كيف نجحت خطة الكاظمي بإعادة العراق لمحيطه العربي؟
لم يتغير في فترة حكم الكاظمي التي استمرت لعامين الكثير على الصعيد الداخلي، فالسلاح المنفلت ظل منفلتا وتجاوز كل الخطوط الحمراء على الرغم من وعود الكاظمي بضرورة حصره بيد الدولة ، والفساد استشرى اكثر فأكثر لأن اسعار النفط ارتفعت وبالتالي ارتفعت إيرادات الدولة التي تعتمد بنسبة 90 بالمئة على الذهب الأسود ومستوى السرقات والصفقات غير المشروعة يتناسب طرديا مع زيادة هذه الايرادات.
أما على المستوى الخدمي فالحال على ماهو عليه منذ العام 2003 ولم تنجح لا حكومة الكاظمي ولا أي حكومة في تحسينه.
لكن الذي كان يحسب للكاظمي هو نجاحه بإعادة التوازن بملف العلاقات الخارجية.
والتوازن هنا بين العراق وإيران من جهة والعراق ودول الخليج وخاصة السعودية من جهة ثانية.
فقد رعى خمسة حوارات سرية بين الدولتين حتى وان لم تشهد تقدما على أرض الواقع لكن هي بداية لتصحيح أخطاء الماضي.
موضوع تحسين العلاقات الخارجية يعني مزيدا من الاستقرار السياسي والأمني والاستثمارات وهذا ماحدث بالفعل فقد أعلنت المملكة العربية السعودية عن دخولها مجال الاستثمار في العراق حيث أنشأت صندوقا استثماريا في عام 2021 وقامت بتأسيس 5 شركات اقليمية تستهدف الاستثمار في عدة دول من بينها العراق بقيمة تصل إلى 24 مليار دولار في السادس والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر عام 2022، وكل ذلك يصب بمصلحة البلد.
هل سيبقى السوداني ابن بيئة حزب الدعوة ام سينسلخ عنها ؟
لكن ماذا بخصوص محمد شياع السوداني ؟ هو إبن حزب الدعوة الإسلامي المعروف بشكل العلاقة التي تربطه بالعرب منذ ثمانينات القرن الماضي فهو الذي قام بتفجير السفارة العراقية في بيروت عام 1981 باعتراف أحد قيادات اسلامية شيعية وغيرها من العمليات داخل العراق مثل تفجير وزارة التخطيط وهيئة الإعلام.
وربما هذا من بين الأسباب التي دفعت السوداني إلى تقديم استقالته من حزب الدعوة في عام 2019 حيث كان انتمائه للحزب يحول دون قدرته بالظفر برئاسة الوزراء التي كان يترشح لها مع كل انتخابات ولا ينجح فأراد التخلص من السمعة الملاصقة له والبدء من جديد عن طريق تأسيس حزب مستقلا متوازنا غير متطرف الأفكار على الأقل في العلن لكن بقي اسمه مرتبطا بالدعوة حتى بعد الاستقالة خاصة وان نوري المالكي وهو من أبرز قيادات الحزب كان مستقتلا على ترشيح السوداني لرئاسة الحكومة.
العامل المشترك الوحيد بين الحكومتين هو فؤاد حسين وزير الخارجية الذي أصر الحزب الديمقراطي الكردستاني على بقائه بالوزارة.
من خلال متابعة تصريحات السوداني خلال السنوات الماضية يرى أنه هادئا قليل الكلام ولا يميل لدولة على حساب أخرى لكن يبقى ابن بيئته “حزب الدعوة والإطار التنسيقي” الذي جاء به وهو يدار من قبل رؤوس متعددة البعض منها متطرف المواقف مثل جناح المالكي والخزعلي والعامري والبعض الأخر يحاول مسك العصا من الوسط مثل العبادي والحكيم الذي اعترف أنه خلال زيارته الاخيرة للسعودية أوصل رسائل تطمينية من الإطار والحشد الشعبي “الذي كانت بعض قياداته تهدد بقصف الرياض” لـ ولي العهد محمد بن سلمان
فهل وضع السوداني خطة لإدارة العلاقات الخارجية أم سيتركها للزمن والتحولات التي طرأت و ستطرأ على محيط العراق الاقليمي والدولي مثل الاتفاق النووي وفوز أحد الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري بالانتخابات النصفية الأمريكية ام سيكمل ما بدأ به الكاظمي ؟
إذا تم استهداف المصالح الامريكية من جديد فهذا يعني أن الميليشيات المسلحة ما زالت تسيطر على الملف الامني و ليست راضية على أداء السوداني وإذا جرى العكس واوقفت الميليشيات التصعيد فهذا يعني أحد الامرين أما نجح السوداني بسحب سلاحهم ومحاسبتهم وانا استبعد ذلك أو أن هذه المجاميع غيرت من خططها وهذا ما ستكشفه الأيام .