داعش يُهاجم داعمي “الإيغور”.. ويواصل حربه ضد القاعدة وطالبان
هاجم تنظيم داعش، في افتتاحية العدد الجديد من صحيفته الأسبوعية النبأ، الجهات والدول الداعمة لحقوق أقلية الإيغور التي تقطن إقليم شينجيانغ الخاضع لسيطرة الصين، قائلًا إنه لا فرق بين نصرتهم وخذلانهم للإيغوريين، على حد تعبيره.
وقال التنظيم في افتتاحية العدد 369 من أسبوعية النبأ والمعنونة بـ”لمَ تقولون ما لا تفعلون” إن قضية الإيغور من القضايا التي أخذت صدى واسعًا، خلال السنوات الماضية، وكانت هناك العديد من الحملات الإعلامية لنصرتها، معتبرًا أن تلك الحملات لا طائل منها، على حد قوله.
ويُحاول التنظيم استقطاب مقاتلين من الإيغور للتغطية على تراجعه والخسائر التي تلقاها، خلال الفترة الأخيرة، ومن بينها مقتل زعيمه أبو الحسن الهاشمي، الذي قُتل منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في هجوم لمقاتلين سوريين في مدينة جاسم بجنوب غربي سوريا.
وفشل داعش، خلال السنوات الأخيرة، في استقطاب مقاتلين من أقلية الإيغور، كما كان يأمل ويُحرض، على الرغم من إطلاقه حملات دعائية واسعة لاستقطابهم قبل انهيار خلافته المكانية.
وتجاهل تنظيم داعش، قضية الإيغور منذ 2017، بيد أنه عاد لمحاولة استقطابهم، لتعويض خسائره التي تلقاها والإيحاء بأنه يدعم قضايا الأقليات المسلمة في أنحاء العالم، ليغازل أنصاره بهذه الدعاوى ويحاول الترويج لخليفته الجديد “أبو الحسين الحسيني” الذي يبقى زعيمًا مجهولًا في داخل أوساط مقاتلي التنظيم.
وسعى التنظيم، خلال الأعداد الأخيرة من صحيفة النبأ، التأكيد على استمراره في اتباع نهج “الجهادية العالمية”، في ظل استمرار صراعه مع غريمه التقليدي “تنظيم القاعدة”، إذ يصف الأخير داعش بأنه تنظيم مكون من مجموعة من الكوادر البعثية الذين تربوا داخل أروقة نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وأشارت صحيفة النبأ الداعشية إلى الهجوم الذي شنه اثنان من مقاتلي التنظيم على فندق يرتاده رجال أعمال صينيين في العاصمة الأفغانية كابل، قائلًا إنه سيواصل هجماته حول العالم وسيستهدف الهندوس في الهند، والشيعة في إيران كما سيستهدف الصينين الشيوعيين لأنه نهجه الجهادي وقتاله يمتد ليشمل مشارق الأرض ومغاربها، على حد قوله.
وعلى صعيد متصل، كشفت الصحيفة كواليس الهجوم الذي تم خلال الأسبوع الماضي على فندق يرتاده رجال أعمال صينيين في العاصمة الأفغانية كابل، موضحًا أن 2 من مقاتلي التنظيم نجحوا في الإقامة في داخل الفندق بهويات مزورة قبل فترة من الهجوم، واستطاعوا عبر “حيلة معينة” تهريب السلاح إلى داخل الفندق، وفي يوم تنفيذ الهجوم قاما بتفجير العبوات الناسفة التي زرعوها من قبل، وقام واحد من المهاجمين بإطلاق النار على جميع نزلاء الفندق، فيما كان الآخر يتصدى لمحاولات قوات تابعة لجماعة طالبان اقتحام الفندق للتصدي للهجوم.
ووفقًا لما أعلنه المتحدث باسم جماعة طالبان ذبيح الله مجاهد، في وقت سابق، إن الهجوم لم يُسفر عن سقوط قتلى من الأجانب لكن 2 منهم أصيبا أثناء محاولتهم الهرب من الفندق.
ويخوض داعش حربًا ضد جماعة طالبان الأفغانية إذ ركز التنظيم على شن هجمات ضد الحركة منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، في أغسطس/ آب 2021.
ومن أفغانستان إلى الساحل الإفريقي، قال تنظيم داعش إنه مقاتلي “ولاية الساحل”، فرعه المحلي في المنطقة، اشتبكوا مع مسلحين تابعين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة “غاو” بشمال شرق مالي، مضيفًا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 100 وأسر 6 من مسلحي “نصرة الإسلام”.
وألمح تنظيم داعش إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كثفت هجماتها ضد المدنيين والسكان المحليين في مالي، خلال الأسابيع الأخيرة، واستغلت الخلافات القبلية لإذكاء الصراعات بين السكان المحليين، على حد وصفه.
ودخل تنظيمي داعش والقاعدة في الساحل والصحراء في صراع على الموارد والنفوذ، خلال الفترة الماضية، ونفذ الطرفان هجمات ضد المدنيين في مالي ومناطق الحدود المالية مع بوركينا فاسو، وهو ما وثقته بيانات التنظيمين بجانب شهادات مستقلة.