تزامن الهجوم الإرهابي الجديد على جربة التونسية مع الاحتفالات بموسم الحج الى كنيس الغريبة تجسيداً لروح التعايش الديني الثقافي والحضاري التي تتتمع به جربة.

جربة

كاميرا تلفزيون الآن واكبت فعاليّات الزيارة السنويّة لمعبد الغريبة اليهودي في جزيرة جربة جنوب شرق تونس  التي تعتبر من أهم مناطق وجود اليهود في تونس، ويعيش فيها حاليًا نحو 1200 شخص.

فتزامنًا مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي أقيمت شعائر دينيّة ومراسم وطقوسًا متنوّعة، يتوافد اليهود إلى هذا المزار من مناطق شتى من العالم في أواخر شهر أفريل/ وبداية شهر ماي/أيار من كل عام.

جسّدت هذه الزيارة السنويّة روح التعايش الديني الفعلي على جزيرة جربة التونسيّة، حيث اسقبل المعبد مئات اليهود من كافة أنحاء العالم احتفالا بهذه المناسبة.

جربة

استمتع الزوار بأجواء الإحتفال على أنغام الطرب والموسيقى مغتنمين الفرصة للقاء وتذوّق أطباق خاصة بهذه المناسبة، واقتناء  ذكريات من الصناعات التقليديّة احتفالا بهذه المناسبة الدينية، ثم قاموا  بأداء الطقوس بين إشعال الشموع ووضع البيض والدعاء والتبرك في هذا المكان،

جربة

وفي هذا السياق قال الإمام حسن الشلغومي رئيس أئمة فرنسا، بأن جزيرة جربة هيا بلد الأنس، وجربة تكرس وتأكد السلام والتعايش بين جميع الديانات، وقد جائوا الكثير من اليهود من كافة أنحاء العالم، وهي أكبر رسالة للسلام بأن الأخوة والتعايش بين الديانات هو رمز الإسلام ورمز التحية، وكذلك أوروبا والعالم ينظر  إلى ذلك، ويحيي كل الحاضرين، وإنه لمثل يجب الاقتداء به ويحيي دولة الإمارات العربية المتحدة فهي من الدول التي ترمز للسلام وقبلة التعايش.

جربة شهدت الاحتفالات أيضا خرجة “المنارة”، وهي  طقوس يتوّج بها موسم الزيارة، وتتمثل في خروج جماعي لليهود من معبد الغريبة بعربة يثبت فوقها مصباح تقليدي كبير، مغطاة بأقمشة مزركشة فوقها طبق نحاسي مكسو بالزهور يقودونه إلى حي الحارة الصغيرة المجاور للكنيس.

من جهة أخرى قال رجل الأعمال روني الطرابلسي، بأن الزوار جائوا بكثير لهذه الزيارة السنوية والأعداد تزايدت بين 6 إلى 7 آلاف زائر للغريبة وهو رقم جيد  بعد مرور سنتين على أزمة الكوفيد، وهذا يدل على محبة التوانسة والزوار لزيارة الغريبة وهو  حدث كبير في جربة وهو أيضا حدث سياحي، وهناك حركة اقتصادية كبيرة في جزيرة جربة التونسية.

ولم تغب  الشخصيّات السياسية والدبلوماسيّة، عن المراسم  فهذه المناسبة تجسد التسامح والتعايش السلمي الذي ينعم به يهود تونس على جزيرة جربة التونسيّة.