قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يتحدث عن احتمالات مكافحة داعش
في حديث خاص لأخبار الآن أجاب قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي عن تساؤل حول كيفية تعاطي قوات سوريا مع التوترات التي يشهدها مخيم الهول ومحيطه بالقول: “هذه القوات دخلت في حالة دفاعية ومن واجبها حماية نفسها دون أي نشاط آخر.. الضغط الكبير من الدولة التركية جعل قواتنا تركز على حماية السكان ونفسها والمنطقة”.
وأضاف: “لا يوجد لدى القوات أي إمكانية في مكافحة داعش، على سبيل المثال يتم استهداف قوات حماية السجون وحماية المخيمات، وبالتالي تتجه تلك القوات إلى حماية نفسها وليس حراسة عناصر داعش.. وهذه الأفعال أدت إلى رد فعل طبيعي وهي إيقاف النشاط لمكافحة التنظيم”.
وعن احتمالية تكرار أحداث سجن الصناعة أوضح عبدي: “حقيقةً من الصعب السيطرة، كون حالة السجون الأخرى ليست بجيدة أيضاً، وسجوننا ليست سجونا بالأساس، بل أبنيتها كانت مدارس ومبانٍ حكومية في السابق، والمشكلة أنها تتواجد داخل المدن، والأزمة التي شهدها سجن الصناعة
سابقاً من الممكن أن تحصل مرة أخرى، وأقول هذا بوضوح”.
وذكر عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية “حصلت على بعض المعلومات بأن عناصر داعش داخل السجون يتحضرون للقيام بعمليات شغب وفوضى، وهي رسالة إلى الخارج لإنقاذهم في حال حدوث أي هجوم”.
وأضاف: “الآن في الوقت الحالي، لدينا القوة الكافية لصد أي هجوم من تنظيم داعش، وهذا الأمر مستمر منذ سنوات، ولكن إن استمرت هذه الهجمات بهذه الطريقة سيكون هناك مشكلة، أي استمرار الطيران ضد قوات حماية المخيمات والسجون، حينها من الطبيعي أن لا نتمكن من إجراء اي نشاط كفاحي ضد تنظيم داعش”.
هذا وقالت مصادر لأخبار الآن إن “عائلات تنظيم داعش أحدثت الفوضى، واعتدت على قوى الأمن حيث هربت مجموعة من تلك العائلات من المخيم، وألقت قوى الأمن الداخلي في قوات سوريا الديمقراطية القبض عليهم بعد فترة قصيرة وذلك أثناء تحليق الطيران المسير التركي فوق مخيم الهول”.
ملامح الوضع في المنطقة بعد هجوم تركي محتمل
توقع مظلوم عبدي أن تعم فوضى أكبر في المنطقة في حال حدوث هجوم تركي كما تحدث عن حرب داخلية كبيرة والعودة إلى نقطة صفر لأن المجموعات الارهابية ستملك قوة أكبر، وستتعرض سوريا الى التقسيم.
كما أشار إلى أن أردوغان أنه يريد إنشاء شريط امني، في حدوده الجنوبية، ولكن الحقيقة ذلك سيكون شريطاً ارهابياً وفق تعبيره.
وشدد على أن المنطقة ستصبح ارهابية بدءاً من العراق وصولاً الى البحر وحتى إدلب وكل الارهابيين سيتواجدون في هذه المنطقة.
وأضاف “كما رأينا في عفرين، الآن تتمركز فيه عناصر من القاعدة. والآن توجهوا الى إعزاز أيضاً، المنطقة التي سميت درع الفرات وغداً سيتوجهون الى المناطق الأخرى القاعدة ستنتشر وذلك سيؤدي الى تقوية الإرهاب في سوريا، منهم تنظيم القاعدة، والمجموعات الإرهابية المماثلة.”
كما حذر من أن مناطق الارهابيين في سوريا ستصبح بمثابة واقع، ومن أن داعش ينتظر ذلك، وأشار إلى أنهم سيتمكنون بتنفيذ حملة أكبر، والحكومة السورية ضعيفة أمامهم.
وبشكل مختصر الحالة القادمة ستكون حاضنة أقوى للإرهابيين في المنطقة وسيخلق مشكلة أكبر له تأثير على سكان المنطقة وعلى العالم بأجمعه.
