مواهب اليمن.. هل يتحقق حلم المخترع طارق؟
طارق عبد الجليل، مخترع من عدن باليمن، أسس جمعية مع أصدقائه لعرض اختراعاتهم ومشاريعهم التي تخدم المجتمع، حيث يعمل استاذا في علوم الحاسوب، ويعمل في مدارس ومعاهد الإلكترونيات ومهتم منذ طفولته بالاختراعات، إذ بدأ بتنمية موهبته منذ عام 1994.
زرت المخترع طارق في ورشته في خور مكسر وسط عدن باليمن على أمل أن يتمكن من الوصول إلى الممولين لترى مشاريعه النور.
من يدعم المخترعين؟
يشرح طارق معاناته في عرض اختراعاته وابتكاراته بسبب تجاهل جمعيته، مطالبا المستثمرين في اليمن بتبني المواهب من أبناء منطقتهم ليعود النفع عليهم.
اخترع طارق حذاء واقي من مخلفات الحرب بهدف إنقاذ أرواح الناس في بلد يعاني من مخلفات الحروب، وتمكن من تطوير حساسات لكشف الألغام على بعد متر للأمام وعمق 30 سنتي، محاولا دمج تلك الحساسات في حذاء يساعد مرتديه على فتح الطريق للمرور بسرعة في أماكن مزروعة بالألغام، وكشف مخلفات الألغام، مؤكدا أن القطع الغيار المطلوبة لتصنيع الاختراع متوفرة لكن أسعارها مرتفعة.
مشددا على أن الأهم هو البحث العلمي لأن تطوير هكذا حذاء يحتاج إلى دراسة أوسع للمجال المغناطيسي والترددات البسيطة للوصول إلى تصنيع خاص لنموذج أولي يحاول تطويره للعرض أمام الجمهور مع ضرورة استمرار البحث لأشهر إضافية ليطبق على أرض الواقع.
عدم توفر الغطاء المالي
“الفكرة موجودة” يقول المخترع طارق لكن التصميم لم يسبقه إليه أحد، ولذلك يسعى لتطبيق الحساسات في نموذج خارجي، حيث يتطلب تطوير النموذج الواحد مبالغ كبيرة وإذا ما تمكن من تطوير “حساس” يصل مداه إلى مترين فإنه سيتمكن من توزيع أكثر من حساس على محيط الحذاء من جميع الاتجاهات ليتم تجريبه. لكن هذا الحلم بحاجة إلى غطاء مالي لعمل دراسة أوسع للمجال المغناطيسي، بجانب الحاجة إلى سبيكة خاصة مع تيار بسيط لتحسس أي معادن موجودة.
عدم الثقة بالاختراعات
تمكن طارق من متابعة جميع التصاميم العالمية للمكيفات وعمل دراسات على 4 أنواع من الغاز المستخدم وطبيعة الأسلاك والتمديدات، ليتمكن من إنتاج مكيف صغير الحجم يعمل بأقل طاقة ممكنة، ويقدم أفضل تبريد ممكن، فاستبدل الغاز بالماء، ووصل إلى جعل حجم المكيف لا يتجاوز 20 سم مطورا بعض اجزائه البسيطة، لكنه صدم بأن الناس قابلت ذلك العمل برغبتهم بالشكل التقليدي حتى وإن كان أضخم وأكثر كلفة قائلا: “لا يثقون بالتصاميم الجديدة”
عرض طارق مكيفه الصغير قبل عامين ووصلته عروض للإنتاج الخارجي، ولاكنه يطالب بتصنيع مكيفه داخل عدن، رغبتة منه في خدمة المجتمع المحلي باليمن مؤكدا حاجتهم إليه وتوفر خبراء وتجار وقدرة تصنيعية مع ضورة معالجة تخوف المجتمع من أي ابتكار جديد يمنعهم من الاستفادة من إمكانيات أبناء منطقتهم.
كانت أول مشاريعه المعروض في عام 2013 لكنه يؤكد أن العائق كان الجهل بالاختراعات، والبحث القائم خلفها، والذي يتطلب وقتا وتمويلا للوصول إلى نتائج مميزة، مطالبا بتسهيل إجراءات غرفة الصناعة وتقليص اللجان وتوفير الوقت الطويل، ومعالجة عدم توفر أي ضمانات لحماية المخترعين في بلده من السرقة، مطالبا التجار بتبني المخترعين للوصول إلى أن ترى تلك الاختراعات المفيدة النور مشيرا إلى أن الأمر وصل إلى أن ترفض الجهات المتخصصة بالعلوم في اليمن تبني أبحاث الاختراعات أو تمويلها.
“صنع في عدن”
“ترددات صوتية قادرة على إطفاء النار” مشروع يعمل عليه المخترع طارق عبد الجليل واصفا إياها بالمشروع الضخم ويقول: “إذا لم يتم دعم مشروع صغير فكيف سيتم دعم مشروع ضخم كهذا؟”
لا يرغب طارق في السفر خارج عدن ويتمنى الإقامة في بلده، متمنيا أن تطلق اختراعات تحت اسم “صنع في عدن” مؤكدا أنه يفضل أن يطور اختراعه ويجعله قابلا للتطبيق، على أن يتم شرائه ونقله للخارج دون أي تطوير، مبررا ذلك بأنه أمر يقيد الإبداع، مطالبا بتمويل أبناء بلده حتى تنشر اختراعاتهم محلياً ودولياً.