم مادي لهذا المعهد فتم إغلاقه.
وفي بداية هذا العام، انتقل نازحون سوريون إلى المنزل بعد أن حصلوا على موافقة من “التحرير والبناء” للقيام بذلك.
ولكن في مارس من هذا العام، غادر النازحون المكان. وقررت هيئة التحرير والبناء إعطاء المكان لمختار المنطقة، وهو رجل كردي.
لكن إقامته في المبنى لم تدم طويلا. ففي نهاية مايو، غادر المختار المكان. ثم انتقل زعيم داعش المزعوم ورفاقه إلى المبنى. وغير واضح إلى الآن ما إذا كان المختار قد وافق بنفسه على انتقال أمير التنظيم ورفاقه الى المنزل أم أن هيئة التحرير والبناء قد أذنت للمجموعة باستخدام المكان.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال يوم الأحد إن الرجل الذي استهدفته القوات التركية في اليوم السابق، في المجمع خارج مسكة السورية، هو في الواقع زعيم داعش أبو الحسين الحسيني القرشي.
لكن داعش لم تؤكد حتى الآن خبر خسارة زعيمها. وأيضا، قال مسؤول أمريكي لـ (VOA) في 1 مايو إنهم لا يمكنهم تأكيد مزاعم تركيا بأن زعيم داعش قد مات حقًا.