الوضع في مخيم الهول بعد محاولات النساء للفرار
عن حيثيات هروب النساء من المخيم الأكثر خطورة في العالم قال مظلوم عبدي أن ذلك حصل بسب استهداف الطائرات التركية لقوات حماية الهول، وفقدنا في ذلك ثمانية عناصر وغيرهم من الجرحى، وهم استغلوا الفرصة وهربوا.
وقال مظلوم:” حقيقة الآن الوضع داخل المخيم ليس جيدا، فهم ينتظرون هجمات أخرى ضد قواتنا للتمكن من الفرار، ويمكنني القول بأن الطريق يفتح أمام فوضى.”
وأكد:” إن استمر الوضع بهذا الشكل، وبالتأكيد قواتنا لا يمكنها المقاومة في تلك السهول وتحديداً منطقة الهول وخاصة بعد الغارات الجوية حينها قواتنا لن يتمكنوا من حماية أنفسهم في تلك السهول وستصبح المخيمات في خطر.”
ويشهد الوضع الحالي هدوءا نسبيا لأن الظروف الجوية الحالية الآن لا تساعد الطيران في الوصول الى تلك المنطقة.
إلا أنه قال إن “الدولة التركية ستكمل عملياتها لاحقاً وان استمروا استهدافاتهم في تلك الجغرافية، بالتأكيد قواتنا لن يكونوا مجبرين في حماية نساء داعش وهم تحت القصف الجوي وذلك سيحدث فوضى كبيرة.”
هل ستشن تركيا عمليات برية في الوقت الحالي؟
بالنسبة للعمليات البرية كشف مظلوم أن تركيا تود الهجوم، وأن أردوغان سبق وأعلن ذلك مسبقاً وأنه ذكر بأنه سيواصل عملياته. و شدد على أنه هذا يعتبر قرار تركيا وهي لم تتخذه الآن بل منذ مدة طويلة منذ جلستها داخل الأمم المتحدة سنة 2019.
وقال عبدي:” وهو ينفذ مخططه والآن يقوم بإكماله، ولكن اود القول بإنه لا يمكنه الهجوم إلا بعد موافقة من روسيا والولايات المتحدة ولذلك هو الآن ينتظر بعد إعلان قراره بالهجوم أي ردود ضامنة، هذا الهجوم الذي يعتبر بمثابة تجربة لمخططه.”
وأضاف قائد القوات السورية:” إن لم يكن موقف روسيا وأمريكا قوياً، فهذه الحملة البرية ستبدأ. ولذلك يجب ان تكون المواقف بمستوى ايقاف هذا الهجوم.”
قائد القوات السورية الديمقراطية ينفي قيامهم بهجمات على الأراضي التركية
نفى مظلوم معظم اتهامات تركيا بقيامهم بهجوم على الشارع الرئيسي في مدينة إسطنبول الفترة الماضية وقال” أوّد قول ذلك بشكل رسمي عبر قناتكم، لا يوجد لدينا أي سياسة لتنفيذ هجمات في الأراضي التركية. لا في الداخل التركي كما ذكروا (في إسطنبول) ولا على الحدود التركية.
ما نقوم به، نعلنه بشكل رسمي، لم نفعل ذلك ولا يوجد لدينا اي سياسة لتنفيذ هكذا هجمات..”
أما عن تعاملهم مع الغارات التي تستهدف بها تركيا الأراضي السورية طول هذه الفترة فأكد أنهم سيقومون بالرد لكن هذا الرد سيكون داخل أراضيهم لا خارجها.
هذا وعلقت 7 منظمات وجمعيات تقدم خدمات صحية وحماية، أعمالها في مخيم الهول في ريف الحسكة شمال شرق سوريا، بعد تعرض موقع لحماية المخيم للقصف الليلة الماضية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أبلغت إدارة مخيم الهول كل من irc و Hi وريليف وكوبا واليمامة ومركز السلام وإنقاذ الطفل بتعليق عملها لعدم توفر البيئة الآمنة للعمل، بسبب العمليات العسكرية، فيما توقفت عن العمل العديد من المنظمات، دون أن تبلغ إدارة مخيم الهول بتعليق عملها حتى الآن.
وقتل أمس 8 عناصر من قوات الكوماندوس في موقعين مختلفين، نتيجة الضربات الجوية التركية، حيث نقلت سيارات الإسعاف 6 جثث من قوات الكوماندوس في موقع بمحيط مخيم الهول، وجثتين في موقع آخر قريب من الأول.