خبير في مكافحة التطرف: جماعة الشباب تكافح للبقاء مع انشقاقات وقتال داخلي وهجوم من الجيش
- الانقسامات والانشقاقات عصفت بالبيت الداخلي لجماعة الشباب
- أحمد ديري هو في الحقيقة القائد العام في جماعة الشباب
ظهرت انقسامات داخل جماعة الشباب على مدى سنوات، ما كاد يهدد وجودها ويزيد من إضعافها لصالح القوات الحكومية وأصحاب المصلحة الذين عقدوا العزم على إضعاف المسلحين.
وتزيد الانقسامات الأخيرة من تصدع البيت الداخلي جماعة الشباب التي تكافح للبقاء حية مع ثروات مالية، وانشقاقات هائلة، وقتال داخلي، وهجوم منسق من قبل الجيش الوطني الصومالي والقيادة الأمريكية في إفريقيا. وقتل التحالف عشرات المسلحين هذا العام وحده.
وفي حوار مع “أخبار الآن”، قال الخبير في الأمن ومكافحة التطرف العنيف عبدالسلام غوليد، إن جماعة الشباب تعيش انقسامات كبيرة، وهي تصارع من أجل تقليصها كما تحاول الجماعة الآن التوسع بالمناطق كنوع من التباهي مثلّت نقطة مهمة لحصولهم على عدو خارجي.
وأشار غوليد إلى أن الحكومة الصومالية لم تقم خلال الخمس سنوات الماضية بمحاربة جماعة الشباب وذلك منحهم فرصة لتجميع الكثير من الأموال إضافة لتجميع قواهم والحصول على تدريب فقاموا بالتوسع أكثر ولذلك يشنون هجمات كبيرة على أثيوبيا عبر الحدود الصومالية.
وأضاف: “قامت أثيوبيا بالحصول على معلومات هامة، والآن وبالتعاون مع الحكومة الصومالية ودول المنطقة كوّنوا جبهة لمحاربة الجماعة، لأنهم ليسوا فقط إرهابيين محليين وإنما إرهابيين دوليين وأعتقد أن هذا ما يجب أن يفهمه الجميع”.
وقال أيضا الخبير في الأمن ومكافحة التطرف العنيف لأخبار الآن: “إثيوبيا كانت كالحارس على دول المنطقة (الصومال وإثيوبيا وكينيا)، فإثيوبيا هي الأقوى عسكرياً، لكن الاضطراب العسكري والسياسي هناك أعطى فرصة لجماعة الشباب لاختراق إثيوبيا سابقا”.
ونوّه عبد السلام غوليد إلى اعتقاده بأن الجماعة حاولت تثبيت كيانها وإنشاء مقر جديد لهم في إثيوبيا، لكن في يونيو الماضي، قامت إثيوبيا بالقضاء وباعتقال أعداد كبيرة وبالطبع يحتاجون للتعاون مع الصوماليين على طول الحدود لمعرفة كيف تمكنت جماعة الشباب من العبور عبر الحدود، وذلك من أجل استهدافهم والقضاء عليهم في الصومال أيضاً.
وزحفت قيادة “أحمد ديري” الملقب بأبي عبيدة للجماعة نحو انقسامات خطيرة، هي الأسوأ منذ تأسيس الإرهابيين الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من المناطق الريفية في وسط وجنوب الصومال.
مع تدهور صحة أحمد ديري إلى حد كبير، نصب مهاد كاراتي، نائبه ورئيس “أَمنيات”, وهو جناح جماعة الشباب المسؤول عن المخابرات والأمن، فضلا عن الشؤون المالية للجماعة, نفسه على أنه الوريث الظاهر. ومع ذلك ، يبدو أن نهجه قد أزعج الزعيم الفعلي ورجاله، الذين أصبحوا الآن غير مرتاحين لخطط المؤامرة للإطاحة برئيسهم.
وقال الخبير في الأمن ومكافحة التطرف العنيف عبد السلام غوليد في هذا الشأن: “أحمد ديري هو في الحقيقة القائد العام في جماعة الشباب وهو من النوع الذي يحيط نفسه بأشخاص يثق ويؤمن بهم، لكن نائبه مهاد كراتي هو رجل عسكري يهابه الجميع داخل الجماعة، أعتقد أن هذا سيحدث اضطرابا داخل الجماعة”.
وأكد “غوليد” على اعتقاده بأنه ستكون هناك انتفاضة عامة بوجه جماعة الشباب وأن الحكومة الصومالية والمجتمع الصومالي سيفسحوا مجالا ليضعوا خلافاتهم واختلافاتهم إلى جنب ليقاتلوا إلى جانب الصوماليين في وجه الجماعة الإرهابية.
تشير الإحصاءات الحكومية الرسمية إلى أن الجماعة فقدت أكثر من 500 مقاتل في الشهرين الماضيين، إذ تعهد الرئيس حسن شيخ محمود بالقضاء على الجماعة الإرهابية، من خلال التكتيكات العسكرية والأيديولوجية المشتركة، والتي يبدو أنها تعمل.
ويقود العلماء بتيسير من الحكومة حملات الترويج الكبيرة ضد الجماعة في جميع أنحاء الصومال.